Saturday 18/10/2014 Issue 447 السبت 24 ,ذو الحجة 1435 العدد
18/10/2014

سَورة انكفاء

خذيني يا بُنيّاتِ الطريقِ

سئمتُ تثاؤبَ الفجِّ العميقِ

أفي السبِخاتِ أبتذلُ انهماري

ولا أصغي لظامئةِ العروقِ؟

طِماحيَ كان لي وجعًا صفيقًا

وآنَ تنكُّبُ الوجعِ الصفيقِ

وها أنذا أحيدُ وملءَ صدري

تناهيدٌ لشلالِ الرحيقِ

فضُمّيني إلى نخلٍ سخِيٍّ

يوشوشُني بأسرارِ العُذوقِ

وصوغيني كأنداءِ العشايا

ودندنةِ المغاربِ والشروقِ

فعندكِ للمنى وترٌ وفيٌّ

يداعبُ لحنَ موّالٍ عتيقِ

سرى في الروحِ يهتكُ ما أجَنّتْ

وينشرُه على فجرٍ أنيقِ

***

أعودُ مهَيِّئًا زفراتِ روحي

لها وأحوكُ من ولعٍ شهيقي

وألبسُ من حريرِ المُزنِ وجهًا

قشيبًا لا يكفُّ عن البريقِ

فأسمعُ من بعيدٍ من ينادي:

تعالَ فقد ضللتَ عن الفريقِ

فتكتظُّ المسافةُ بي عنادًا

ويُسلمني المضيقُ إلى المضيقِ

يقولُ لي: احترقتَ! فقلت: دعني

أنا حُرٌّ فلا تطفئْ حريقي

أتُغري الريحَ بي؟ سأكونُ رملاً

يغيظُ الريحَ من زمنٍ سحيقِ

أتوغرُ صدر غيمي؟ لن تراني

سوى جبلٍ تبسّمَ للبروقِ

تُخوِّفنُي الظلامَ؟ إذن تهَيَّأْ

لرقصي. إن فانوسي رفيقي

تهدِّدُ؟ قد سكبتُ الفجرَ كوبًا

أميطُ به مراراتِ النعيقِ

***

سأبقى البحرَ، تُختَصَرُ الرزايا

لديه بصوتِ بحّارٍ غريقِ