بعد أن شاخ وتقصف وهم الحداثة
|
أوروبا المشغولة دائماً بأمر الفكر والمعرفة مقدار شغلها وانشغالها بالحضارة، ظلت حروب مفكريها وكتابها على ما يعرف بالتقليدية التي تضرب جذورها في نسيج فكر الغرب منذ قرون. فبعد أن ظل طرحهم متعلقاً بهاجس الحداثة التي تتطور مع الحضارة خلصوا وبعد طول مراس مع التجربة إلى أن (الحداثة) في مفهومها المعرفي هي مجرد حالة عابرة قد يكون تعاطيها المبالغ فيه ضرباً من الوهم.
إلا أن هذه اللعبة المقننة والمتقنة أكلت عشاءها الأخير على مائدة الناقد (رولان باث) الذي أدرك أن حركة الحداثة ماهي إلا مجرد اهتزاز فطري لعضلة الحضارة حينما قامت منذ عقود.
فبعد هذا ندرك إذن نحن أبناء ثقافة الماضي، وتكوينه الاسترجاعي أن هذه الحداثة ليست كياناً خالصاً إنما هي وبشهادة منشئها صدى للعامل الحضاري لدى الأمم.. فما علينا إلا أن نتجاوزها إلى ما هو أعمق، بدلاً من هذا الانغماس من قبل كتاب المقالة لدينا الذين يضعون نصب أعينهم هذا الوهم الذي لم يعد قائماً فالمشهد الاجتماعي العربي الذي يعيش بلا حضارة جديدة يجب أن يتخلص من عقدة الحداثة التي لا تضيف شيئاً مهماً في مشروعنا الأدبي..
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|