الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 03th January,2005 العدد : 90

الأثنين 22 ,ذو القعدة 1425

شيخ نقاد الجزيرة!
د. عبدالله الفيفي
شيخ النقاد، وأبو حركة النقد الحديث في جزيرة العرب، عبدالله عبدالجبّار.
لمّا جاءني صوت محمد الدبيسي يثير الخواطر، أثار في البال شجونًا ذات شجون.
على أنْ ليست الغاية هنا الاحتفال الإعلامي والإشادة العاطفية وهما مطلبان أخلاقيّان دأبت ملفّات (المجلة الثقافية) على النهوض بهما حول نُخب من الأسماء بل الغاية، لو صَلُح الميدانُ، درسٌ نقديّ لرائدٍ متنوّع الإنجاز.
رجلٌ له من اسمه نصيب؛ تصدّى لتيارات الأدب الحديثة في الجزيرة في خمسينيات القرن الماضي، إذ طبع كتابه (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية في الشعر) (القاهرة: جامعة الدول العربية، 1959)، قبل أن يأنس أحد هنا في نفسه الكفاءة أو الجرأة على ملامسة هذا الخضمّ. ويُعَدّ عمله هذا خطوة طليعية من النقد الانطباعيّ إلى النقد المنهجيّ أو شبه المنهجيّ، وفق أدواته المواتية إذ ذاك. ثم كان لهذا المكيّ النشأة المصريّ التعليم كتابه الآخر بالاشتراك مع محمد عبدالمنعم خفاجي (قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي)، (القاهرة: مكتبة الكليات الأزهرية، 1980)؛ و(الغزو الفكري في العالم العربي)، (جدة مطابع الروضة، 1980). إضافة إلى تلك الندوة التي كان عقدها بالقاهرة، ودراساته ومحاضراته ومقالاته في الصحافة السعودية أو المصرية، في غضون الفترة من أربعينيات القرن العشرين إلى ستينياته، ومنها: (أدبنا وكيف يحيا)؛ (مركّب النقص وأثره)؛ (الخطيئة والشعور بالنقص)؛ (النهضة الأدبية السعودية)؛ (من مشكلات الأدب العربي الحديث). وفي ذلك كله ما طُبع وما لم يطبع نسيجُ مهادٍ ناصعِ الألوان لحركتنا النقدية والفكرية الحديثة.
لأَشُكّ ويا للمفارقة أن طلبة الأدب والنقد في جامعاتنا، أو حتى طلبة شعبة ما يسمى (الأدب السعودي)، قد سمعوا قطّ باسم عبدالله عبدالجبّار، على حين تُرصد لهم وعليهم الأسماء من كل حدب وصوب؛ فسياسة التعليم، حتى في الجامعات، تسير على الحكمة القديمة: (اشْتَرْ لنفسكَ وللسُّوق!).
منذ سنوات استشرفتْ النفسُ شيئًا من ذلك الدرس الجادّ شروعاً في الإشراف على أطروحة علمية للماجستير عن (جهود عبدالله عبدالجبّار في الدراسات الأدبية)، وكنتُ أتطلّع إلى اكتمال ذلك المشروع، لعله يفي الرجل والحركة النقدية في المملكة حقًّا من الدرس الأكاديميّ المؤصّل. غير أن الباحثة للأسف حالت دونها حوائل دون مواصلة الخطة، ولا أعلم أين صار ذلك الأمل.
سياقيًّا، أعلم أن حسين بافقيه قد أتمّ أو سيتمّ جهداً مهمًّات في هذا الاتجاه، وهو من المنشغلين، على نحو حميم وخاصّ، بعبدالله عبدالجبّار. وهناك كذلك لنبيل راغب دراسة عن عبدالله بن عبدالجبّار من زاوية دوره التنويريّ، بعنوان (اصول التنوير الفكري: دراسة في منهج عبدالله عبدالجبار)، (القاهرة: دار الانتصار، 1995). إلاّ أن صاحب التيارات يظلّ أحفل من عمل أو عملين.
ويبرز إلى شخصية عبدالله عبدالجبّار النقدية المتشكِّلة عبر دراساته حول الشعر وحول النثر (القصة المقالة نقد النقد) جانب أشدّ إغفالاً في تراثه، يتمثّل في أسلوبه الكتابي؛ من حيث كونه من جيلٍ كان نقده أدبًا وأدبه نقدًا.
تلك ملامحُ رجلٍ أَوْلَتْنا بشاشتها، لكنْ تصلّب الأعناق طالما حرمنا الالتفات!
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved