الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

عبدالعزيز خوجة العالم الشّاعر السفير
أ.د عبدالكريم بن محمد الأسعد

الدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجة شاعر مجوّد، بالإضافة إلى كونه سفيراً ناجحاً، لقد بدأ حياته دارساً للكيمياء فأتقنها، ونال درجة الدكتوراه فيها، وعمل أستاذاً في الجامعة، ثم تركها ليبرع في نهاية المطاف بالشعر مع التميّز بالوقت نفسه في العمل الدبلوماسي. ظاهرة السّفارة مع الشعر لم تنتشر كثيراً بين العاملين في الحقل الدبلوماسي العربي، فنحن لم نشاهد من اجتمع فيه الأمران سوى نفر ضئيل من السّفراء، أذكر منهم عمر أبو ريشة، ونزار قباني، و غازي القصيبي، ومحمد الفهد العيسى، وشاعرنا عبدالعزيز خوجة.
هذه مقدمة لابد منها ومدخل مطلوب لولوج بحث تتسع آفاقه ويطول الكلام فيه لو أطلقنا للقلم العنان، ولكن موجبات الإيجاز في هذه الدراسة تحول دون الإطناب والاستطراد، وتحملني على الاختصار والإجمال، فالإفادة والأناقة تكونان أشمل وأظهر حين تتراص الألفاظ وتقلّ، وتزدان المعاني وتكثر، وقديماً عرّف بعضهم البلاغة بأنها الإيجاز، ومن الشائع قول (ما قل ودلّ) وهو قول لا يجانب الصواب.
بين يديّ الآن مجموعة من الإصدارات، بعضها دراسات كتبت عن شعر الدكتور عبدالعزيز خوجة سفير المملكة العربية السعودية في المغرب سابقاً وسفيرها الحالي في بيروت، وبعضها دواوين جديدة له، وبعد الاطلاع عليها جميعاً بدا لي أن أجمل آثاره هو ديوانه (من خبايا الوجد) وقصيدته الطويلة (أسفار الرؤيا)، وهو فيهما كما هو في غيرهما من سائر أشعاره رفيع المستوى وممتاز بحق، لقد نظم شعره فيها جميعاً بسلفيته وثقافته الواسعة وعواطفه المتدفقة وخياله المجنّح على وتيرات متعددة جميلة، وأوضح مثال على ما أقول قصيدته التي عنوانها (برنامج في محطة فضائية) نظمها في 2432003، وفي عنوانها من الإيماء والإثارة ما لا تخطئه العين، ولعل ذلك كان من مقاصد الشاعر عند نظمه هذه القصيدة التي تحكي حدثاً مؤلماً معاصراً، مما يعني ان ما فعله يدخل في نطاق مراعاة مقتضى الحال التي هي من أهم قواعد البلاغة.
ومن أبيات هذه القصيدة التي تضمنت ألواناً عميقة ومؤثرة من الفائدة والمتعة والعبرة:
خبر عاجل جاء الآن
ضرب الطوفان
آخر معقل في قهرستان
أما الآن فنواصل برنامجنا (كان ياما كان)
ويقدّمه المكوجي والقرداتي والعالم جهلان
في يوم من أيام زمان
ويبدو لي أنّ شاعرنا اعتاد وربما كان محقاً فيما اعتاد على ان يصنع من القصيدة الواحدة التي تعجبه قصائد متعددة، وعلى ان يصنع كذلك من الديوان الجميل المتشعّب دواوين أخرى، فقصيدته (أسفار الرؤيا) على سبيل المثال المنشورة وحدها في كتاب جرّد الشاعر منها أحد مقاطعها المتميزة فجعله قصيدة مستقلة عنوانها (لو أنهم جاءوك) ونشرها في كتاب آخر، وفي (تقاسيم على أوتار إنسان) مثلا قصيدة عنوانها (هل من جديد؟) كتبت مرتين على صورتين مختلفتين بعنوان واحد، الأولى في الصفحة 106 كتبت على هيئة شعر التفعيلة، والثانية في الصفحة 128 على هيئة الشعر العمودي.
وتفسيري لما فعله الشاعر هو انه حرص على ان تُقرأ قصائده الجميلة أكثر من مرة من أكثر من كتاب، إذ قد لا يتاح لدارس أو مطالع قراءة دواوينه كلها لسبب أو لآخر، فلا يطّلع بالتالي إلا على ما يصادفه، فآثر التكرار لتلافي ذلك، ولكي لا يحجب عن هذا الدارس أو القارئ الاطلاع على جميع قصائده إذا لم تتح له قراءة جميع دواوينه.
لقد أثنى عدد كبير من الأدباء والنقاد والمغاربة على وجه الخصوص على الشاعر وشعره ثناء منطلقاً في الحقيقة من إعجابهم بهما، وكان كل واحد منهما تأكيداً لهذا الإعجاب يتبع دراسته بمختارات من الشعر يفوق حجمها في بعض الأحيان حجم الدراسة نفسها، فعل ذلك عبدالله عيسى، وفعله أيضا إدريس بلمليح في دراستيه (القلق والذات الإبداعية) و(تقاسم على أتار إنسان)، وفعله كذلك إبراهيم المزرالي في (إسراء الخلاص) فقد ذيّل دراسته ب(أستار الرؤيا) كاملة.
ومن شواهد هذا الثناء قول وزير الأوقاف المغربي عبدالكبير العلوي (إنه شاعر حقاً، تجد في شعره فحولة شعراء العرب وقوّة عارضتهم وجزالة لغتهم وبلاغة كلامهم وفصاحة ألفاظهم وقدرتهم على حسن السّبك والنظم وبراعتهم في التصرف في الأوزان والألفاظ والجمل الشعرية بما يضمن جمال الجرس وعذوبة الموسيقى الشعرية ويعطي للأبيات حلاوتها وللقصيدة طلاوتها). (الحب النبوي 8).
وقول عبدالسلام الهراس عن إحدى قصائده (... والقصيدة تعكس توهّجاً عاطفياً قوياً وشموخاً فنياً عالياً وتدفقاً للمعاني ثجاجاً في صياغة محكمة وتوزّع للأنغام والأصوات شاجية باكية). (الحب النبوي 72).
وقول المزرالي (واللقاء الأول الذي حدث بين العين وفضاء الأسفار الموزّعة بعناية على الصفحات بإخراج أنيق يستغلّ جمال سوداوية الحرف وتغنّجه على خدود الصفحات البيض الرقراقة). (إسراء الخلاص 6).
وقول المختار بن أباه عن العلاقة بين الشعر والكيمياء (شعر الدكتور عبدالعزيز صنع من طينة خاصة، ذلك ان الشاعر أستاذ في الكيمياء، والكيمياء في تصورها القديم ضرب من الشعر، فلقد كان الذين يتعاطون هذا العلم يسعون إلى ان يجعلوا من النحاس ذهباً، ومن القصدير فضة، وإذا لم يكن قدماء الكيميائيين قد أفلحوا في هذا التحويل فإنهم نجحوا في الربط بين العلم والفن كما نجح الدكتور خوجة في هذا التحويل، لأن قصائده جعلت من مواد اللغة وألفاظها مركباً يحمل رزانة الذهب في وزنه وبريق العسجد ونصاعته في لونه). (الحب النبوي 17).
وقول عبدالسلام الهراس عن هذه العلاقة (وللكيمياء علاقة بالسحر عند العرب، وللسحر علاقة بالشعر عندهم أيضا). (الحب النبوي 66).
هذه النصوص شهادات صادقة يستحقها من قبلت فيه وفي شعره، وهي مقتطفة من مقالات ودراسات خطّها كتّاب ونقّاد مرموقون في شخصية أدبية رفيعة يمتلئ شعرها بالقيم الفنية الجمالية، وقد أحسنت الأديبة غريد الشيخ في دراستها لشعر الدكتور خوجة، وهي عندي أكثر الدراسات عناية بهذه القيم بسبب منحاها الذي يتسقط الجوانب الجمالية ويجانب منهج المتأثرين بالنقد اللساني الحديث، وتعد تزكية غريد وثناؤها على شاعرنا وشعره معتمدة على التحليل وعلى تلمّس المقاصد العميقة والمعاني الأنيقة، فقد أقامت بين مقاصد شاعرنا ومعانيه ومقاصد سعيد عقل ونزار قباني ومعانيهما وشائج تصل الأفكار بالأفكار وتشبّه الأشعار بالأشعار، وأوفت شاعرنا حقّه من الثناء على أعماله، وشهدت بذلك شهادة صدق تتوقّع من ناقدة أكاديمية مثلها يبدو من نقولها صلتها الجيدة بالنقدين القديم والحديث، فقد قالت مثلا عن قصيدة (برنامج في محطة فضائية عربية) (تتميز بعمق فكرتها وسكب هذه الفكرة بطريقة ساخرة... ولا يفوتنا بعد قراءة القصيدة ان نشير إلى حسن الأداء وتخير الشكل المناسب للمعنى الذي أراده الشاعر والمشاكلة بين المبنى والمعنى ووحدة الموضوع). (تقنيات التعبير في شعر عبدالعزيز خوجة 345، 349).
وتذكرني كلمة (قهرستان) بالذات وهي من أجود مفردات القصيدة وأظرفها وأطرفها بمعجم نزار قباني الذي يضم العديد من هذه المصطلحات، ولا يخالطني شك بأن إزالة القهر من (قهرستان*) هي بالتأكيد غاية الشاعر ومقصوده من هذه القصيدة الساخرة، ولا يؤخر ولا يقدم في واقع الأمر كثيراً كون الظرف الذي نظمت فيه غير ملائم تماماً عند بعضهم لأنها في نظر هؤلاء مقولة في بلد مسلم يسوء كل مسلم وكل عربي أن يفعل به وبشعبه وأرضه وحضارته وهويته واقتصاده ما فعل.
إنّ ما أضفى على أشعار صاحبنا من الثناء والإطراء بأقلام أكاديميين يلزمون في العادة الموضوعية والصرامة في المعايير وتطبيقها لا يمكن ان يكون قد أتى بسبب شخصيته المكتوب عنه وما فيها من دماثة ورقة وجاذبية استهوت الكاتبين فحسب فقد استهوتهم إلى جانب ذلك شاعريته وشعره، وليس هناك ريب في ان لشعر شاعرنا من الأوصاف اللطيفة مثل ما لشخصه منها، وهذا هو إرداف الكمال بالكمال.
إنّ ما يراه كثيرون من تباين طبيعي بين العلوم التطبيقية كالكيمياء وبين الشعر والسياسة يمنع الجمع بينها، ومن ان شاعرنا امرؤ غير معتاد الجمع بين هذه المتناقضات جمعاً غير مألوف في الناس، ليس في الحقيقة إلا رأياً مبالغاً في شطره الأول، وحقيقياً في شطره الثاني، وليس مبعث الحقيقة في الشطر الأخير والدافع إليها هو المجاملة، ذلك ان الشعر دفق عاطفي ينبع من القلب، وقلب الإنسان ومشاعره خلقت قبل المهني وقبل تعلم التجريبيات وغيرها، وهي باقية معها وبعدها، والكيمياء معرفة والسياسة مهنة، والمعرفة والمهنة ليس لهما من السلطان ما يمحو الفطرة ويزيل ما سطّرته حياة الطفولة في خيال الإنسان ووجدانه وإن أثّر فيه.
ولا يختلف اثنان في ان الشاعر الدكتور عبدالعزيز كان صادقاً فيما في شعره من حب نبوي من منطلق شخصي أولاً، ثم من كونه سفيراً لبلد له المكانة العظمى في نفوس المسلمين، وأخيراً من انتسابه إلى أقدس بقاع هذا البلد (الحجاز) وهو مكّي لا يتوقع منه إلا ان يكون حجازي العاطفة والمزاج والروح بما في هذه من الرقّة والدماثة والديانة والوله بالجمال، فقد سبقت هذه إلى قلبه كل شيء فتمكنت فيه، ولم يستطع مؤثر من المؤثرات الكثيرة التي تقاذفته في حياته الطويلة إلا ان يتكسّر دونها كما تتكسّر أمواج المحيط العاتية دون الشاطئ الرملي، ولو كان الدكتور عبدالعزيز غير ما كان لكان ذلك مثاراً للاستغراب.
على أنني عثرت على مكون آخر من مكوناته النفسية كان له أثر كبير في ديانته وفي الحب النبوي المنسكب حاراً في شعره دون تكلف، هو قوله في قصيدته المشهورة (وداعاً يا مغرب) وهو يحاور المغرب وقد تخيله فتاة تبادله العشق.
أنت الذي بالحبّ تغرقنا
الشاعر التوّاق للسفر
من أنتِ؟ قالت وهي شامخة
من موطن الأمجاد والعبر
(مكناس) أهلي من ألوذ بهم
والدار في (أكدال) للسّمر
علوية حسنية النسب
أجدادنا كالأنجم الغرر
يا مرحبا يا ألف ألف هلا
بالموعد المكتوب في القدر
وقوله بعد ذلك في قصيدة (ودّع غرامك) الجميلة الموجهة مرة أخرى إلى المغرب الذي تخيله أيضا فتاة تعشقه ويعشقها:
ماذا أقول لعهد كان يربطنا
مزّقته إرباً وأريتُه العدما
ماذا أقول لعشّ كان يجمعنا
طار الأليف ولم يحفظ لها القسما
يا دارها في (رباط) الخير تعصمنا
بوركت يا دارها ستراً ومعتصما
ناحت عيوني وداعاً وهي ذاهلة
قالت ستورثني الآلام والسّقما
ودّعتها وجناح الصبر ودّعني
لمّا رأيت غزير الدمع منهزما
يا كلّ خفق لها في صدري اضطرما
ودّع غرامك لا كرها ولا سأما
لكنه القدر المحتوم فرّقنا
وكل حي يرى من حظّه قسما
وقوله أخيراً في الغرض نفسه في قصيدة زمرّديّة عنوانها (خبّريني)، تعد كذلك قطعة من الفن الأنيق، وزفرة من الأنفاس المعطرة، وجوهراً من الحكمة والتجريب:
خبّريني هل عندنا ما نقول
فحدث الوداع همّ يطول
وابتهال العيون فيه الخبايا
وازدحام الشجون فيه الدليل
وتألّقي في المآقي لآلي
فحرام هذي الغوالي تسيل
واستحال الزمان ضربة سيف
واستجار المكان والمقتول
فاسكبي في لقائنا اليوم عمري
فقصير عمر اللقاء بخيل
ولقانا في عتمة العمر ومضى
ومقام الهناء فيه قليل
فتعاليْ بصهوة البرق نرقى
فعليها يحلو الهوى والصهيل
ودّعيني بما تعوّد قلبي
بسمة فيها الموعد المأمول
واهربي ليس عندنا ما نقول
وذريني إنّ الفراق طويل
فعبدالعزيز خوجة له كما تدل قصيدته الأولى (وداعاً يا مغرب) بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآل البيت وشائج شتى هي أهم أسباب حبه الصادق لهم الذي أبداه دائماً في قصائده ولا سيما المطوّلة، وهو في قصيدتيه الغزليتين الأخريين (ودّع غرامك) و(خبّريني) يتولّه على المغرب وعلى أحبابه فيه وخلانه على أراضيه، ومن ذا الذي لا يتولّه على هذا البلد الجميل ومن فيه بعد ان عرفه وعرفهم فأحبهم ثم تركهم إلى رجعة في زيارة بل في زيارات لأمراء فيها بعد زمان طويل أو قصير، حسب الشواغل والتقدير، ولكن بدون تردّد أو تقصير، أو حائلٍ جَلَلٍ خطير.
إن قصائد شاعرنا الدكتور عبدالعزيز تدل دلالة قاطعة على انه أحسن المواءمة بين قيود العمل الدبلوماسي وآفاق الشعر الرحبة، وإنّ الذي يعرف حاضرة الحجاز يعرف ما يملأ جوانح أهلها طرّاً من حب عاطفي غير معتاد للنبي صلى الله عليه وسلم، ويمكن ان يقال إن هذا هو الذي صنع بالدرجة الأولى الوجدان الحجازي النبوي، إضافة إلى المجاورة والنشأة في بلاد تعبق أجواؤها بأرج التاريخ والوحي، وهو الذي فطر أهلها على طباع خاصة مهيّاة لهذا الحب.
حقاً إن الدكتور خوجة هو شاعر الحبّ أولاً وأخيراً، إنه بكل صدق نبعه وشلال منه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه.
لقد أضحى للدكتور عبدالعزيز مكانة عليا في الشعر العربي الحديث أوصلته إليها ميوله الأدبية التي أكسبته معرفة واسعة بالشعر ونقده، ثم خطّت له ميوله ومعرفته مذهباً فنياً خاصاً متألقاً في هذا الشعر على الرغم من ان مهام منصبه السياسي وقيوده قد تحول بينه وبين الانطلاق (المطلق) في آفاق المعاني (غير المطروقة) لسبب أو لآخر، بصرف النظر عن كون هذه المعاني حقيقية أو متخيلة، واقعية أو رمزية، غزلية أو غير غزلية.
ويعدّ شاعرنا المتألق في شخصه وفي شعره على حدّ سواء بحق واحدا من شعراء العربية المبدعين في هذا العصر الذي لم تحل مهنهم أو تخصصاتهم العلمية بينهم وبين ان يبلغوا في الشعر شأناً عظيماً ومنزلة مرتفعة.
لقد كان الشعراء إبراهيم ناجي طبيباً، علي محمود طه مهندساً، عمر أبوريشة ونزار قباني وغازي القصيبي ومحمد الفهد العيسى سياسيين، وصاحبنا الدكتور عبدالعزيز خوجة واحد من هؤلاء الشعراء والعلماء والسياسيين لم تحل شواغله العلمية الجمّة في بداية مشوار العمر، ومشاغله الوظيفية بعد ذلك بينه وبين الشعر.
نرجو الا يكون انتقاله من المغرب الجميل الذي تسمح الحياة الهادئة فيه بالتأمل والحبّ والدفء والإلهام، ومن ثمّ بالانتاج الغزير على هذا الصعيد إلى بؤرة الأحداث الساخنة بيروت بوابة المشرق المضطرم حيث تلتهم هذه الأحداث الوقت، وتحيل التأمّل العاطفي والانفعال الوجداني إلى عمل سياسي ذهني مرهق لاتتسع النفس لغيره ولا ينطلق القلم بسواه إلا لماما وكلما أتاحت الظروف، وقليلاً ما تتيح.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved