الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 17th April,2006 العدد : 149

الأثنين 19 ,ربيع الاول 1427

الجوائز الأدبية السعودية (المهاجرة)
حلم الإياب واستفهامات حول التحكيم
* الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:
قد تكون قضية (الجوائز الأدبية السعودية) من القضايا التي لا تحظى باهتمام ومتابعة وسائل الإعلام وبالتالي الجمهور والمتابعين أو المهتمين.. السؤال لماذا؟
لفت انتباهي إلى الغموض الذي يلف هذه الجوائز ما نشر مؤخراً عن جائزة باشراحيل التي اجتمعت وأعلنت وربما تسلم الفائزين بها جوائزهم.. خارج الوطن (مصر).. والسؤال أيضا لماذا؟!
من هنا جاء هذا التحقيق الذي ينادي أولا بالسماح باقامة هذه الجوائز هنا على أرض الوطن وأقصد من حيث المقر الرئيسي لها، مثلما كشف ثانيا عن خفايا أخرى أعتقد أن من بينها وليس أهمها قضية (النزاهة) فإلى ذلك.
***
مصداقية الجوائز ونزاهتها
البداية جاءت للناقد الدكتور عبدالله المعيقل «عضو مؤسسة البابطين» حيث ركز في مشاركته على مستويات الجوائز الأدبية من حيث النزاهة.. قائلا:
بداية فيما يتعلق بالجوائز الأدبية غير الرسمية أي الفردية المحلية فهي غير موجودة لدينا لأن النظام لا يسمح باقامة جوائز الافراد، لذا لجأ عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي إلى اقامة جوائزهم ومنحها في الخارج.. وهذا بطبيعة الحال أمر غير جيد ومن المفترض ان نتجه الى تصحيحه فهذا يولد انعكاسات اخرى جزء منها يتعلق بمستوى النزاهة لتلك الجوائز والجزء الآخر يتعلق بالغاية من هذه الجوائز.. وهنا أشير إلى جائزتي العويس والبابطين فهما في نظري أصبحتا جائزتين عالميتين فهما مؤسستان عملاقتان ساعد في نجاحهما واعطائهما هذه المكانة عوامل عديدة أهمها وجود المقر الأساس لهذه الجوائز في البلدان الأصلية لأصحابها إلى جانب أنهما مؤسستان حقيقيتان لهما كيانان معتبران ولجان منضبطة ومستشارون أكفاء.
أما ما يتعلق بالجوائز السعودية المهاجرة مثل جائزة باشراحيل وفقي فلا أقول انهما ليستا نزيهتين لكنهما في حقيقة الأمر أقل من جائزتي العوين والبابطين إلى جانب وجود عدد من الجوانب غير الناضجة أو الناقصة في ملامحهما وطريقة أدائهما ونحو هذا.. أبرزها عدم وجود مقر واضح بالاضافة الى عدم وجود نتاج مطبوع كما أننا ومثلما أسلفت لا نلمس دوراً واضحاً وحقيقياً تقدمه جائزتا باشراحيل وفقي..!؟ وبطبيعة الحال عندما نتحدث عن درجة المصداقية أو النزاهة لدى هاتين الجائزتين فلا يمكن أن نتحدث عنهما بمعزل عن حجم الجائزة ومستواها وطريقة أدائها.. وعلى أي حال هناك ثلاث جوائز عربية فقط هي جائزة العويس والبابطين وجائزة عبدالحميد شومان في الأردن إلى حد ما.. أما ما عداها فلا يصل إلى المستوى أو المدى العربي..!
***
الدور الضئيل للجوائز المهاجرة
كما شاركتنا الروائية الأستاذة قماشة العليان فقد اعتبرت أن دور الجوائز السعودية المهاجرة لا يزال ضئيلا ومحدوداً، ودعت إلى محاولة اعادتها الينا فنحن الأولى بها حيث قالت:
الجوائز الأدبية هي محطات تقدير للأديب وتشجيع له واستفزاز لقلمه ليكتب أكثر ويبدع ويحلق في سماء لا يرى فيها سوى ذاته وابداعاته المتميزة، وقد حصلت في مسيرتي الأدبية على جائزة أبها الثقافية للرواية عن روايتي الأولى (عيون على السماء) ثم حصلت على جائزة المبدعات العربيات في الشارقة عن روايتي (أنثى العنكبوت) وقد تم تكريمي في النادي الأدبي بالشرقية بوسام النادي للتميز وهذا يشعرني بالتميز ويدفعني للعمل أكثر وأكثر.
وأعتقد أننا بحاجة ماسة لجائزة أدبية كبرى في المملكة ترعاها احدى المؤسسات الثقافية وذلك لتسيير الحركة الثقافية ودعمها والارتقاء بها بما يتلاءم مع سمعة مملكتنا الحبيبة وتاريخها الحضاري وذلك على غرار جائزة الدولة التقديرية للأدب والتي تقدمها كثير من دول الجوار لأدبائها ومثقفيها مما يسهم في تميز الأعمال الأدبية ونضوجها وظهور أدباء جدد يقدمون كل ما لديهم لخدمة الأدب.
هناك جوائز أدبية سعودية مهاجرة لا ننكر أهميتها ومساهمتها في حمل شعاع العلم والمعرفة وخدمة الأدب والثقافة لكن لا زال دورها ضئيلا ومحدوداً في دائرة ضيقة ولا يزال يطالها بعض التشكيك وعدم المصداقية ربما لأنها ليست مدعومة من الدولة.
نأمل وقد طال التغيير أشياء كثيرة تتماس مع الثقافة أن نسلم بضرورة وجود جائزة أدبية كبرى في السعودية توثق لتاريخ أدبائنا الذين قدموا الشيء الكثير، ولا أعتقد أن وطننا المعطاء الذي يفخر بعلمائه ومبدعيه وأدبائه يحجم عن تقديم مثل هذه الجائزة.
***
الجوائز.. عندما تغدو وبالاً
أما الناقد الدكتور عبدالله الفيفي فرأى أن الجوائز الأدبية قد تغدو وبالا على الثقافة والأدب عندما تروج لأسماء باهتة وأعمال دون المستوى من خلال اعتمادها أساليب غير علمية في منح تلك الجوائز.. حيث قال:
أولاً: يحق لكل صاحب مالٍ أن يستثمره كما يشاء وفي اي بلد يريد، ما دام لا يخرق قانوناً مرعيا، ومن ثم لست أرى صحة في تسمية الجوائز السعودية التي تتخذ مراكز خارج المملكة بجوائز مهاجرة، فالوطن العربي وطن واحد، والتميز العلمي والأدبي لا جنس له ولا وطن، كما يحق لهؤلاء - في المقابل - أن يجعلوا مراكز جوائزهم داخل البلاد، ما دامت قائمة على معايير علمية، ولا شك أن هذا هو الأولى، وأنه سيؤدي هدفاً وطنياً، سواء كان الفائز من داخل الوطن أو من خارجه.
وثانياً: الجوائز الأدبية نوعان، نوعٌ محكم، وآخر غير محكم، أو تحكيمه فيه شبهة، وما يستأهل التقدير - سواء من قبل الفائز أو الناس - هو النوع الأول، لأن الفائز بجائزته يكون قد حظي بتقدير علمي ومعنوي يفوق قيمة الجائزة المادية، على أن براءة الجوائز عموما من أي حسابات جانبية (غير علمية) مسألة لا رهان عليها، إلا أن كثيراً من الجوائز في عالمنا العربي تكشف أوراق حساباتها الأخرى تلك على الملأ، سواء بدت سياسية أو إعلامية أو إقليمية، وذلك من خلال مستوى الأعمال الفائزة، بما يظهر فيها من تهافت يشكك المتابع في مصداقية الجائزة، وقد لا تكون الهيئة المانحة في مجملها وراء ذلك أو بعضه، وإنما تقف وراءه ثقافة المحكمين الفردية ونزوعاتهم مسيسة، أو مؤدلجة، أو ذات ميولات وأهداف خاصة - فإذا هم يقصون دون معايير عادلة ويدنون، ولهذا كان على كل جائزة تحترم نفسها أن تُوكل أمر قراءة الأعمال والحكم عليها إلى محكمين يخضع تحكيمهم ذاته إلى تحكيم، وأن تكون المعايير في جميع الأحوال صارمة مطردة، ولقد تلحظ - إلى جانب اختلال ذلك الشرط في بعض الجوائز العربية - ظاهرة أخرى، وهي الميل إلى اشراك غير عمل واحد في الفوز بجائزة واحدة، مع ما يظهر بين تلك الأعمال من فوارق علمية، ما يدل على حضور معايير رديفة غير علمية، ومنها الحرص على استثمار مبلغ الجائزة في أعمال غير متساوية بالضرورة في قيمتها العلمية، ولكن أبعاداً ومصالح ثانوية ترعاها الجهة المانحة لدى طرف ضعيف تجبر لديها نقصه، فينافس غيره، ومهما يكن من شيء فإن كل تلك الملابسات التي تحيط بآليات منح الجوائز ونزاهتها تفقدها مكانتها حتماً، كما تفقدها حافزيتها للتقدم الابداعي والعلمي، وتجعلها سبيلا لطرح أسماء باهتة والترويج لأعمال دون المستوى، وإذ ذاك تغدو الجوائز وبالا على الثقافة والأدب.
***
ربط الجوائز بالأكاديميات
أما د.حسن النعمي فاقترح أن يتم ربط الجوائز الأدبية بالأكاديميات والجامعات لضمان أعلى درجة من النزاهة، حيث قال في سياق مشاركته: بالنسبة للجوائز الأدبية المهاجرة، أعتقد أن اعطاءها الضوء الأخضر وفتح المجال أمامها هو مطلب ضروري ومهم وهي بلاشك عمل داعم ومعزز للفعل الثقافي والأدبي لدينا.. أتساءل كثيراً عن الضرر الذي أدى الى منع اقامة مثل هذه الأعمال البناءة على أرض الوطن وبين أبنائه وشعبه وهم الأولى بها، مع العلم ان الجوائز الأدبية بشكل عام سواء الرسمية أو غير الرسمية هي حاجة ملحة يجب ان نلتفت إليها بفاعلية وادراك وان نتعامل معها على انها مطلب مهم.
أما ما يتعلق بنزاهة هذه الجوائز أو ما يثار حولها من انها لا ترقى الى مستوى عدد من الجوائز العريبة فاعتقد أن الحكم هنا سيكون للجمهور وهو معيار حقيقي لسير مثل هذه القضايا ولكي نضمن أعلى درجة ممكنة من نزاهة هذه الجوائز ومصداقيتها اقترح ان تربط بعدد من الأكاديميات، مع العلم أن هناك لجانا استشارية وتقريرية في الغالب يتم انتقاؤها بعناية ودقة، وعموما أعود وأؤكد أهمية فتح المجال أمام الجوائز الأدبية المهاجرة لتنمي وتثمر على أرض الوطن ولأهله وأبنائه.


aldihya2004@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved