حنانيك أستاذي فما أنا ناكر |
جميلك إني فيك كالمغرم الصب |
تعاهدتني في الزهر كما مغلفا |
وفتحته بالسقي من نبعك العذب |
تفتحت في أحضان كفك زهرة |
تضوع أريجا عن شمائلك الحدب |
فلولاك ما اهتزت غصون وأثمرت |
وكنا بوحل الجهل من عفن الترب |
بعثت إلينا في يديك رسالة |
كما خفقت بالخصب أجنحة السحب |
ومن قبل مسراك النفوس جديبة |
فآليت لا تبقي على علة الجدب |
أزف اعترافاً عاجزاً عن شكوره |
ملحا بأن تجزيك تكرمة الرب |
وهل نحن إلا بعض ما أنت منتج |
كنهر صغير في محيطك منصب |
وكنا نجيمات تهيم بأطلس |
بك انجذبت للشمس أو كوكب القطب |
فمنك استمدت ضوءها ومدارها |
ترف على قطبيك سربا إلى سرب |
وأولعت بالأرواح تتقن صقلها |
فأنبت أسرار القداسة في اللب |
فكم فسحة مرت علينا طويلة |
نكابدها بالانتظار مع الصحب |
وكم حصة مرت علينا قصيرة |
قبسنا بها من طور سيناء عن قرب |
سلونا بها الألعاب وهي حبيبة |
وجعنا فلم نشعر بأكل ولا شرب |
نفذت إلى أرواحنا من دروسنا |
فأغريتنا بالعلم كالطير بالحب |
إذا آذنت صفارة بانصرافنا |
ذهبنا نمني النفس في لدة الأدب |
فما نحن إلا داجن في حظيرة |
تعاهدته من معطياتك بالنخب |
سنرثيك في بعض الذي أنت ملهم |
مبللة بالدمع للرائد الطب |
وأول من كان (الأكاديم) نهجه |
رعى دوحة التعليم بالسقي والهذب |
تكرمك الأيام في ذكرياتها |
فتنشد من أثارك الغر ما يصبي |
ومن كان يدري عن أياديك بيننا |
رأى قدرك الأسمى على شكرنا يربي |
نزعت من الميدان بعد تمامه |
حميداً فلم تبخل بجهد ولا إرب |
كأنك أودعت الزمان وثيقة |
معطرة الأسطار عن مجدها تنبي |
ستبقى تراعي والحياة كفيلة |
عزيك مخضل الخمائل والعشب |
وما أنا إلا عن مريديك ناطق |
وحسبي إذا ترجمت بينكما حسبي |
وفي ذمتي دين أريد قضاءه |
ولست اوفي لو قضيت به نحبي |
يناجيك من طرزت في نفسه الصبا |
وألزمته العرفان كالترب بالترب |
وما شب عمرو عن قلادة طوقه |
مدى العمر حتى في الشبية والشيب |
تباركت إنسانا يفيض مهارة |
وفي فمه ما في اليراعة والقلب |
تأبيت ازيان الظهور فمزقت |
اشعتك الحمراء داكنة الحجب |
وعشت كما يرضى ضميرك قانعا |
فما كنت منه في سلام ولا حرب |
وما سلت شوقا إذ تغزل منصب |
وغازله العشاق بالكيد والنصب |
كأنك أديت الحقوق أداءها |
بلا ضجة واخترت عافية السرب |
ولو شئت وأتاك الذي أنت أهله |
وحققت أحلام الغيابة والجب |
بذا قضت الأخلاق في أمنائها |
فلم يستفيدوا للمحامد والثلب |
فمن كان جنديا يكرم نصبه |