قصيدة جازان عشق الزمان حسين جبران كريري
|
يا جمرة وسط الحشى تشعل | تصلي فؤادا بالنوى يصطلي | تصلي فؤادا مل طول النوى | عشرين عاما ما هني أو سلي | يعيش في منأى بأرض خلا | لا شيح لا كاذي ولا صندل | يذري دموع العين في خده | حتى اشتكى من دمعه السلسل | يا جمرة الأشواق حُثي السرى | شدي المطايا سافري وارحلي | ويممي بالركب مهد الصبا | حيث الربا والدوش والصومل | إذا نزلتِ ديرتي فاسألي | عن عُشتي عن بيتنا الأول | عن مرتع الغزلان حيث الظبا | ترعى غصون الأيك في المسيل | وحيث يشدو الطير لحن الصفا | من شدو قمري ومن بلبل | إذا شدت مادت غصون الربا | نشوى وان غنى أبو معول | ذاك الذي كم ناح فوق الذرى | على ذؤابات الذرى يعتلي | يشدو طروبا إن تهب الصبا | وقبل ما شمس المسا تأفل | إذا شدى لحنا رأيت الربا | مياسة في ثوبها المخملي | تفوح منها طيبات الشذى | تشفي عناء العاشق المبتلي | يا عاذلي في حب زين الربا | أالله ما أغباك يا عاذلي | لو كنت مثلي عشت في سفحها | ما لمتني كلا ولم تعذلي | هذي جنان الله فوق الثرى | هذي بقايا من سبا الأول | هذي بلاد الجود مهد الإبا | مهد الأباة الصفوة الكمل | جازان يا حباً جرى في دمي | يا زهرة تزهو ولم تذبل | لولاك ما أنشدت لحني ولن | يجري جمان الشعر في جدولي | يا طائر الأشجان ان زرتها | بلغ سلامي سهلها والعلي | بلغ سلامي كل وادٍ بها | حقولها والزرع والمنهل | اسأل وناظر هل ترى عشة | في قريتي في حينا الأسفل | انظر وناظر هل ترى أيكة | كانت تظل الأغيد الأكحل | وهل ترى جيران كانوا لنا | من خيرة الجيران للمنزل | واسأل عن السمار بعد العشى | عن عازف المزمار والموشلي | وعن صبايا شاديات الغنى | يشدون لحن الموسم المقبل | والزرع في ساحاتهم يرتوي | من فيض سيل في المسا مقبل | يا طيف أشجاني سئمتُ الرؤى | إلى متى يا طيف لم تغفل | أم ان هذا الطيف في خاطري | حتى ألاقي بالنوى مقتلي |
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|