الآلهة «الأوثان» التي تفشل دائماً تأليف: إدوارد سعيد ترجمة: حسام الدين خضور بيروت: دار التكوين، 2003م
|
هذا الكتاب هو مجموعة محاضرات ألقاها إدوارد سعيد في ال (BBC)، وكان موضوعها الأساسي (صور المثقف). هذه المحاضرات هي محاولة إلى حد ما للحديث عن المثقفين (أولئك الأشخاص الذين لا يمكن التنبؤ بسلوكهم العام ولا إخضاعهم لشعار ما أو خط حزب مبدئي قويم أو عقيدة ثابتة...).
ما يحاول إدوارد سعيد قوله هو (ان معايير الحقيقة حول البؤس الإنساني والاضطهاد يجب التمسك بها رغم الانتساب الحزبي الفردي للمثقف وخلفيته القومية وولائه البدائي، فلا شيء يشوه السلوك العام للمثقف بقدر ما تفعل الزركشة والصمت الحذر والارتداد الاستعبادي المعبر عن الذات بطريقة مسرحية...).
ويرى المترجم أن محاولة الالتزام بمعيار عام وحيد، كفكرة رئيسية، تلعب دوراً هاماً للمثقف، أو على الأصح للتفاعل بين العالمية والمحلية والذاتية والمكان والزمان بالتحديد.
أما المؤلف فيرى (أن المثقف يحتكم إلى أوسع جمهور ممكن، الذي هو جمهوره الانتخابي الطبيعي، والمشكلة بالنسبة للمثقف ليست بالدرجة الأولى المجتمع الشعبي ككل، بل إلى حد ما ذوو الاطلاع والخبراء والمحترفون، الذين يشكلون الرأي العام، لكن على المثقفين أن يُسائلوا القومية الوطنية والتفكير المشترك.
فالعلمية تعني تحمل المخاطرة كي نتجاوز الحقائق السهلة التي تقدمها لنا خلفيتنا ولغتنا وجنسيتنا التي غالباً ما تحجب عنا حقيقة الآخرين..
وتعني أيضاً البحث ومحاولة دعم معيار وحيد للسلوك الإنساني عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل السياسة الخارجية والاجتماعية..)...
لا توجد قواعد يستطيع المثقفون بواسطتها معرفة ما يقولون أو يفعلون.
كلنا نعيش في مجتمع، وأفراد جنسية ذات لغة أم، وتقاليد ووضع تاريخي..
ويتساءل: إلى أي حد يكون المثقفون خدماً لهذه الوقائع، وإلى أي حد هم أعداء؟ ثم يقول: ( إن الكتّاب يدفعون كل الناس، ويصرخون بالولاء للدولة، إن الواجب الثقافي الرئيسي هو البحث عن استقلالية نسبية من مثل هذه الضغوط ومن هنا وصفي لخصائص المثقف أنه منفي، وهامشي، وهاو، ومؤلف لغة تحاول أن تقول الحقيقة للسلطة...)
إنه كتاب يقدم تحليلاً ورؤى عن (صور المثقف، وعن ضبط الأمم والتقاليد في وضع حرج، وعن المنفى الثقافي للمبعدين والمهمشين، كما يناقش ما كتبه بعض المحترمين والهواة، ويسلط الضوء على إمكانية الحقيقة للسلطة، وكيفية الاحتفاظ بحيز في العقل ينفتح للشك ولجزء من السخرية الشكية).
يقع الكتاب في ( 140 ) صفحة من القطع العادي، وقد حقق بمجرد صوره مبيعات كبيرة وتصدر لفترة قوائم الكتب الأكثر مبيعاً لدى بعض الناشرين،حيث صادف ظهور الكتاب، إعلان وفاة مؤلفه (إدوارد سعيد) فكأن الخبر (أحيا) سيرة حياته ومؤلفاته، خصوصاً أنه حاز إعلاناً من نوع خاص كتبه محمود درويش في تأبينه : (لو سُئل الفلسطيني عمّا يتباهى به أمام العالم، لأجاب على الفور: إدوارد سعيد).
فمن لم يسبق له أن وقع في أسر كتبه، ستأخذه العبارة إليها بلا تردد.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|