Culture Magazine Thursday  04/03/2010 G Issue 300
فضاءات
الخميس 18 ,ربيع الاول 1431   العدد  300
 
معجم موازين اللغة
(الَّعِلَلُ)
صالح اللحيدان

أفاد غالب من كتب في لغة المعاجم اللغوية ومن نظر في أصول النحو أن هذا وذاك كلاهما (موهبة) إذ لا ينفع فيهما مجرد النقل، وما من: لفظة مركبة مع أخرى، وما من لفظ ولفظ يدل كل ذلك على وصف أو ظرف أو علم إلا وله مراد، ولهذا لا نجد من كتب في كل واحد منهما بعد القروم الكبار إلا وأخذ منهم بحال ما أو صورة ما، وحال الضرر هنا تكمن في التقمص والإدعاء والجرأة في الطرح على مثال يتركه الحطيئة والجاحظ ومن كان على وتيرتهما على سبيل يخلد ويدل على نفسه بنفسه أن ترك الطرس خير من الكتابة فيه لكن ما باليد حيلة، ولهذا.. أجاد.. ابن قتيبة ومن بعده خاصة: الرافعي.. ومحمود شاكر.. وأحمد شاكر.. وعلي الجارم وسواهم في نقل إنشائيات الكتابة وإقحام النفس فيما من شأنه إنحطاط الإضافات العلمية على تطاول العهود.

وعلى هذا أبين لفظة تكلم عليها وعنها علماء الحديث والمصطلح.. واللغة.. وتلك هي: (أعلَّه) يعله.

وأعل..أمرض.. وهون بتشديد.. الواو...

وأعله.. إنتقده ببيان حكيم سليم، ويعله.. يبين علته بتفسير ناهض

وناقة.. مُعلة.. مريضة..

وشاة مُعلة.. مريضة..

وفيها علة.. مرض خفي..

وأصل هذا عند علماء الحديث أن العلة (مرض خفي) يقدح في صحة السند، أو صحة المتن وإن كان الظاهر في السند أو المتن السلامة من العلة وذلك مثل حديث: (أدبني ربي فأحسن تأديبي).

العلة هنا في: (المتن).

ومثل حديث: (خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء).

العلة هنا في: (المتن).

وذلك لمخالفة المتنين لقواعد صحيح الأثر ومثل حديث: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان....).

فالعلة هنا في السند ففيه راوٍ لا تصح روايته فبسببه بطل هذا: (الأثر).

وقد أطنب الأئمة/ الرامهرمزي/ والكنوي/ والسيوطي/ والترمذي/ والدارقطني أطنبوا في هذا كثيراً وفي كتاب: (نقل آراء ومرويات العلماء والمؤرخين) أمثلة كثيرة على غالب هذا كله مع تعليل وتدليل وبيان، والكتاب هذا يقع في (700 إلا قليل/ (سبعمائة صفحة) سامره كثيرٌ من العلماء واللغويين.

والعلة قد تكون حسية كظهور المرض بعد خفائه.

وقد تكون خفية كالإعجاب بالنفس مثلاً وقس على هذا تجد بفطنتك عللاً خفية منتشرة (ولا ينبئك مثل خبير).

والعلة.. والعالة.. أمران مختلفان، فالعالة هو الثقيل الملزم غيره بقبوله، والعالة الفضيحة، والعالة من العول وهو: الزيادة على أصل الشيء، وفي علم (الفرائض) عالت المسألة عولاً.

يقال فلان عالة على فلان، وفلان عالة على العلم، وأصل هذا أنه ضار مُضر ذلك أن العالة يتسم بثلاث:

أ. ثقل الشخصية وفضولها.

ب. سوء تقدير العواقب.

ج. سوء الخلق.

ويقال أعله، أبان علته، وأبان مرضه الباطن.

وأعل الأثر وأعل الخبر أبان عوره وعيبه لكن بدليل مادي ظاهر بعيداً عن لمز الشخصية أو التعالي عليها لأن مراد الإعلال بيان الحق بدليله.

الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة