الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 13th March,2006 العدد : 144

الأثنين 13 ,صفر 1427

ما هكذا تُوردُ الإبل يا أحمد الخاني!!
كتب الوالد الدكتور أحمد الخاني في مجلتنا الحبيبة (الثقافية) عدد 28-1-1427هـ معقباً على مقالي: (قراءة في حوارات عبد الله باشراحيل). وهنا أريد أن أوضح للدكتور الخاني بعض ما التبس عليه في مقالي ودفعه ليقول ما قال، وأيضاً أستحثُّه ليوضح لي ما أخطأت فيه إن كان ثمة خطأ. وأرجو ألا يضيق صدره من ملاحظات ولده ومشاغباته، وهذا ظني به وما عرف عنه. وردِّي سيكون في نقاط تناقش ما جاء في مقال الخاني:
* يقول: (وعبد الله باشراحيل دكتور وأنت تقول عنه أستاذ... هل تظن أن الرجل يتأثر إذا لم تلقبه بلقبه العلمي). علم الله أني لم أقصد إلى ذلك سبيلاً، ومن حقه عليَّ أن ألقبه بلقبه العلمي، ولكن ليس هذا هو المهم يا دكتور أحمد، الشاعر يظل شاعراً مهما كان لقبه العلمي ومنصبه وحالته الاجتماعية، والنقد لا يحفل بكل هذه الهالات بقدر احتفاله بالمنجز الأدبي. وكنت أتمنى بعد أن جعلت من هذه الجزئية قضية القضايا ألا تناقض نفسك، وتهد بنيانك بيديك، وتقول بعد أسطر من ذلك: (إن الأمة التي تعرف قدر نفسها تهرب من الألقاب... وليتنا نحتفظ بأسمائنا ونتخلص من ألقابنا). إذن لماذا شنعت عليَّ ذلك؟! وأليس هذا هو التناقض ذاته الذي وصمت به مقالي؟! وألست هنا ترد على نفسك بنفسك؟!
* لم أكن أناقض كلامي حينما قلتُ: (في البداية لا أحد ينكر أن عبد الله باشراحيل من طليعة شعراء المملكة ومن أفضلهم)؛ لأني قلتُ في مستهل مقالي: (لا أرغب في مهاجمة الأستاذ عبد الله محمد باشراحيل أو الوقوف في طابور الأندية الأدبية أو مع منتقديه بقدر ما أريد أن أقرأ وضعاً أدبياً من خلال تلك الزوبعة التي بدأها باشراحيل)، لكن كان هناك اجتزاء وبتر للنص حال دون فهم المراد.. لِمَ لَمْ تكمل قولي من: (لا أرغب في مهاجمة الأستاذ باشراحيل) إلى (بقدر ما أريد أن أقرأ وضعاً أدبياً) كي تعلم بدايةً أني أريد أن أقرأ وضعاً أدبياً في تعامل كثرة كاثرة من شعرائنا مع النقاد من منطلق (طلب العيوب) كما كان يفعل الشعراء القدامى، وعلى هذا الأساس بنيتُ قراءتي متخذاً من قصيدة الدكتور باشراحيل (لا أبالي بحسادي) - التي هجا فيها النقاد الذين نقدوه - أنموذجاً، وهذه الفكرة هي وتد الخيمة في قراءتي والمدخل الرئيس لفهم جزئياته الأخرى، بينما أنتَ لم تشر إليها ولم تناقشها معي بتاتاً، وأعجبُ كيف همشتها وناقشتني في قضايا هامشية ومن خارج النص أحياناً.. وليتك لم تتسرع كما تسرعت أنا - على حد زعمك - وقرأت الموضوع قراءة فاحصة ناقدة ما دمت حملت نفسك على الرد عليه.
* وهل يريد مني الدكتور أحمد أن أهاجم الشاعر باشراحيل هجوماً ضارياً على طريقة نفي الحسنات ومحوها؛ كي لا أكون متناقضاً.. أليس من حقي أن أعجب بشاعرنا باشراحيل وجهوده الأدبية، وأن أنقده في ذات الآن وأبين حسناته وسيئاته.. أم أنا نحن العرب ما فتئنا ننظر لوظيفة النقد نظرة قاصرة ولا تنصرف مفردة (نقد) إلا لطلب العيوب وتتبع الهنات والسقطات.. لا، ليس النقد هكذا، يا دكتور أحمد - ومثلك يَعْلمُ - النقد أن تنصف الرجل بماله وما عليه دون مجاملة أو محاباة أو التفات للقب علمي؛ لذلك ليس هناك تناقض أو جمع للماء والنار في آنٍ واحد، بل هو الإنصاف والإنصاف ولا شيء غيره مما ذكرت.
* وقولك: (هذا ليس من الموضوعية في شيء، وإنما هو المعادل الموضوعي في نفسك، وهو أنك ربما تحمل على الرجل وتخدع قارئك بأنك تمدحه ثم تنقلب عليه)، وهذا يعني بالضرورة درجة عالية من النفاق لا أظن أني بلغتها.. وكيف أحمل على الدكتور باشراحيل وأنا لا أعرفه شخصياً؟! ولك أن تسأله، فأنا من أقصى الجنوب من قرية النجامية بمنطقة جازان، وهو من مكة المكرمة في الغرب، ولم تقم - وللأسف - بيني وبينه أي تعاملات أو علاقات شخصية.. والدكتور باشراحيل من الفهم والمعرفة الأدبية بمكان يمنعه من فهم مقالي على ما رُحْتَ تشرحه بعيداً عن روحه وعن مضمونه.
* قولك إني تسرعت ولم أتثبت، وإن (الثقافية) أنصفت باشراحيل بالإيضاح في آخر مقالي: (سبق أن أوضح الشاعر باشراحيل في ردّ نُشر في الثقافية أنه لم يدع هذا الفضل، وهذه الزوبعة مصدرها مكالمة هاتفية عابرة). وهنا أسأل الدكتور أحمد: كيف يريدني أن أتثبت من الخبر وأنا مجرد قارئ عادي للملاحق والمجلات الأدبية، ومن أي مصدر يمكن أن أصل للمعلومة من دونها.. فأنا لست حتى عضواً في نادٍ أدبي أو غيره، بعكسك أنت يا دكتور أحمد حيث يمكنك أن تصل للمعلومة من الشعراء أنفسهم، وتستفهم منهم شخصياً بواسطة الاتصال أو اللقاء. وأما عن حكاية التسرع فليست صحيحة؛ لأني أرسلتُ مقالي إلى (الثقافية) في يوم الثلاثاء 1- 1-1427هـ، بينما نشر خبر ادِّعاء باشراحيل لذلك الفضل في أحد الملاحق الأدبية في 25-12- 1426هـ مع قصيدته القاصمة (لا أبالي بحسادي)، و(الثقافية) نشرتْ إيضاح باشراحيل حول الزوبعة إياها في عدد 7-1- 1427هـ؛ أي بعد أسبوع من إرسالي للمقال، ونشرتْ مقالي مشكورة في العدد التالي 14- 1-1427هـ، وكان الأوْلَى بك أن تهاجم الصفحات الأدبية التي تناقلت الخبر من فم أحد أصدقاء الشاعر المقربين، لا أن تهاجمني أنا، وأنا القارئ الذي لا يملك حولاً ولا قوة، وتحملني وزر غيري والتلويح بقميص عثمان - رضي الله عنه - على حد توصيفك
* وأخيراً، الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كما يقولون، وعلينا أن نكون على قدر عالٍ من الشجاعة والموضوعية. والآراء قد تختلف، ولكن علينا أن نختلف اختلافاً راقياً وحضارياً يناسب وضعنا كمجتمع متحضِّر، وأن نتدارس ونتثاقف بما يسهم في انتعاشنا الفكري وتحريك مياهنا الأدبية الراكدة، ولنتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله: (ما ناظرتُ أحداً إلا وتمنيتُ أن يجري الله الحق على لسانه). ودمت لي يا شيخي أحمد معلماً وصديقاً كما أردت، وبقيت مجلتنا (الثقافية) منبراً نزيهاً يتسع لاختلافاتنا ومشاغباتنا الأدبية.


عبد الوهاب بن حسن النجمي
Wahab2@gawab.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved