الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 13th November,2006 العدد : 176

الأثنين 22 ,شوال 1427

مساقات
مفردات فَيْفِيَّة!
د. عبد الله الفَيْفي

نستأنف في هذا المساق الحديث عن بعض المفردات الدارجة في لهجة جبال فَيْفاء، جنوب المملكة العربية السعودية.
(ب ش ت) بَشَتَ، يَبْشِت: سارَ، يسير. وسمعتُ من يقول: (كِلِّنْ يَبْشِتْ مِنْ عَلْ شِتِرْ عَيْنُو)، ومعنى العبارة: (لكلّ وجهة هو مولّيها). والكلام على كلمة (شِتِر) موضعه في مادتها، حين يأتي عنها الحديث.
وأصل (يبشت) في العربية: يَبْسِت، و(البَسْتُ، بالفتح: نوعٌ من السَّيْرِ، قيل: هو لُثْغَةٌ، وأصلُه بَسْسُ بسينَيْنِ، أو هو سيرٌ فَوْقَ العَنَقِ، أو السَّبْقُ في العَدْوِ، كالسَّبْتِ في الكُلِّ. (الزبيدي، تاج العروس، (بست).
(ب ل د م)مبَلْدَم: مضطرب الخِلْقَة.
وفي (الفيروزآبادي، القاموس المحيط، (البلدم): (البَلْدَمُ، كجَعْفرٍ: مُقَدَّمُ الصَّدْرِ، أو الحُلْقُومُ وما اتَّصَلَ به من المَريءِ، أو ما اضْطَرَبَ من حُلْقوم الفَرَسِ، والبليدُ، الثقيلُ المَنْظَرِ، المُضْطَرِبُ الخَلْقِ، كالبَلَنْدَمِ، والبِلْدامِ والبِلْدامةِ، بكسرِهما، والسَّيْفُ الكَهامُ. وبَلْدَمَ: خافَ).
(ب ي ع) مَبِيْع: شيء تَمَّ بيعه. يقولون: (مع فلان مَبِيْع)، أي سلعة تمّ بيعها أو هي مُعدّة لذلك.
جاء في (ابن منظور، لسان العرب، (بيع): (الشيء مَبيع ومَبْيُوع مثل مَخيط ومَخْيُوط على النقص والإِتمام، قال الخليل: الذي حذف من مَبِيع واو مفعول لأَنها زائدة وهي أَولى بالحذف، وقال الأَخفش: المحذوفة عين الفعل لأَنهم لما سَكَّنوا الياء أَلْقَوا حركتها على الحرف الذي قبلها فانضمّت، ثم أَبدلوا من الضمة كسرة للياء التي بعدها، ثم حذفت الياء وانقلبت الواو ياء، كما انقلبت واو مِيزان للكسرة؛ قال المازني: كلا القولين حسن وقول الأَخفش أَقْيَس).
(ث م ل) ثَمَلَة: غيمة خفيفة.
كأنها ثُمالة من سحاب. ذلك أن (الثُّمْلة والثَّمَلة والثَّمِيلة والثُّمالة: الماء القليل يبقى في أَسفل الحوض أَو السِّقاء أَو في أَي إِناء كان). (ابن منظور، (ثمل).
وقد يرد اللفظ في الفصحى بالسين: (سَمَلَة)، فمن كلام علي رضي الله عنه في التزهيد في الدنيا: (فلم يَبْقَ منها إلا سَمَلَةٌ كسَمَلَةِ الإِدَاوَةِ، أو جُرْعَةٍ كَجُرْعَة ِالمَقْلَةِ). (1982، نهج البلاغة، اختيار: الشريف أبي الحسن محمّد الرضيّ بن الحُسين الموسوي، عناية: صبحي الصالح، بيروت: دار الكتاب اللبناني ومكتبة المدرسة، 89).
ومِثْمَل، في اللهجة: بركة صغيرة، أو حوض، يجعل مصفاة للماء، الآتي عن طريق المطر، قبل دخوله إلى البركة الرئيسة.
وفي الفصحى: (المَثْمَلة: مُسْتَنْقَع الماء). (ابن منظور، م.ن).
وامْثَمِيْلَة: اسم منزل في بُقعة العَذَر، من الجبل الأعلى، كأنه مشتق من ذلك. ولعله كان في مكانه أو في قربه غدير ماء. إذ يقال في العربية: لبقية الماء في الغُدْران والحَفير: ثَمِيلة وثَمِيل... والثَّمِيلة: البَقِيَّة من الماء في الصَّخرة وفي الوادي...(و) الثَّميل: جمع ثَمِيلة وهي بقِيَّة الماء في القَلْتِ، أَعْنِي النُّقْرة التي تُمْسِك الماء في الجبل... والثَّمَائل: الضفائر التي تُبْنَى بالحجارة لِتُمسِكَ الماء على الحَرْث، واحدتها ثَميلة، وقيل: الثَّميلة الجَدْر نَفْسُه، وقيل: الثَّمِيلة البناء الذي فيه الغِراس والخَفْضُ والوقائد. (م.ن).
(ث هـ ر) ثَاهِر: مدرجة (أو حيفة، كما تُسمى في اللهجة) واسعة ظاهرة، وجمع ثَاهِر: ثُهَّرن، وثَوَاهْرِِن. وقد يكون للثاهر اسم معيّن، مثل: ثاهر امكلب، في جبل آل أبي الحكم.
والظاهر أن أصل كلمة (ثاهر): (ظاهر) وهم يقلبون الظاء ثاء، قد تفخّم أحيانًا، في مثل كلمة (ظلمة)، و(ظمأ) وفي الفصحى: (الظَّهْرُ من الأَرض: ما غلظ وارتفع، والبطن ما لانَ منها وسَهُلَ ورَقَّ واطْمأَنَّ... والظَّواهِرُ: أَشراف الأَرض... ويقال: هاجَتْ ظَواهِرُ الأَرض. ابن شميل: ظاهر الجبل أَعلاه، وظاهِرَةُ كل شيء أَعلاه، استوى أَو لم يستو ظاهره، وإِذا علوت ظَهْره فأَنت فَوْقَ ظاهِرَته؛ قال مُهَلْهِلٌ:
وخَيْل تَكَدَّسُ بالدَّارِعِين
كَمْشيِ الوُعُولِ على الظَّاهِرةْ
وقال الكميت:
فَحَلَلْتَ مُعْتَلِجَ البِطا
حِ، وحَلَّ غَيْرُك بالظَّوَاهِرْ
قال خالد بن كُلْثُوم: مُعْتَلِجُ البطاح بَطْنُ مكة، والبطحاء الرمل، وذلك أَن بني هاشم وبني أُمية وسادة قريش نُزول ببطن مكة ومن كان دونهم فهم نزول بظواهر جبالها. (ابن منظور (ظهر)).
(ج ز أ): جَزْيَ، يَجْزَا: من النوم، اكتفى.
وفي الفصحى: جَزَأَ بالشيء وتَجَزَّأَ: قَنِعَ واكْتَفَى به، وأَجْزأَهُ الشيءُ: كفَاه، وأَنشد:
لقد آلَيْتُ أَغْدِرُ في جَداعِ
وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ
بأَنَّ الغَدْرَ، في الأَقْوام، عارٌ
وأَنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بالكُ راعِ
أَي يَكْتَفِي به... وجَزِئَتِ الإبلُ: إذا اكتفت بالرُّطْبِ عن الماء، وجزَأَتْ تَجْزأُ جَزْءاً وجُزْءاً بالضم وجُزُوءاً أَي اكْتَفَت، والاسم الجُزْء... وظَبْيَةٌ جازِئةٌ: اسْتَغْنَتْ بالرُّطْب عن الماء. الجَوازِئ: الوحْشُ، لتجَزُّئها بالرُّطْب عن الماء... وقول ثعلب بن عبيد:
جَوازِئ، لم تَنْزِعْ لِصَوْبِ غَمامةٍ
ورُوّادُها، في الأَرض، دائمةُ الرَّكْضِ
قال: إنما عنى بالجَوازِئ النخلَ يعني أَنها قد استغنت عن السَّقْيِ، فاسْتَبْعَلَت. (ابن منظور، (جزأ)). وجاء في مجالس ثعلب كتَبَ إليّ يعقوب بن السكيت من (سُرّ من رأى)، يسألني عن أشياء أسأل ابنَ الأعرابي عنها... فكان أوّل ما سألته عنه أن قلتُ بيتَ المسيّب بن عَلَس:
نَظَرتْ إليك بعينِ جازيَةٍ
في ظلّ فاردةٍ من السِّدرِ
قال: يقول: قد جزأت بالرُّطْب عن الماء... قال: وقال غير ابن الأعرابي: الجازية:
العطشانة. (الزجّاجي، أبو القاسم عبدالرحمن بن إسحاق، (1983)، مجالس العلماء، تح.
عبد السلام محمّد هارون (القاهرة: مكتبة الخانجي، 81). وتفسير ابن الأعرابي ل(جازية) بمعنى: مكتفية، مطابق لدلالة الكلمة في اللهجة الفَيْفِيَّة، بخلاف تفسير غيره الكلمة ب(عطشانة) ولئن لم نقف على استعمال الكلمة في الاكتفاء من النوم تحديدًا، فالكلمة صالحة للاستعمال في الدلالة على الاكتفاء من أي شيء.


aalfaify@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved