الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 15th August,2005 العدد : 118

الأثنين 10 ,رجب 1426

الأعمال الأدبية تثأر لأصحابها
سكان عمارة يعقوبيان يتهمون الأسواني بتشويه صورتهم
* القاهرة عتمان أنور:
عمارة يعقوبيان اسم الرواية التي أحدثت جدلاً نقدياً كبيراً لمؤلفها الأديب علاء الاسواني أحدثت الرواية جدلاً جديداً على الساحة الأدبية الجدل هذه المرة ليس لكون الرواية أحد الأعمال الأدبية التي يختلف عليها النقاد ويدافع عنها صاحبها الأديب علاء الاسواني وليس لكونها أثارت ضجة وضجيجا بتحويلها إلى فيلم سينمائي يقوم ببطولته الزعيم عادل إمام.
ولكن يعود الجدل هذه المرة من باب سكان العمارة التي تحمل نفس اسم الرواية الكائنة في منطقة وسط القاهرة 34 شارع طلعت حرب حيث تقدم عدد من أصحاب العمارة بدعاوى قضائية ضد مؤلف الرواية يتهمونه فيها بأنه كتب الرواية ثأراً من سكان العمارة وتعمد تشويههم وأنه كتب وقائع مزيفة وغير حقيقية ولا توجد بالعمارة تلك الشخصيات التي أظهرتها الرواية وأن الاسواني قد قام بالسكن في ذات العمارة ومكث بها لمدة خمس سنوات لم يكن له خلالها أي تواصل أو احتكاك بل دخل الاسواني في عداء شخصي مع أحد سكان الدور الأول من أجل الاستحواذ على منافع بالعمارة.
وبتحريك الدعاوى القضائية ضد الأسواني تتحرك معها قضية علاقة الأدب بالواقع والفارق بين الخيال الروائي والعمل التسجيلي ومدى استلهام المبدع لشخصياته من الواقع و إلى أي مدى يكون التشابه وهل يمكن أن يتحول عمل أدبي إلى أداة للثأر والانتقام من شخصيات واقعية؟؟
إجابات هذه التساؤلات حسمها النقاد مراراً وتكراراً و إن مرت هذه الإجابات بمراحل تطور وتغير ففي القرن التاسع عشر كان يكتب على غلاف العمل الروائي عبارة شهيرة تقول (إن هذه الرواية خيالية ولا تمت للواقع بصلة وكل الشخصيات الموجودة في الرواية هي من وحي خيال المؤلف وإذا حدث نوع من التشابه فهو غير مقصود ومن قبيل المصادفة غير المتعمدة).
ومع تطور العصر والوعي الثقافي رأى البعض أنه بدلاً من العبارة الطويلة يفهم الآن ضمنياً معنى السطور السابقة بمجرد كتابة كلمة رواية على الكتاب حيث يفهم أن قصة وموضوع هذه الرواية مجرد خيال.
ومع هذا الإيضاح الذي يؤكده النقاد دائماً كان لسكان عمارة يعقوبيان رأي أخر فهم لا يعترفون بمقولة (المصادفة غير المتعمدة) فيقول ياسر ملاك ميخائيل وهو أحد سكان العمارة وكان بين الأديب علاء الاسواني ووالده الراحل الذي كان يمتلك مخزن أقمشة في العمارة عداءات وصلت إلى ساحات المحاكم على منافع بالعمارة (استغلال مياه وكهرباء) ويقول ياسر: إن د. علاء أراد تصفية حساباته مع والدي حتى بعد رحيله فقد ضمن شخصيته في الرواية التي قرأناها فوجدناها تحمل الكثير من ألفاظ تعد سباً وقذفاً في حق والدي وهو ما يحط من قدره وقدرنا أمام معارفنا وعملائنا فقد وصفة الدكتور علاء بالجشع والقمع وحب المال وانحطاط الأخلاق ويطالب ياسر ملاك ميخائيل في دعواه القضائية التي تحمل رقم 1057 لسنه 2005 تعويضا قدرة 2 مليون جنيه.
صاحب الرواية التي لا تزال تثير الضجة يؤكد أن عمارة يعقوبيان الأدبية تختلف تماما عن عمارة يعقوبيان الحقيقية ويوضح أن الرواية مبنية على الخيال وتفاصيلها تختلف عن تفاصيل العمارة الحقيقية وعلى سبيل المثال العمارة الحقيقية سبعة أدوار بينما في الرواية عشرة أدوار وسكان العمارة الحاليين أو السابقين ليس لهم علاقة بشخصيات الرواية وهي شخصيات من الخيال حتى الأبنية التي وصفتها فوق السطوح تخيلتها أنها مبنية من الحديد بينما هي في العمارة الحقيقية عشش خشبية ولا يوجد علاقة بينهما إلا في الاسم فقط وهو تقليد لبعض الروايات الأدبية التي صدرت مثل زقاق المدق لنجيب محفوظ وهو زقاق موجود في الواقع لكنه أخذ الاسم وبنى زقاقاً أدبيا به شخصيات لا تمت للواقع بصلة.
وحول علاقته بالعمارة السكنية كساكن أكد الدكتور علاء الاسواني أن علاقته بها مثل علاقته بمنطقة وسط البلد فالعمارة ليس بها ما يميزها سوى اسمها الذي أعجب به علاء الاسواني وشعر انه اسم جميل لشخص أرمني ثم إن عمارة يعقوبيان ليست هي اقدم عمارة كما يقال بل إن هناك عمارات أقدم منها في ميدان التوفيقية وعمارة الايموبيليا.
أما الأسباب التي دفعت د. علاء لكتابة الرواية فهي عشقه لمنطقة وسط البلد منذ أن كان طفلا وكان يتعلم في مدرسة الاليزية الفرنسية بها على الرغم من سكناه في منطقة جاردن سيتي وظل هذا العشق إلى أن استأجر غرفتين في عمارة يعقوبيان وافتتح بها عيادة أسنان ولديه إحساس قديم بان منطقة وسط البلد كانت تشكل وجها ثقافيا مشرقا لمصر لأنه كان يوجد بها نوع من التسامح والتباين والاختلاف والثقافات المتعددة فكان بها أجانب ومسيحيون مصريون وخواجات ومذاهب عدة وهذا الاختلال والتنوع هو سر جمال وسط البلد.
ويؤكد د. علاء أن وجود أسماء مثل زكي الدسوقي وملاك ميخائيل في الرواية لم يكن على سبيل العمد أو القصد بل على سبيل المصادفة أو كما يقول أنا هنا في الرواية أتحدث عن أسماء شائعة متداولة واكشفت بعد ذلك تشابها بين الأسماء التي ذكرتها في الراوية والأسماء الموجودة في العمارة.
ويشير د. علاء انه حتى الآن توجد لدى غالبية الناس مشكلة وهي كيفية قراءة الأدب وعلى سبيل المثال ايضا عندما كتب نجيب محفوظ رواية ميرامار وهو اسم بنسيون موجود حتى الآن في الاسكندرية وصاحبته سيدة يونانية لم يتخيل أحد أن نجيب محفوظ يكتب سيرة ذاتية للسيدة اليونانية ميرامار لأن الناس في زمن الستينات كانت تفهم الأدب جيداً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved