Culture Magazine Thursday  04/03/2010 G Issue 300
أقواس
الخميس 18 ,ربيع الاول 1431   العدد  300
 
لم يسمها فلم تسمه
جائزة باشراحيل ترد على الغذامي: هل يجازى الكرام بالنيل منهم؟!

عندما يعتلي بك الشأن فيجب أن تُوطِّن نفسك على أحقاد الشانئين، فليس سهلاً عليهم وقد رأوك وأنت واقف على قمم العُلا تجاور النجوم والأقمار وتقتبس من شُعاع الشمس أنوار العلم والأدب والسموق تُضيء بها سديم الدّخائل التي اسودت من دفائن الضغائن التي أقفلت شرايين الحب، والصِّدق، والنّزاهة، والشرف ومالت عن الحق وشكر الإيثار والعطاء لأصحابه، لذلك تبوء تلك القلوب بأمراض لا يجدي معها عمليات القسطرة، ولا عمليات القلب المفتوح سوى عملية زرع قلب جديد يستبدل الكره بالحب، والكذب بالصدق، والباطل بالحق.

نكتب هذا الرد وقد طالعنا تلك الفقرة عن الجوائز في ثقافية جريدة الجزيرة الموقرة يوم الخميس 11-3-1431هـ التي جاءت ضمن رأي عمد به صاحبه إلى التّجريح، والتّقليل من عطاءات وقيم الكرام، الذين بذلوا ولم يبخلوا، وآثروا ولم يؤثروا، وشَجَعُوا ولم يَجْبُنوا، مُقدِّمين الحمد والشكر لله على ما آتاهم من فضله، غير جاحدين نعمه عليهم، وتلك خلائق يُفطر عليها أولو النُّهى وأهل العلم والفضل. وكأن باشراحيل قد قرأ نفوس الحاقدين حين قال:

والنبل لا تحجب الأستار جوهره

والشمس ما من يدٍ للناس تُخفيها

يقول الأستاذ الدكتور عن الجوائز التي تقدم بأسماء الأشخاص: (وحتى نكون صادقين لا تحظى هذه الجوائز بموقع عال في نفوس الناس حتى أنني أعرف أن الروائي نبيل سليمان (للعلم هو أحد الفائزين بجائزة الشيخ محمد صالح باشراحيل- رحمه الله- ظهر في احدى القنوات بعد فوزه بجائزة لإحدى الشخصيات السعودية، وكان يتحدث عنها ببرود وكأنها لا تعني له شيئاً، بينما تحدث عن جائزة أُخرى عربية بسيطة وليس فيها مبلغ مادي وكان يفتخر بها جدا، ويتابع من الأمثله أيضا أن عمرو موسى، وأُدونيس (للعلم أيضاً فهما قد نالا جائزة الشيخ محمد صالح باشراحيل- رحمه الله- فازا بجوائز لشخصيات ثرية في المملكة ولم تكن تعني لهم شيئاً بل أخذوا المبلغ المالي وانتهى الأمر، وهناك جوائز لأشخاص لم تُحقق لا مقاماً ولا قيمة علمية ولا مصداقية، لذلك فإن من يتقدمون يُريدون المبلغ المالي وينتهي الأمر عند ذلك) هذا ما قاله الأُستاذ الدكتور، وقد تأمَّلنا ذلك الكلام غير المسئول الذي يصدر من رجل نحسبه أديباً وناقداً كان المفترض فيه أن يُقدم الشكر لكل من يدعم الثقافه والأدب والعلم، فما عجز عنه هو وأمثاله قام به غيره بأريحية الكرام ونفوس الكبار حباً لأعلام أمتهم ومبدعيها واعترافاً بجهودهم المشهودة حتى لا يصم التاريخ جُلّ أهله بالنكران والجحود، ولا ندري هل كان في رأي ذلك الأستاذ أن تقديم هذه الجائزة خطأ وجرم ؟، وهل لو تحصَّل على هذه الجائزة سيكون هذا رأيه؟ ثم هو قد تجرأ ليس فقط على صاحب الجائزة وإنما على مستشاريها الأجلاء وهم أعلام لهم قدرهم العلمي والأدبي في عالمنا العربي وهم معالي الدكتور عبدالسلام المسدِّي الدكتور محمد بن مريسي الحارثي، الأستاذ حمد القاضي، الدكتور صلاح فضل، الدكتورة سهام الفريح، الدكتور عالي القرشي، الدكتور عياد الثُبيتي، الدكتور إبراهيم التركي، الدكتور عبداللطيف العبداللطيف، الدكتور خالد السليمي، الدكتور ياسر الصالح، الأستاذ علي حرب، الأستاذ شوقي بزيع، الدكتور عبدالولى الشميري الأستاذ فهد الشريف الدكتور محمد أبو الأنوار هؤلاء مستشارو جائزة الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله، وليته كان قد فعل مثلها براً بوالده للدعاء له بالرحمه والغفران، فماذا يقول في هذه الأسماء الذي أساء إليهم وإلى علمهم وفضلهم ؟ حين وصف هذه الجائزة بأن (لا قيمة ولا مقام ولا مصداقية لها) وصفٌ ونعتٌ يفتقر إلى الدلائل والمصداقية ويكذبه الواقع ولا يليق بأستاذ دكتور كنا نحسن الَّظن به، ثم تأتي الإساءة الأخرى إلى أشخاص من نالوا الجوائز وهم قمم فكرية وعلمية وأدبية لا يُستهان بها، فكيف وافق هؤلاء على قبول هذه الجوائز إذا لم يعلموا بقيمة وعلو شأن مقدمها ومن هي باسمه بطوعهم واختيارهم وموافقاتهم الخطيّة ؟ وهذا أكبر رد على تفاهة ذلك الرأي، وللعلم أيضاً فإن من نال هذه الجائزة هم الأستاذ عمرو موسى، الشاعر هارون هاشم رشيد، الأستاذ أدونيس، الدكتور محمد بن مريسي الحارثي، الأستاذ شوقي بزيع، الأستاذ علي حرب، الدكتور اليوسفي، الدكتور علاء الأسواني، الأستاذة حمدة خميس، الدكتور كارل آرنست، معالي الدكتور ناصر الدين الأسد، معالي الدكتور مُفيد شهاب الأستاذ إبراهيم الدامغ فهل هؤلاء لا يحترمون عقولهم ولا كراماتهم ولا إنسانياتهم حتى يقول عنهم بأن همَّهم الحصول على قيمة الجائزة المالية فقط وينتهي الأمر، إننا نرى أنَّ هؤلاء الأساتذه أكرم وأعز وأجل من أن يصمهم ذلك الأُستاذ بأنَّهم مرتزقون، فلولا أنهم يحترمون هذه الجائزة وصاحبها لما قبلوا ولما تقدم إليها من تقدم، أو كانوا رفضوها أسوة ببعض الأدباء الذين رفضوا كثيراً من الجوائز.

أما إذا كان يقصد الإساءة إلى الشاعر عبدالله باشراحيل شخصياً ومحاولة التقليل والاستهانة بقيمته الأدبية وأدواره الإنسانية فنقول له كما قال المتنبي:

وإذا خفيت على الغبي فعاذرُ

أن لا تراني مُقلة عمياءُ

فهو يعلم من هو عبد الله باشراحيل الشاعر والأديب الذي أسمعت كلماته من به صمم، والذي تحدث وكتب عنه من الساسة والأُدباء والنقاد الكبار وأشاد بشعره وبأعماله الإنسانية والخيرية الكثير من أصحاب المكانة العلمية والوطنية سواءً على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي، ولا نعتقد أنّه لم يقرأ عن سيرته وأخباره التي تذخر بها الصحف والمجلات والدوريات والبحوث العلمية والإنترنت في سائر الوطن العربي فشعره والحمد لله يُدرَّس في جامعات أوربية مثل جامعة أوسلو بالنرويج يقدمه الدكتور (إينار برج) والجامعات العربية، ويكفيه إشادة الملوك والرؤساء مثل ملوكنا الأكارم وملوك الأردن والمغرب وأمير قطر والرئيس جاك شيراك والرئيس البرتغالي والرئيس الكولمبي والمقدمة التي كتبها الرئيس المثقف عبد العزيز بو تفليقة لديوانه وحشة الروح وتقدير الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا لديوانه قلائد الشمس، ووسام الأرز الذي ناله من الرئيس اللبناني إميل لحود والدروع المقدمة له من جامعة أم القرى, وجامعة المنيا وجامعة عين شمس ومركز الإسكندرية الثقافي, ودرع التقدير من الرئيس السوري بشار الأسد, والدراسات التي قُدِّمت عن أعماله الشعرية من النقاد المتخصصين الذين أشادوا بشعره وهم من أرباب الفكر والأدب في عالمنا العربي مثل الأستاذ الدكتور محمد مصطفى هداره والأستاذ حسين عرب والدكتور محمد بن مريسي الحارثي, والأستاذ عبد القدوس الأنصاري والأستاذ حمد الجاسر والأستاذ حسين سرحان والشاعر الدكتور غازي القصيبي شفاه الله والأستاذ محمد حسين زيدان والأستاذ علي العمير والأستاذ علي حافظ والأستاذ الدكتور محمود أمين العالم والأستاذ جورج جرداق والأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد,والأستاذ علي العبادي والأستاذ شوقي بزيع, والأستاذ علي حرب والدكتور عالي القرشي، والأستاذ أحمد عبد الغفور عطار، والدكتور إدريس بلمليح، راجع كتاب (دراسات وآراء في ديوان النبع الظامي) و(الكتب النقدية الموجودة في المعارض والمكتبات في جميع الوطن العربي أو على الإنترنت)وهذا غيض من فيض، وفي مواجهة من يحاول التقليل من قيمة المبدعين يجب ألا يتواضع الإنسان وهذا الرأي قال به (شوبنهاور وجيته وكورفي): بألا تتواضع لمن لا يعرف قدرك، ويكفي الجائزة أن تكون محل تقدير واحترام أصحاب القدر والقيمة، وهل يُجازى الكرام بالتقليل من عطاءاتهم ومحاولة النيل منهم ؟ بدل إزجاء الشكر والتشجيع والتقدير حتى لا يحجم أثرياء الوطن عن تقديم أي جوائز طالما أن أمثال هذه العقليات والنفوس تُسيء لأصحاب العطاء والقيمة والقدر، وديننا الحنيف يحثنا على شكر صنائع المعروف والرسول يقول: « من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئه فادعوا له بالخير» أو كما قال رسولنا العظيم- صلى الله عليه وسلم-، نسأل الله لنا وللجميع الهداية لما يحب ويرضى إنه جواد كريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين.

أمانة جائزة الشيخ محمد صالح باشراحيل رحمه الله
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة