الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 5th October,2003 العدد : 41

الأحد 9 ,شعبان 1424

اتصالات الفضاء والقيادة الميدانية

* إعداد م. احمد إبراهيم خضر:
منذ فجر التاريخ احتلت الاتصالات دورا كبيرا باعتبارها وسيلة تبادل المعلومات والمعرفة والإحساس والشعور، وعندما تباعدت المسافات بين البشر، بدأوا باستخدام الطبول والبوق والدخان والأعلام والرايات، وحدث الانقلاب الأساس بدخول الاتصالات عصر الموجات اللاسلكية على يد ماركوني، فأصبح من الممكن تحقيق الاتصال عبرمسافات شاسعة وزادت قدرة الأجهزة وتنوعت الهوائيات ودخلت عالم الترددات العالية والعالية جدا، لكن بقيت الاتصالات إقليمية بسبب انحناء الأرض وطبقات الجو حتى جاء عصر الأقمار الصناعية فأمكن تحقيق الاتصال بين أي نقطتين على الأرض.
الأقمار الصناعية
أطلق السوفيت أول قمر صناعي في عام 1957 ثم تلاهم الأمريكيون في 18ديسمبر1958، وبدأ سباق إطلاق الأقمار الصناعية وتعددت المهام التي تكلف بها هذه الأقمار، وتفاوتت مدد بقائها في الفضاء، وفور إطلاق الأقمار الصناعية اتجهت الأنظار إلى استخدامها في الأغراض العسكرية، وحاليا يستخدم 80% من الأقمارالصناعية التي تدور حول العالم في الأغراض العسكرية، مثل التصوير الجوي والاستطلاع والمراقبة ومتابعة المواقف العسكرية التعبوية والتكتيكية والتنصت على الاتصالات وإعاقتها وتحقيق الاستطلاع الإلكتروني لوحدات الرادار والصواريخ وتحقيق الاتصالات بين القيادات الإستراتيجية والتعبوية عبر العالم، وعلى مدار الساعة لنقل المعلومات بأنواعها من وإلى الوحدات والقيادات، ويتم أيضا استخدامها في استشعار الموجات الحرارية لتحقيق مراقبة الفضاء ومراقبة أي تحركات للطائرات والصواريخ والطوابير المدرعة عند انطلاقها أو حتى عند بداية تشغيلها، وتستخدم الأقمار أيضا في الأرصاد الجوية، ومهام الملاحة الجوية والفضائية، وتوضع الأقمار الصناعية على ارتفاعات متفاوتة ومدارات مختلفة كل حسب استخدامه والمهام المطلوبة منه.
تحقق الأقمار الصناعية غرضين أساسين في الاتصالات العسكرية أولها تجميع المعلومات بأشكالها المختلفة عن العدو ثم إرسالها إلى محطة أرضية تقوم بتحليل هذه المعلومات وتصنيفها من ناحية المستوى والأهمية والجهة المستفيدة مقارنتها وتخزنها داخل الكمبيوترات، ثم تتم إعادتها مرة أخرى إلى الأقمار الصناعية لتقوم بالغرض الثاني وهو إيصال هذه المعلومات إلى القيادات المستفيدة (الإستراتيجية/ التعبوية)، التي تقوم بدراستها وتوقيعها على الشاشات المرئية وتوضيح مواقف الخرائط آليا.
ويجرى تفسير الصور الجوية الملتقطة وتحليل عوامل الظلال ودرجة اللون ولمعانه وقطر الأهداف وحجمها وشكلها ومقارنتها بنماذج هذه الأهداف، ويقوم الكومبيوتر بهذه التحليلات وربطها مع ما هو مخزون واستخراج قائمة من الاحتمالات، وخلال دقائق يتم تأكيد أحد هذه الاحتمالات أو إلغاء بعضها وهنا تتحول المعلومة من كونها استراتيجية إلى تعبوية (ميدانية) أو تكتيكية، حيث يتم بثها إلى القيادة المستفيدة لتتم دراسة المعلومة وتوضع لها الحلول المناسبة ويتم توفير القدرات التي تحقق السيطرة على الموقف نتيجة وصول هذه المعلومة بهذه السرعة. وتعتبر هذه المرحلة هي أعقد وأخطر مرحلة في استخدام الأقمار الصناعية لأغراض الاتصالات التكتيكية، وهي المؤثرة على كفاءة المنظومة المتكاملة، حيث إنه إذا لم تصل المعلومة في وقتها المناسب للجهة المقصودة، فلن تتم الاستفادة منها، وبهذا تهدر كل هذا التقنيات والتكاليف الباهظة.
مدى الفائدة الميدانية
يحتاج القادة في الميدان إلى شبكات اتصال تكتيكية تؤمن لهم الاتصال بوحداتهم والحصول منهم على المعلومات المتوفرة لديهم بجانب إرسال الأوامر والتعليمات الميدانية،، واكثر ما يضايق القادة هو الإرسال المشوش غير الواضح أو المتقطع وعادة يحدث ذلك في اشد لحظات المعركة حرجا وديناميكية لذلك تحاول أنظمة الاتصالات تحقيق اعتمادية عالية لجميع مكونات الشبكة مع درجة أمان عالية، وتوفر القدرة على تشفير المعلومات المرسلة ومقاومة الإعاقة وتحديث مواقف الوحدات آليا بغرف القيادة والسيطرة، مع إمكانية الربط بين عناصر شبكات القيادة والسيطرة المتكاملة.
وكمثال لاتصالات الفضاء ما تم في حروب الخليج الأخيرة حيث تم تخصيص 24 قمرا للملاحة والتوجيه والاستطلاع والإنذار والتنصت والإعاقة، وتصب كل هذه المعلومات في محطة أرضية في أستراليا، وهي التي تعيد بثها إلى القيادة الإستراتيجية في البنتاجون والقيادة التعبوية في الميدان، لكن ظهرت سلبية في حرب الخليج الأولى، وهي كثرة المعلومات وطول فترة التحليل، مع صعوبة الاتصال بين الوحدات المتجاورة بسبب التداخل من باقي القوات الصديقة والضوضاء الخلفية، مما نتج عنه أحيانا قصف قوات صديقة، لكن تم تدارك كل ذلك في الحرب الأخيرة حيث تم تصنيع عدة أقمار صناعية تكتيكية صغيرة خصص كل منهالغرض محدد، بحيث كانت ترسل معلوماتها مباشرة إلى القيادة التكتيكية المستفيدة، وتم بذلك عبور عنق الزجاجة الضيق في هذه المنظومة والمتمثل في كثرة المعلومات،ورغم ارتفاع الكلفة الاقتصادية إلا أنه أمكن فعليا الاستفادة من معلومات الأقمار الصناعية على المستوى التكتيكي، وتحقق للقادة الميدانيين على كل المستويات أفضل المعلومات التي وصلت لقيادتهم التكتيكية، وفى أحيان كثيرة تم مهاجمة ملاجئ كبار القادة العراقيين بعد دقائق من دخولهم إليه!!

..... الرجوع .....

العنكبوتية
دنيا الاتصالات
وادي السليكون
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
نساء كوم
الطب والتقنية
امال . كوم
بريدك
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved