Culture Magazine Thursday  19/04/2012 G Issue 370
الثقافة الرقمية
الخميس 27 ,جمادى الاولى 1433   العدد  370
 
تقدم لمستمعيها برامج سمعية متنوعة:
إذاعة متخصصة في الشعر وعلومه تبث حلقاتها التسجيلية في فضاء الإنترنت

 

الاهتمام بالشعر والأدب ما يزال مستمراً بين مرتادي الإنترنت والإعلام الجديد، لذلك تظهر بين حين وآخر أعمال إبداعية تقدم إضافات قيمة لعشاق الأدب وللمكتبة الرقمية العربية، ومن ضمن هذه الأعمال «إذاعة شعر» التي تقدّم لمستمعيها باقة متنوعة من القصائد والأناشيد ودروس العروض، ولا تكتفي الإذاعة بنشر محتواها في الموقع، بل تجعلها متاحاً في كل وسيلة إعلام جديد مثل البودكاستز واليوتيوب. الصفحة التقت بالشاعر عبدالعزيز القباني المشرف على الإذاعة الذي ذكر أن الفكرة بدأت منذ تعرفه على الإنترنت، حيث كان يسعى لتأسيس موقع أدبي شامل يعنى بالشعر والرواية والحكاية والأمثال، إلا أن التشعب وقلة الخبرة التقنية وقتها أجلتها لفترة من الزمن، وفي منتصف العام 1428 بدأت نواة الفكرة تنبعث من جديد ولتتخصص بالشعر العربي فقط، وأن تكون موادها مسموعة لا مقروءة ،وكان في ذلك الوقت حديث عهد بالمدونات ولم يكن أعرف تقنية البودكاست، فمرت الشهور والفكرة مسجلة بانتظار الوقت المناسب لإطلاقها، حتى أطلقت عام 1423هـ.

وأضاف القباني: إن العمل في الإذاعة جماعي قائم على فريق عمل من المتطوعين منهم سعود القباني، وبديع، وهيثم آل حمود، وبعد بداية الحلقات والشروحات انضم من الكويت عادل بن حزمان، ثم انضم الدكتور عمر خلوف الذي أهدى لمستمعي الإذاعة وزوار موقعها كتابه «كن شاعراً». وعزا القباني اختيارهم لشعار النخلة رمزاً للإذاعة لما فيه من إيحاء بأن الشعر كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، مثمر صيفاً وشتاء لا تسقط أوراقه أو تغلبه الرياح، وتم اختيار اللون الأزرق السماوي نسبة إلى البحر وإلى غزارته، وقام بتصميم الشعار المصممة وعد العومي.

وعن مدى تجاوب المستمعين والزوار مع برامج الإذاعة، قال عبدالعزيز القباني إن الإقبال كان شديداً في بداية العمل، ووصلت مقترحات وانتقادات مفيدة، ويتباين تحميل الحلقات بين الانخفاض تارة والارتفاع تارة أخرى.. وأرجع سبب الانخفاض لعدم التسويق للإذاعة كما يجب، موضحاً أن البرامج موجودة دائماً في الموقع، ويمكن لأيً شخص مستقبلاً الوصول إليها، وسيأتي مستفيدون يستمعون للإذاعة ويطربون للشعر ويتعلمون علومه.. وغالبية مستمعي الإذاعة المستمعين من المملكة العربية السعودية ودول الخليج والدول العربية، وهناك زيارات وتحميلات من أوروبا وأمريكا اللاتينية والشمالية وعدد من دول العالم. وتنشر الإذاعة من خلال الموقع الرسمي ومن خلال البودكاست، كما أودعت نسخة من الحلقات في اليوتيوب. وأضاف: إن بعض المستمعين يطلب تسجيلات شعرية مسجلة بالإنترنت أو من البرامج الشعرية نفذها آخرون، لكن ميثاق الشرف لدينا يمنع ذلك، لأن حقوقها لأصحابها ولا نريد استغلالها، كما أن التسجيلات الموجودة قد لا تتطابق مع الحلقات المقترحة، ولذلك نفضل أن ننتج كل شيء.

وذكر القباني أن الراديو لا زال محتفظاً بمكانته وله مستمعوه، وهو مدرسة إعلامية بحد ذاته (باستثناء الإذاعات الغنائية). ونحن تعلمنا كتابة النصوص الإذاعية منه، وتمتاز إذاعات الإنترنت عن غيرها من الإذاعات بأرشفة الحلقات وإمكانية وصول المتلقي لها في أي وقت. وحالياً هناك برامج إذاعية أثيرية حول العالم تبث عبر الإنترنت ولها جمهورها، كما أنها تنشر حلقاتها بنفس طريقة إذاعة شعر فكسبت جمهور الراديو وجمهور الإنترنت.

وحول تكاليف الإذاعة وعدم وجود رعاة لها، قال عبدالعزيز القباني أنه تم العمل أثناء دراسات إطلاق الإذاعة، على رسم آلية لا يؤثر فيها غياب الراعي، لأن وجود الراعي سيهدد الاستقلالية، كما أن الرعاة يحرصون على في مجال الترفيه، وليس على مجال العلم والتثقيف. وحالياً توجد مؤسسة عالم بديع، التابعة لنا، وتقدم استضافات للمواقع، وخصصنا ريعها لإذاعة شعر ولموقع (سنا النبوة)، وقد غطت حتى الآن تكاليف كثيرة، بل ساهمت في توزيع مكافآت على المشاركين، وفي المستقبل القريب سيتطور الدعم. وأكثر ما نريده في الإذاعة هي المادة العلمية ودعم أهل المعرفة والأدب ومشاركاتهم، هذا الذي يضمن استمراريتها، وأقدم الشكر هنا للدكتور عبدالله الوشمي مدير النادي الأدبي في الرياض على دعمه وتعاونه واستعداده لتقديم كل ما يستطيع.

وذكر القباني أن للإذاعة تجربة في تقريب الجيل الجديد والصغار للشعر، في عيد الفطر قام فريق الإذاعة بتقديم بديع وإنشاد هيثم آل حمود بنشر حلقة خاصة بعيد الفطر السعيد كمعايدة للأطفال، وقدم شكره للأمهات والآباء الذين تعاونوا معهم، وأثنى على الأطفال المشاركين الذين أشاعوا جوّ الحماس والبهجة أثناء تنفيذ العمل، رغم ما تطلبه العمل من إعادة التسجيل لضبط مخارج الحروف واللغة سعياً إلى الإتقان.

وبرر القباني كثرة البرامج التي تتحدث عن الأوزان والعروض وموسيقى الشعر العربي في الإذاعة إلى كثرة الطلب عليها، وندرة من يتولى شرحها، كما أن فريق الإعداد متخصص بهذا المجال، وهناك طلبات لجوانب فنية أخرى سيتم إذاعتها مع مختصين أكاديميين.

وتحدث القباني عن المشروعات المستقبلية للإذاعة التي منها العمل على إيجاد أصوات جديدة، ونشر برامج وفعاليات وإصدارات متنوعة، بالإضافة إلى مشروعات أخرى معرفية مشابهة، منها موقع (سنا النبوة) المخصص للحديث الشريف وعلومه ورجالاته ومصطلحاته بأسلوب مبسط وميسر، وغير ذلك من المشروعات الأخرى.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة