Saturday 04/01/2014 Issue 424 السبت 3 ,ربيع الاول 1435 العدد
04/01/2014

نشأة المسرح السعودي

نشأة المسرح السعودي لعبد الرحمن بن فهد الخريجي

هذا الكتاب يأتي ضمن إصدارات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون ضمن سلسلة من المسرح السعودي ويحمل رقم (2) في هذه السلسلة وصدر عام 1407هـ - 1986م ومؤلف الكتاب هو الفنان عبد الرحمن بن فهد الخريجي أحد رواد التمثيل في التلفزيون والمسرح والإذاعة بالمملكة العربية السعودية ويقع الكتاب في 151 صفحة ويتضمن مقدمة وأربعة فصول جعل الفصل الأول منه في أربعة أقسام تاريخية استعرض فيها المؤلف تاريخ المسرح في العالم بدأ من المسرح الإغريقي ثم الروماني ثم المسرح في أوربا إبان عصر النهضة ثم بدايات المسرح في العالم العربي.

الفصل الثاني جاء تحت عنوان نشأة المسر ح السعودي وهو عنوان الكتاب وجعله المؤلف في ستة أقسام هي: دور الأفراد، دور وزارة المعارف، دور وزارة الإعلام، دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب، دور الجامعات.

ومن خلال القسم الأول (دور الأفراد) تحدث المؤلف عن دور الشيخ أحد السباعي حينما أسس عام 1960م وإنشاؤه لمسرح خاص جعل اسمه (دار قريش للمسرح الإسلامي) بيد أن هذه المحاولة وئدت في مهدها قبل أن يعرض السباعي أي مسرحية من المسرحيات التي تدرب الممثلون على أدائها.

بعد ذلك يتحدث عن البوادر المبكرة لظهور الأدب المسرحي في السعودية بقيام حسين سراج بنشر أولى مسرحياته عام 1932م وهي الظالم نفسه وما تلاها من مسرحيات والتي هدف من كتابته لهذه المسرحيات على الرغم من صعوبة تنفيذها على المسرح السعودي كما ذكر الشاعر نفسه: (كتبتها لتقرأ ولتكون نموذجاً للكتاب والمؤلفين من الأجيال الجديدة وكتبتها بعد ذلك وقبله لأرسي بها فكرة (الدراما) في الأدب السعودي الحديث وهذا يكفي).

بعد ذلك يقفز المؤلف لذكر جهود الكاتب المسرحي الدكتور عصام خوقير بمسرحياته التي كتبها الدوامة والسعد وعد.

ثم ذلك ينتقل إلى دور وزارة المعارف مستعرضاً بداية المسرح المدرسي فيها بعام 1373هـ - 1953م وفي الحقيقة أنه أخطأ حينما جعل العنوان بدور وزارة المعارف وليته جعله دور المسرح المدرسي لأن المسرح المدرسي بدأ بتاريخ قديم يسبق وجود وزارة المعارف بحوالي ثلاثة عقود وللمسرح المدرسي تجربة رائدة وضخمه إبان دور مديرية المعارف العمومية وقبلها.. وسبق أن أشرنا إلى ذلك في معرض تعليقنا على كتاب مدخل لتاريخ المسرح في المملكة العربية السعودية لناصر الخطيب.

أما وزارة الإعلام فيتحدث الكاتب عنها ويقول: لم تكن لوزارة الإعلام يد في نشر المسرح بمفهومه العام – أي صالات للعرض الجماهيري – ولكنها صاحبة فضل في نشر اسم المسرح ولإعطاء مفهوم جديد لمن لا يعرف ماهية المسرح وكان ذلك من خلال مسرح الإذاعة أو مسرح التلفزيون. ففي عام 1981م استمع جمهور الإذاعة العربية السعودية من جدة إلى برنامج مسرح الإذاعة الذي أخرجه حينذاك المخرجان محسن شيخ وعادل جلال. وكان هذا المسرح متعدد الفقرات من ضمنها مشاهد وتمثيليات.. هذه المشاهد والتمثيليات أعطت البلاد ممثلين موهوبين صار لهم مكان في النفوس ومن هؤلاء لطفي زيني وحسن دردير وعبد الرحمن حكيم، ومصطفى فهيد، والشريف العرضاوي.. الخ.

ومن خلال هذه العبارة نجد أن المؤلف أخطأ في التاريخ فقد أخطأ في النقل من مصدره (بدايات المسرح السعودي لعبد الرحمن المقرن) حيث ذكر المقرن أن مسرح الإذاعة بدأ عام 1381هـ - 1961م بينما الخريجي يذكرها في عام 1981م وهناك فرق زمني كبير بين التاريخين، وقد يكون ذلك خطأ مطبعياً لم ينتبه إليه. كذلك فإن وزارة الإعلام ممثلة في تلفزيون الرياض أسهمت في عرض مسرحية للجمهور هي طبيب بالمشعاب وذلك في عام 1394هـ على قاعة المحاضرات بالمربع.

وعن الرئاسة العامة لرعاية الشباب يتحدث الباحث عن جهودها من خلال فرعين رئيسين من إداراتها والمؤسسات التي تنضوي تحت إشرافها وهي: أ -إدارة الشؤون الثقافية ممثلة في قسم المسرح عبر الخطط السنوية التي تنفذها هذه الإدارة ممثلة في مسابقة العروض المسرحية للكبار ومسرح الطفل بشكل تنافسي بين الأندية ومن ثم بين مكاتب الرئاسة بمختلف مناطق ومدن المملكة.

ب - الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وهي إحدى المؤسسات التي تتبع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في ذلك الوقت. واستعرض جهودها منذ تأسيسها عام 1393هـ وذكر العديد من عروضها المسرحية التي أنتجت من خلال مختلف الفروع لكنه يخطئ في نسبة مسرحية المعدة عن طبيب رغم أنفه للجمعية بينما هي من إنتاج تلفزيون الرياض عام 1394هـ - 1974م وليس عام 1393هـ - 1973م. والغريب أن هذا الخطأ يتكرر كثيراً فيما قبل وفيما بعد بنسبة هذه المسرحية للجمعية وخصوصاً في مطبوعات الجمعية بينما الحقيقة التاريخية الثابتة أنها من إنتاج التلفزيون.

ج – النادي الأدبي بالرياض: تحدث فيه الكاتب عن المسرحيات التي أنتجها النادي وهي مسرحيتا النص والإنتاج والأستاذ مكرر.

وأخيراً يقدم لنا الأستاذ الخريجي عرضاً موجزاً للدور الجامعي في نشوء المسرح السعودي ممثلاً في جامعة الملك سعود فقط دون ذكر لجهود غيرها من الجامعات كجامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. في الفصل الثالث من الكتاب يقدم الكاتب عرض وقراءة لنماذج من المسرح السعودي ممثلاً في المسرحيات التالية: ثلاثي النكد، والنص والإنتاج، وكلتا المسرحيتين كان الفنان عبد الرحمن الخريجي أحد أبطالهما.

ثم يقدم لنا نماذج من أقوال بعض المسئولين عن قطاعات الثقافة حول المسرح. ويختم هذا القسم بنقل مقالين نشرا عن المسرح لاثنين من الأدباء السعوديين هما: الدكتور عبد الله بن حمد الزيد (مسرحنا الوطني إلى أين) نشر في مجلة المنهل عدد رمضان 1404هـ. ومقال للدكتور عبد الله مناع بعنوان (دقات على بابه الكبير) نشر في صحيفة عكاظ بتاريخ 6-2-1399هـ هـ بعد حضوره مسرحية قطار الحظ. وفي ختام هذا الفصل يقدم لنا الخريجي مختصراً لسير ذاتية لعدد من رواد الدراما والمسرح من مختلف مناطق المملكة في ترتيب حسب الأبجدية ويلحقها بأسماء العديد من المسرحيين الذين شاركوا في الأعمال المسرحية حتى تاريخ إصدار الكتاب.

الفصل الرابع والأخير خصصه المؤلف لدراسة واقع المسرح السعودي (المعوقات والحلول) ويبدأ باستعراض عدد من معوقات المسرح في الوطن العربي التي ورد ذكرها في دليل مؤتمر المسرح في الوطن العربي الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في دمشق عالم 1973م. ثم يلخص معوقات المسرح في المملكة ويقدم عدداً من المقترحات للارتقاء والنهوض بالمسرح بالمملكة وقبل أن نختم قراءتنا لهذا الكتاب لا بد أن نشير إلى التماهي الكثير بين ما جاء في ثناياه وبين ما جاء في كتاب ناصر الخطيب (المدخل إلى دراسة تاريخ المسرح في المملكة العربية السعودية) مع الأخذ بالاعتبار إلى أسبقية دراسة الخطيب التاريخية 1984م، وأسبقية كتاب الخريجي هذا في النشر 1986م، بينما الخطيب نشر دراسته في عام 1990م، ولكن نجد أنه ينقل كثيراً في ما يخص المسرح المدرسي من الخطيب دون أن يزيد.

- عنيزة ssaliss2007@homail.com