Culture Magazine Saturday  02/11/2013 G Issue 415
فضاءات
السبت 28 ,ذو الحجة 1434   العدد  415
 
توصيلة حول الهند ومحمد إقبال
راسخ الكشميري

 

(1)
توصيلة
أصبحت المعلومة على دقة الأصابع، وأضحى البعيد عنك قريباً منك بالصوت والصورة، وفي هذا العجاج الشبكي ضاعت الكثير من
الثقافات الإسلامية وغيرها التي لم نستطع الوصول إليها بسبب عدم تمكننا من اللغات، وأحياناً كثيرة لأننا لا نلقي بالاً لمن حولنا..
***
... وبما أنني مقيم في المملكة، وتلقيت من أفواهكم اللغة العربية، وشربتُ من مناهل ثقافتي اللغة الأردية، فإني أرى رد الجميل بالجميل
من خلال مد جسر التواصل بين الثقافات في شبه القارة الهندية والناطقين بالعربية من خلال التوريقات أو التثقيفات أو حتى التطعيمات
الأدبية..
***
... ولا يخفى عليكم أن للعرب يداً طولى في إدخال الإسلام في شبه القارة الهندية، وموضوعات أخرى كثيرة لا تزال دفينة في الكتب
التاريخية القديمة والمعاصرة، وهذه الفكرة وإن كانت تدور في خاطري منذ مدة إلا أن حواري القصير مع الدكتور عبد الله الغذامي على
تويتر، الذي نقلته الجزيرة الثقافية في عددها ذي الرقم 414، حول نقل توريقات من اللغة الأردية إلى العربية، ورده ردًّا إيجابياً، شجعني
على أن أرمي حجري في المياه الراكدة. كما أتوجه بالشكر الجزيل للجزيرة الثقافية التي تبنت الفكرة بصدر رحب، ولنا لقاءات متتابعة
بإذن الله.

(2)
شبه القارة الهندية
تسمعون كثيراً وتقرؤون في وسائل الإعلام بصورها المختلفة عن (شبه القارة الهندية)، لكن القليل منا من يعرف حدودها الجغرافية
والبلدان التي تحيط هذا المسمى، وما تكتنزه هذه القارة من كنوز أدبية ومعرفية جديرة بأن تنقل إلى القارئ العربي..
***
تتكون (شبه القارة الهندية) من سبعة بلدان، هي: (الهند، باكستان، بنغلاديش، بوتان، جزر المالديف، سريلانكا، ونيبال)، وسكانها أكثر من
مليار وستمائة مليون نسمة، ينقسمون ما بين مسلمين وهندوس وديانات أخرى متعددة. ولعل أشهر اللغات فيها هي اللغة الأردية والهندية
التي بإمكان جل سكان هذه القارة التحدث بها والتفاهم بمفرداتها..
***
خلف كل بلد من بلدان (شبه القارة الهندية) ثقافة، وقد يكون للعرب في بعض بلدانها تاريخ، كما أنها أرض خصبة أنجبت الكثير من
العلماء والأدباء والساسة الذين أثروا خارج محيطها بعلمهم وأدبهم وسياستهم. ولكن لعدم وجود سلسلة من التواصل بين القاطنين فيها مع
العرب ما زال كثير من التاريخ مدفوناً في الكتب، ولعلي أُخرج لكم منها بين الفينة والأخرى درراً مكنونة..

(3)
محمد إقبال
من لا يعرف هذا الرجل الذي ذاع صيته في شرق البلاد وغربها؟! ذلك الفلسفي الذي كان رمزاً للشرق عند الغرب، وفي الشرق صوتاً
للإسلام والمسلمين. الهندي أو الباكستاني الذي دندن على ألحان الحجاز كثيراً، وغنى بصولات العرب وجولاتهم. وهو هندي؛ لأنه ابن تلك
الأرض، وهو باكستاني لأنه من حلم بباكستان ورسمها كدولة للمسلمين، لكنه - رحمه الله - مات قبل أن تتشكل..
***
مما تجدر الإشارة إليه أن محمد إقبال، وإن كان ملمًّا باللغة العربية، بل درَّسها لفترة في بريطانيا، إلا أنه لم يقرض الشعر بها، بل كل ما
نقرأ له من شعر عربي هو في الحقيقة ترجمة لشعره من الأردية أو الفارسية أو لغات أخرى وسيطة..
***
كتب فيه كثيرون من داخل باكستان وخارجها باللغة الأردية والعربية، أما من ترجم شعره وأدبه فهم من الأدباء والكتاب الذين ترجموا
مباشرة من الأردية أو الفارسية، أو ممن نقلوا وترجموا عن ترجمة الترجمة. وعلى رأس هؤلاء المترجمين الذين قدموا محمد إقبال للعالم
العربي: عبد الوهاب عزام، الصاوي الشعلان، وكذلك السيد أبو الحسن علي الندوي، كما ترجم له حسين مجيب المصري وزهير ظاظا
وغيرهم..
***
يستحق محمد إقبال أن تقرأ له، وتجول معه في خواطره الدينية والفلسفية والأدبية، وخصوصاً أنه خاطب العرب ونخوتهم ناشداً إياهم
العودة إلى حيث كانت العزة للمسلمين..

  تويتر @Raasikh   
البريد الرقمي raasikh@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة