الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

سياحة في فكر الأديب الساخر إبراهيم المازني
عبدالله بن حمد الحقيل
عُرف الأديب إبراهيم عبدالقادر المازني الذي ولد عام 1889م وتوفي عام 1949م بأنه من رواد الأدب وأعلامه، وقد كان قمة من قممه واقترن اسمه مع الرواد كالعقاد وطه حسين وعبدالرحمن شكري وأحمد أمين وغيرهم من الأدباء العمالقة الذين كان لهم دور في الحياة الأدبية وتألقوا في فترة من فتراته وأضاء السبل لغيرهم من الأدباء ورسموا للكتّاب والأدباء جوانب وملامح الأسلوب الأدبي في مختلف الموضوعات الاجتماعية والفكرية ومن مجموعة قصصه ومقالاته الساخرة يمكن أن نقف على مقومات شخصيته والبيئة التي نشأ فيها وانعكاس المجتمع بقيمه وتطوراته على نفسه وموقفه من الأمور التي كانت تقع له ولقد كان المازني شاعراً يعظم الشعر ويجسد فيه انفعالاته ويصور همومه وأحزانه وذكرياته وامتاز شعره بجزالة اللفظ ونصاعة الفكرة جمع بين الثقافة العربية التراثية وبين الثقافة الغربية وكان وزميلاه شكري والعقاد من اتباع المدرسة الرومانسية ومن أصحاب مدرسة الديوان، وكان بينهم وبين مدرسة شوقي وحافظ معارك نقدية حيث أصدر كتاباً بعنوان: (شعر حافظ) كما أصدر مع العقاد كتاب (الديوان) حيث نقدا فيه حافظاً وشوقياً وتعرض بعد ذلك في دراسة نقدية لشكري والمنفلوطي، ولقد تميز أسلوبه بالسخرية والفكاهة التي شاعت في مقالاته وله فلسفة خاصة في الحياة ولقد عمل في الصحافة فترة من الزمن حيث كتب في الأهرام والهلال والبلاغ والرسالة وغيرها من الصحف والمجلات وكان يقدم تجارب حياته اليومية في قصصه التي جمعها بعد نشرها في الصحف في كتب ويصفه الناقد محمد مندور بأنه كان رائداً للتجديد الأدبي بعامة والشعر بخاصة في النصف الأول من هذا القرن.
وقال عنه أحمد المازني: كان أديباً عظيماً وصاحب مدرسة ومذهب في الأدب وقال العقاد لا أعرف في أدب المشرق والمغرب نظيراً للمازني في إجادته لأدب الترجمة فهو يترجم النثر في أسلوب كأسلوب الجاحظ ويترجم الشعر في أسلوب كأسلوب الجاحظ.
وقد أضفى على ترجماته من حسه وروحه وطلاوته وموسيقاه ما جعل الناس يقبلون بشوق وشغف عليها واتسم انتاجه بالخصوبة والتنوع ولقد حذا في شعره فتأثر بالشريف الرضي وابن الرومي وبشار وغيرهم من الشعراء العباسيين وكان يكثر من الشكوى والضجر والتألم والوحدة والحرمان كما جاء في إحدى قصائده إذ يقول:
خيم الهم على صدري يا صديقي
وبدت في لحظة الليل الهموم
فبرع في هذه الجوانب من الشعر أكثر من براعته في أغراض الشعر الأخرى وصدرت له طائفة من الكتب في الأدب والرحلات والقصة والرواية وفي قصصه تصوير العواطف بأسلوب حساس ينبئ عن شعور عميق وعاطفة جياشة وتصوير لمظاهر الطبيعة وخلجات الوجدان والانفعال العاطفي.
إن كتبه تمثل مرحلة من مراحل الحياة الأدبية وصفحة من صفحات الفكر الأدبي ولبعض الأحداث والذكريات الأدبية وما فيها من فلسفة ساخرة وخيال شعري وهي تمثل عصارة ذهنه وعطائه وبحثه في نقد الحياة والأدب والشعر ونختم القول بما قاله عنه صديقه العقاد في حفل التأبين الذي أقيم له في مجمع اللغة العربية (كان منذ صغره أخلص الأدباء للشعر والأدب والكتابة ورسم صورة قلمية تنبض بنبض حياته في مسراتها وأحزانها وقوتها وضعفها)
وجملة القول فإن أولئك الأدباء قد خدموا الأدب واللغة فكانوا الطليعة والرواد ولهذا فإن لهم حق الذكر والتقدير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved