الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 12th May,2003 العدد : 11

الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

يهود يكرهون أنفسهم

محاكم التفتيش الصهيونية بين معاداة السامية ولا سامية الأنا
تأليف: محمد أحمد النابلسي
دمشق : دار الفكر، 2002 م.
نرتكب مخالفة صريحة وحادة للمنطق إذا نحن قبلنا مناقشة موضوع المؤرخين الجدد الإسرائيليين عبر الاكتفاء باستعراض مؤلفاتهم. فهذا الاكتفاء يعني سذاجة القبول بقدرة ثلة من المثقفين الإسرائيليين «لا يتجاوزون العشرة» على تغيير تاريخ إسرائيل الدولة. ومع السذاجة غباء تخيل قدرتهم على فرض هذه التغييرات على مناهج التاريخ في مدارس الدولة الإسرائيلية،.ولو نحن راجعنا هذه الكتابات لوجدنا فيها تكراراً مملاً للمواضيع ذاتها مع فارق اختلاف قراءة كل مؤرخ للوقائع.
حتى تبدو هذه الكتابات وكأنها تكرار نمطي مرضي. «Stereotype».
بهذه المقدمة يدلف المؤلف إلى التعريف بحركة المؤرخين الإسرائيليين الجدد، والوقوف على نماذج من كتاباتهم، كما يستعرض مواقف المثقفين العرب من حركات الانفتاح اليهودية.وفي متابعة مرحلية لفصول هذا الكتاب، يبدأ المؤلف باستعراض تاريخ هذه الحركة ومصطلح «المؤرخين الجدد» وذلك من خلال البحث في كتابات سيغموند فرويد، التي تؤكد وجود حركة بهذا الاسم منذ القرن التاسع عشر. وكانت هذه الحركة تعيد النظر بالتاريخ اليهودي كافة دون أن تقتصر على حقبة منه كما تفعل الحركة المعاصرة، التي تقصر مراجعتها على فترة «1948م» وما بعدها، كما أن مراجعة حركة ماندلسون اليهودية الإصلاحية تبين انتماء هؤلاء المؤرخين إلى فلسفة ماندلسون، القائمة على تذويب الفوارق وترسبات الخلاف بين اليهود ومحيطهم بهدف تأمين استمراريتهم، وبهذا أصبح من المستحيل تجاهل الأصول الفكرية التاريخية لهذه الحركة، وحصر دراستها بعرض نقدي لبضعة كتب ومقالات.وهكذا فإن الصعود الإعلامي والسياسي للمؤرخين الجدد يضاف إلى هذه الأصول ليؤكد الطابع السياسي لهذه الحركة، بما يدعو إلى تحري خلفية هذا الطابع واتجاهاته وموقعه في السياسة الإسرائيلية وتوجهاتها المستقبلية.
ويؤكد المؤلف أن هذه الخلفيات تفوق بأهميتها كل المضامين الكتابية لهذه الحركة، إذ تمكن العودة إلى كتاب السياسي والجامعي الأمريكي بول فندلي والمعنون «Deliberate Deceptions» «مترجم إلى العربية» للاطلاع على كل الأكاذيب الصهيونية والبراهين الداحضة لها. بما يجعل القارئ يستغني عن فضل المؤرخين الإسرائيليين وتكرمهم بدحض هذه الأكاذيب، لدرجة أنهم يطلبون لها مقابلاً قيام حركة عربية مشابهة، والاطلاع على المحفوظات العربية تمهيداً لتدوين مشترك للتاريخ.
إن كتاب فندلي يضم 113 صفحة من عناوين المراجع المحفوظا تية المكذبة للصهيونية، مما يجعل من بضاعة الإسرائيليين بضاعة كاسدة إضافة للشك بفسادها. ويتساءل المؤلف : هل يتساوى هؤلاء المؤرخون مع نعوم تشومسكي وحنة أراندت وسيغموند فرويد وإسرائيل شاحاك وغيرهم من المعادين فعلاً للصهيونية؟ وهي فئة تدفع غالياً ثمن تهمة «يهودي يكره نفسه» «أو لا سامية الأنا»، وكيف نفرق بين هؤلاء وبين المؤرخين الجدد؟ فتشومسكي مثلاً يركز نقده للسياسة الإسرائيلية «والأمريكية الداعمة لها» بدءاً من العام «1967م»، أما شاحاك فينتقد اللامساواة في هيكلية المجتمع الإسرائيلي، في حين يكتفي المؤرخ الجديد بمراجعة بعض المحطات الصراعية منذ قبيل حرب 1948م حتى اليوم. بناء على ما تقدم ونحو استيعاب أجدى للمنطلقات النظرية لهذه الحركة يقوم الكتاب بمناقشة موضوعات مفصلية هامة جاءت على النحو التالي:
1 الذات اليهودية وتناقضاتها بين معاداة السامية ولا سامية الأنا.
2 التحليل النفسي للنكتة اليهودية «عدوانية اليهود الكامنة تجاه الآخر».
3 يهود يخجلون من الهولوكست هيستيريا المحرقة.
4 يهود معادون لإسرائيل.
5 سيغموند فرويد اليهودي الذي كره نفسه بعد وفاته.
6 نعوم تشومسكي نموذج خاص للاسامية الأنا.
7 صراعات الفقه الإسرائيلي مسرحيات الاختلاف اليهودي.
8 حركة المؤرخين الجدد.
9 نماذج من كتابات المؤرخين الجدد.
10 لمحة عن المواقف العربية من حركات الانفتاح اليهودية المؤرخون الجدد نموذجاً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved