Car Magazine Wednesday28/03/2007 G Issue 17
أقلام
الاربعاء 9 ,ربيع الاول 1428 العدد17

أمن الطرق .. مهمة واحدة فقط!
د. صالح بن عبدالله الحمد

تهتم حكومتنا اهتماماً كبيراً بالأمن من منطلق حرصها الشديد على أمن هذا البلد ومواطنيه والوافدين إليه. ويكون هذا الاهتمام بطرق شتى مختلفة وكذلك أجهزة أخرى تسهر على أمن هذا البلد.. وتشرف على هذا كله وزارة الداخلية التي ترتبط بها تلك الأجهزة، وتنفق الدولة مبالغ كبيرة للمحافظة على ذلك وهدفها الأول والأخير جعل المواطن والمقيم يعيشان في أمن وأمان اللذين هما همهما الأول والأخير، وقد أدركت الدولة - رعاها الله - لهذا الإحساس فجندت نفسها لذلك ليل نهار، وفي كل وقت داخل المدن وخارجها وعلى الطرق والحدود والمطارات والمرافق الأخرى. ومن الأجهزة المهمة التي تحافظ على الأمن في الطرق هو جهاز أمن الطرق، وقد دعم بالإمكانيات البشرية والآلية لكي يقوم بعمله على أكمل وجه وليكون سنداً مباشراً للأجهزة الأخرى التي تحافظ على الأمن في الدولة كالشرطة والجوازات، الدفاع المدني، مكافحة المخدرات، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبقية الأجهزة التي لها مساس مباشر بالأمن.

لكن أمن الطرق مازال يحتاج إلى إعادة نظر فمن خلال سفري المستمر بحمد الله بين مدننا المختلفة ألمس تقصيراً واضحاً من هذا الجهاز سواء من عدم وجوده بتاتاً في بعض الطرق لعدم وصول هذا الجهاز وأفراده إليه، أو من تكاسل وتقاعس بعض أفراده. وكأن أمن الطرق مهمته فقط القبض على متجاوزي السرعة المقررة التي حددت على الطرق الطويلة.

صحيح أن ذلك من اختصاصات ذلك الجهاز، ولكن لا يجب أن يكون هو الهدف والمسيطر على كافة الأعمال الأخرى التي يجب على الجهاز المساهمة فيها. فأنا لم أر مسؤولي هذا الجهاز أوقفوا سيارة تسير ليلاً وأنوارها ضعيفة أو معدومة لاسيما الأنوار الخلفية ولم أرهم أوقفوا سيارة فيها عيوب مختلفة من ضعف الإطارات أو الحمولة الزائدة، أو حتى معرفة ما هي هذه الحمولة لاسيما الشاحنات، ثم متابعة قائدي السيارات والتأكد من هوياتهم عند نقاط التفتيش أمر مهم يكبح كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا البلد، والملاحظة الكبرى عدم اهتمام أمن الطرق بمتابعة الطرق التي تخف عليها الحركة ليلاً بعد المنتصف مثل طريق الرياض - الزلفي والذي يتفرع من طريق الرياض القصيم فهذا الخط شبه معدومة الحركة فيه لعدم تواجد هذا الجهاز وقد تعرض بعض مرتاديه إلى بعض المشاكل التي بحمد الله انتهت على خير ما يرام، علماً أنه توجد فرقة لأمن الطرق في محافظة الزلفي وفي محافظة المجمعة، ولا نعرف من المسؤول عن هذا الطريق؟.

إن هذا الطريق وأمثاله بحاجة ماسة إلى متابعة أمن الطرق في كل لحظة وفي كل مناسبة ليشعر المواطن والمقيم بالأمن والأمان وليشعر كل ذي نفس ضعيفة أنه متابع وأنه لا يستطيع أن يعمل أي عمل يمس أمن هذا البلد.

إن المتابعة الدقيقة لاسيما في الأوقات المتأخرة من الليل وفي الطرق التي يقل مرتادوها ليلاً أو قد يكون الارتياد لها ضعيفاً في كل وقت مطلب ضروري ومهم وحساس من قِبل أمن الطرق لكي يقوم هذا الجهاز الحساس بعمله المناط به خير قيام، وأن يكون عند حسن ظن المسؤولين الذين قاموا بإنشائه وليكون رديفاً فاعلاً لأجهزة الأمن الأخرى ومساعداً لها حتى يعم الأمن والأمان بلادنا العزيزة التي أصبحت مضرب المثل في أمنها وأمانها.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة