Saturday 04/01/2014 Issue 424 السبت 3 ,ربيع الاول 1435 العدد
04/01/2014

من الأعماق

يشاع أن خلف كل لوحة حكاية، بصورة إما تعكس حالة الفرد أو المجتمع، هي رسالة العمل الفني وقيمته المعاصرة التي لابد أن ترتبط بقدر المفهوم الذي يقدمه هذا العمل ولكن ماذا إن كان العمل بوحاً لمكنون النفس وترجمة لما في الوجدان، أليس سيكون هو التعبير الأكثر صدقاً وشفافية؟!لكن هل ستكون له قيمته المعاصرة ووقعه القوي؟! مسكين هو الفنان الصادق مع نفسه مهما بذل في تعبيره عن ذاته لن يصل للعالمية الحالية مالم تتحول رسالة من ذاته لتصبح رسالة المجتمع بصوت السياسية والدين، مالم يقف الفنان بجرأة مثيرة ويتناول مواضيع حساسة لن يستطيع أن يصل، هل نقول بأن على الفنان أن يتناسى ذاته الداخلية ويعيش بالعقل الجمعي ويفكر من خلاله ويعتصر قضاياه ليخرج بفكرة مناسبة يرضى عنها الجمهور وتكون فناً معاصراَ؟! أقول هذا الكلام من واقع تدريسي لأحدث مقرر تخصصي في التصوير التشكيلي، حيث واجهت أنواعاً متعددة من الفكر بين الطالبات، إحداهن على سبيل المثال تناولت أطفال الفقراء من الجاليات الأفريقية التي يجد البعض أنهم عبء على الدولة وهم في كل الأحوال أطفال لا ذنب لهم، وعدد قليل لديهن القدرة على تحرير فكرهن وإطلاقه، ولكن حالات أخرى وليست قليلة لفنانات عجزن عن الانصهار في مثل هذه القضايا فعالمهن الداخلي أكثر ضجيجاً وأعلى صوتاً، منطقياً هل يمكن إرغامهن على تجاهل ذواتهن؟! وكيف يمكن مساعدتهن للتغلب على مثل ذلك؟! هذا يقودني للتفكير في واقع الفن التشكيلي فبالتأكيد أن هناك من هو في نفس الوضع، والحال قد يكون أصعب فليس أستاذ ليوجه، فهل يحق لنا أن نحكم على من يعبر عن نفسه بصدق بأنه فنان متأخر عن الركب ومتقوقع على ذاته؟!

- الرياض Hanan.hazza@yahoo.com