الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 20th March,2005 العدد : 107

الأحد 10 ,صفر 1426

البيوت الذكية بين اليوم والغد
جولة بين عجائب التقنية الحديثة في منزل مايكروسوفت المستقبلي
* إعداد محمد شاهين :

التصميم المنزلي من العمليات المعقدة والمتطورة باستمرار وهي في جوهرها مغرية. بعض أفضل عقول القرن العشرين قامت بنماذج باهرة في هذا المجال، بينما قام البعض بأكثر من ذلك.
فالمخترع والفيلسوف العالم في الرياضيات أر. بوكمنيستر فولر الذي كافح أزمة السكن في أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، جدد تصميمه السابق لمنزل (ديماكسيون) وهو منزل متنقل من الألومنيوم وجيد من الناحية البيئية يمكن أن يتم بناؤه مقابل 6.500 دولار.
****
والت ديزني يصمم أول منزل للمستقبل EPCOT
بعد عقد من الزمان، كرس للإنتاج الشامل للقبة الجيودسية أو (كوخ الاسكيمو الحديث) المزود بضوء هيكل رباعي قوي. وفي عام 1956م، خطط فرانك لويد رايت ناطحة سحاب بارتفاع ميل واحد، مما قدم الحل لواحدة من مشكلتي العصر: فمزيد من السكان يمكنهم العيش بشكل عمودي في عدد أقل من المباني السكنية. أما (منزل مونتسانتمو للمستقبل) فقد ظهر لأول مرة في ديزني لاند في عام 1957م وقد صنع كليا تقريبا من البلاستيك وجذب أكثر من 5000 زائر يومياً له. ويضيف الجزء السمعي من الجولة (تخيل أي منزل آخر يكون لديه أكثر من 20 مليون ضيف ولا يزال قادرا على الافتخار بروح التجديد في صالة العرض والتألق الذي ترونه) . وقبل موته في عام 1966م، كشف والت ديزني بنفسه عن مخطط مشروع مدينة EPCOT وهو مجتمع نموذجي تجريبي للغد حيث يمكن لـ 20.000 شخص ركوب العربات السلكية ولعب الجولف في ضوء شمس فلوريدا.
هذا وقد تم افتتاح المشروع بالفعل في عام 1982م، وكانت كلمات والت ديزني حول المشروع تقول: (سوف يستمد EPCOT تطويره من التقنيات التي تظهر كل يوم على يد علماء التكنولوجيا الأمريكيين... لن يُستكمل هذا المجتمع بمنازله ومنشآته الأخرى أبداً وإنما سيظل متغيراً ومسايراً لآخر الاكتشافات التقنية الحديثة) .
لقد كان والت ديزني يرغب في أن يكون هذا المنزل الكبير مجتمعاً يجسد ما سوف تكون عليه المنازل العصرية في وقت من الأوقات.
هذا وقد كانت للشهير والت ديزني أحلام أخرى من وراء إنتاج هذه المدينة وهي أن تخلو من أي مظاهر سيئة قد نجدها في المجتمعات العادية مثل المجتمعات الفقيرة والأمراض وكل ما يضر بالحياة البشرية، حيث كان يأمل أن تكون المدينة الجديدة مدينة فاضلة ولكن ليس على طريقة أفلاطون بل عن طريق التكنولوجيا التي كان يؤمن بها إلى حد بعيد.
لكن هذه الأحلام لم ترتق في حياته إلى مستوى الواقع حيث لم يتمكن والت ديزني من الحصول على التصريحات والتمويل المطلوب لتنفيذ هذا المشروع من قبل الحكومة الأمريكية، وظل الوضع متوقفاً إلى أن توفي والت ديزني. لكن فكرة إنشاء المدينة التكنولوجية الفاضلة ظلت في أذهان الأمريكان ومن خلاله أمكنهم تحقيق بعض المشاريع المدنية التي تضم بعضاً من أفكار والت ديزني.
أما أفكار والت ديزني نفسها فقد أُدخل عليها الكثير من التعديلات وذلك عندما فتح مسؤولو شركة والت ديزني الباب لطرح الأفكار لتطوير المدينة. وجاءت أفكار كثيرة تؤيد أن تضم المدينة أحدث التقنيات التي تظهر في أي مجال من مجالات الحياة، بينما جاءت الأفكار الأخرى منادية بأن تكون المدينة متحفاً عالمياً يضم مظاهر العادات والتقاليد من جميع أنحاء العالم. وفي النهاية تكونت مدينة EPCOT من جناحين رئيسيين كان أحدهما يضم مظاهر المدينة المستقبلية، بينما يضم الجناح الآخر مظاهر دول العالم. ومن هنا أصبح لدينا نموذج لأول بيت عصري متطور في العالم.
لكن هذا الظهور للخيال العلمي يتم تقديمه على هيئة أشكال محيرة للعقل ومواد صناعية.
فهذه البيوت الذكية المبكرة وعدت بجعل حياة الفرد الأمريكي المتوسط أكثر تنظيما واقتصادية ومتعة. كما أنهم أخبرونا أيضا بشيء عن أنفسنا: إذ إننا مستعدون لاستقبال علم الغد! وما عدا ذلك، فإن معظمنا لا يرغب في التحرك نحو بيوت الاسكيمو. فمشكلة بيع اليوطوبيا تمثلت في الحصول على أناس لشرائها. وبالرغم من أن القبة الجيودوسية تمتعت بنجاح هامشي، لم يعش أي فرد في منزل ديماكسيون (هناك نموذج وحيد بقى على قيد الحياة في متحف هنري فورد في ديربورن، متيش) . ولم يتم بناء برج (رايت) أبدا بينما هدم منزل مونستانتو في عام 1967م ونقل EPCOT إلى حديقة ألعاب ديزني أخرى.
غير أن العقول المفكرة والمبدعة لا تزال تصمم بيوت الحلم (أو بيوت المستقبل) كما أصبحنا نسميها الآن بحكم اقترابها من الواقع بفضل التكنولوجيا. فمنزل كريم راشد المثالي لعام 2002م، بحماماته المطاطية وأشجاره المهندسة حيويا والوردية اللون يعبر عن نظرة وسادة عازب العصر الذري. ويضع معهد ماساشوسيتس التكنولوجي المتطوعين في (بلاسيلاب) وهو منزل ومختبر ربط بمئات (مكونات الحس) لمراقبة كيفية تفاعل الناس مع بيئته الجديدة، بهدف تطوير الأنظمة التي تحسن من صحة وحالة الإنسان.
مايكروسوفت.. ثورة في إعداد تكنولوجيا المنازل
أما منزل مايكروسوفت في ريدموند، بولاية واشنطن الأمريكية، فيعتبر معرضاً للتكنولوجيا الدائمة والمتطورة لدى الشركة ويتم تحديثه كل عامين. حيث يقوم جوناثان كلوتس، المدير التنفيذي للمنزل، بإعادة تصميم المنزل بشكل مستمر. واليوم، تعلن مايكروسوفت عن الذكرى العاشرة السنوية لمنزلها الذي يضم عددا من السيناريوهات والأفكار الجديدة لتصميم المنازل والتي يمكن أن تصبح مألوفة خلال الخمس إلى العشر سنوات القادمة. إن جولة في منزل مايكروسوفت على سبيل المثال تكشف أننا نريد الحياة التي نعيشها اليوم بجهد أقل بكثير، بدءاً من سيرنا بين جنبات وأروقة المنزل. ومما يذكر أن المنزل ليس مفتوحا للجمهور، إلا أن أكثر من 10.000 زبون لمايكروسوفت وشركاء عمل وصحفيون زاروه. وقال كلوتس إنه استضاف المسؤولين الحكوميين من كل بلدان العالم تقريباً.
كان مايكروسوفت قد بنى منزلاً لأول مرة في عام 1994 وتم هدمه. ويضيف جوناثان كلوتس، الذي يدير فريق استراتيجية المنازل النموذجية للمستهلكين والذي يضم 10 مصممين وفيزيائيين ومهندسين (تسجيل صوتي، فيديو ونظري) ومؤلفين ولاعب كرة قدم سابق أنهم أقل اهتماما بالأرقام مقارنة ب (التفكير بشكل موسع عن المستقبل في مكان المستهلك. ويقول كلوتس وهو واقف في فناء الدخول: ( نحن نعود إلى الوراء ونقول: لماذا يهتم أي شخص؟ ماذا ستعمل بتلك المواد إذا كانت موجودة لديك؟) ثم قام كلوتس بالضغط بيده على لوحه مقابل باب الدخول الخشبي الفاخر، حيث أشار ضوء للتعرف على راحة يده وأصابعه، وبعد ذلك فتحت الأبواب بعد سماع صوت معدني. ويضيف وهو يجذب الباب ليفتحه (هذا هو احدث تفكير لدينا) . وبعد ذلك، دخل كلوتس غرفة العائلة التي توجد بها شاشة فيديو كبيرة حيث يقوم باختيار الموسيقى والأفلام وألعاب الفيديو من خلال استخدام أداة تحكم عن بعد للتصفح في صور أغطية وصناديق الألبومات.
ويطرح هذا السيناريو حل مايكروسوفت لموضوع نسخ الموسيقى الرقمية. ففي هذا المنزل، قام المستخدمون بشراء الحقوق الرقمية في مجموعتهم. وبعد بحث عميق في الويب، يمكنهم أيضا استخدام الخدمات التي تزود الوصول إلى مجموعات الموسيقى مقابل أجر شهري. ومن خلال أداة التحكم عن بعد لديهم، يستطيعون شراء الحقوق الإعلامية الإضافية أيضا.
جدير بالذكر أن جوناثان كلوتس، وهو موسيقى سابق ومالك ومدير أستوديو للتسجيل، كان قد قضى مدة عشر سنوات ضمن فريق مايكروسوفت لتصميم النماذج واستخدامها، بالإضافة إلى تصميم مجموعات برامج الأطفال وmsn والأنظمة الأخرى.
وتعتبر غرفة النوم بندا جديدا في المنزل والتي تعرض ما يمكن عمله مع بطاقات الهوية اللاسلكية التي يقوم بائعو التجزئة بوضعها في الملابس والمنتجات الأخرى لغرض التحكم في المخزون. وعندما وقف كلوتس أمام مرآة في الغرفة وأخذ قميصا من الدولاب، قامت المجسات بالتعرف على البند وأضاء مصباح على المرآة ليبين تعليمات غسل القميص. وأشار كلوتس بيده ثم بدأت الشاشة بعرض الملابس الأخرى الموجودة في مجموعة ملابس الفتاة والتي يمكن أن يتم ارتداؤها مع القميص. كما ذكرت أيضا أن واحدا من الملابس التي يمكن أن تناسب القميص تم إرساله إلى المصبغة.
وتقول بام هيث، مدير البرنامج الرئيسي للفريق: (نحن ننظر إلى فترة مستقبلية تتراوح ما بين خمس إلى عشر سنوات فقط في المستقبل وليس إلى رحلة عبر النجوم) . وتقوم هي وكلوتس بالسير عبر مركز مايكروسوفت التنفيذي وتمر بمجموعة من رجال الأعمال اليابانيين ووفد من أستراليا، حيث يقوم كلاهما فيما بعد التجول في المنزل لرؤية ما يحتويه المنزل من تكنولوجيا حديثة.
ولدى الوقوف عند مجموعة أبواب المكاتب المعدنية البيضاء اللون والقياسية، يقول كلوتس: (سيكون هنا تكنولوجيا اكبر بكثير عمّا يمكن لشخص واحد أن يحصل عليها في أي منزل منفرد. فنحن نرغب في تقديم اكبر مجموعة متنوعة للناس لكي يجربوا تلك الأشياء المفيدة لهم وهو شيء مشابه لبوفيه الطعام حيث يشاهدون الأشياء التي يرغبون في وضعها على سلطتهم) . وتضيف هيث: (وحتى إذا تناولوا السلطة، فإذا لم تكن سهلة وغير ملائمة ولا تحل مشكلة حقيقة لديهم أو تجعل الأشياء أكثر مرحا أو تساعدك للبقاء بالقرب من الآخرين، فإنك لن تجعلها تبقى في حياتك) .
ولنأخذ مثالاً على ذلك المفاتيح العادية: حيث لا توجد هناك فتحات للمفاتيح في الباب الرئيسي للمنزل، وبدلاً عنها هناك مربع من الزجاج المدعم تقوم بالضغط عليه بيدك ليفتح الباب. ويقول كلوتس: إن حجم اليد وطولها والمسافات بين كافة الأصابع أكثر أهمية من بصمة الإصبع. ولأن باب المنزل يتعرف على اليدين، فإن الباب يفتح بضغطة بسيطة.
وبأسقفه العالية وأثاثه المزود بالتكنولوجيا الراقية، فإن منزل مايكروسوفت ليس وسادة جيتسونس.
ولكن أين مفتاح التحكم في الإضاءة؟ عليك فقط التحدث مع الإضاءة وسوف يجيبك الجهاز (جريس) ، حيث تمت تسمية الجهاز على اسم جريس هوربر، وهي مبرمجة كمبيوتر سابقة. وجهاز (جريس) هذا لا يتحكم فقط في درجة الإضاءة وإنما يتحكم أيضاً في كل شيء في المنزل بدءا من الإضاءة وحتى النظام الأمني الموجود في المنزل وأماكن تواجد أطفالك داخل المنزل وكافة الأشياء والبيانات الأخرى والتي تجيب عنها (جريس) بمجرد دخولك للمنزل. كما أنها تعرف أيضا أنك ترغب في سماع بعض الموسيقى في نهاية اليوم.
كل ذلك يتم بدون عناء من جانبك وذلك لأن التكنولوجيا في منزل مايكروسوفت تتصل لاسلكيا، فأنت لست بحاجة لبرمجة (أحب سماع موسيقى معينة مثلاً عند الوصول إلى المنزل) ولكن قم ببساطة بالاشتراك في MSN MUSIC الذي يعرف أنك تحب موسيقى الجاز وبذلك فأنت تختار التكنولوجيا التي تقوم فيما بعد بعمل الاختيارات الخاصة بك.
الإضاءة العضوية ثنائية الصمام
ولكن ماذا لو كنت لا تريد أن تستمع إلى سيدة تتكلم عند وصولك إلى المنزل؟
ببساطة، انقر على الجدار فوق خافت الضوء وسوف يظهر نص باللون البرتقالي على شاشة تعمل بتقنية يطلق عليها ORGANIC LIGHT EMITTING DIODES والتي أصبحت ضرورية لهذه النوعية الحديثة من المنازل، وتم الكشف عنها في سبتمبر 2004 مع برنامج صغير للغاية لتشغيلها.
وهذا النوع من الإضاءة قد يبدو جديداً، لكن عملية تطويره كانت قد بدأت منذ فترة طويلة. وكان أول من ابتكرت الفكرة معامل كوداك في الثمانينات من القرن الماضي حيث بدأت تجاربها لاستبدال المواد غير العضوية في صناعة مواد الأفلام وعملية التحميض. وبالرغم من مجال استخدامها المحدود بالنسبة لمعامل كوداك، فإن المحليين توقعوا لهذه التقنية أن تلعب دوراً كبيراً في تطوير شاشات العرض وأجهزة التلفزيون. ويعتبر هذا النوع من الإضاءة إضاءة ذاتية إلى حد ما بحيث لا تحتاج إلى مصدر آخر للضوء ولا حتى مصدر عاكس لتضيء مكانها، فهي تضيء فقط عندما يمر بجانبها أي مجال كهربائي. وهذا ما يجعلها أصغر وأخف حجماً، وأفضل من شاشات LCD. كما أن شاشات OLED تعتبر أفضل من شاشات LCD حيث إن صورتها أوضح من الأولى وذلك في أي حجم من أحجام الشاشة. كما أن ميزة هذه النوعية من الشاشات تظهر أكثر إذا ما علمنا أنها تتمتع بمرونة عالية حيث يمكن طيها وتغيير أشكالها حتى تصبح في حجم كرة الجولف. ومن هنا يمكن أن تستخدم هذه التقنية في صنع الشاشات ليس للمنازل الحديثة فحسب وإنما كشاشات كمبيوتر محمول أو حتى تلك التي تزود بها ملابس العسكريين مثلاً. هذا بالإضافة إلى إمكانية وضعها في زجاج النظارات الشمسية أو زجاج المنازل. ويجب ألا ننظر لهذه التقنية كبقية التقنيات التي تعرفنا عليها في منزل مايكروسوفت الحديث على أنها بعيدة المنال أو ضرباً من الخيال العلمي كما يحلو للبعض حتى الآن اعتبارها. فهذه التقنيات قد لا تبعد أكثر من عام أو عامين آخرين عن أسواق المستهلك العادي. وليس أفضل مثال على ذلك من شاشات الهواتف المحمولة المصنوعة بواسطة شركة LG والتي تتمتع بالفعل بهذه التقنية، حيث سيتم طرحها في الأسواق مع اقتراب صيف هذا العام. كما استفادت من هذه التقنية شركة كوداك حيث طورت كاميرتها الرقمية LS633.
أما في غرفة المعيشة فيوجد أمام الأريكة الكبيرة تلفزيون بشاشة كبيرة وطرق متعددة للتعامل معها : أقراص، فأرة، وسائد لمس، لوحة مفاتيح وليس هناك شك في أن أداة التحكم عن بعد مريحة لملايين الرجال. اضغط عليها وسوف ترى الاختيارات أمامك على الشاشة، التي تشمل اختيارات الوسائل الإعلامية والألعاب وتذكير لدفع الفواتير. إنه أمر محير فعلا، فهناك الكثير الذي ينبغي القيام به. كما يوجد عرض للعبة فيديو على الشبكة التي تحس ما هي الأدوات المتوفرة للاعبين في المنزل ، فهناك كمبيوتر قرصي يدار بواسطة القلم وكاميرا رقمية. ويتقدم اللاعبون في اللعبة من خلال استخدام هذه الأدوات لإنجاز المهام بما في ذلك كتابة المعلومات من اللعبة أو الحصول على صور وتنزيل صور لمواد معينة.
أما تقنيات المطبخ فتجعلك تتخلص من مشاكل المطبخ نهائياً. فمطبخ مايكروسوفت مزود بجهاز ميكروويف ذكي يقرأ الرموز ويضبط وقت الطهي أتوماتيكيا. والمطبخ في منزل مايكروسوفت يعرف أي الأشياء قد نفدت من مخزون البيت ويضعها على قائمة التسوق. كما أن الثلاجة تسجل مدة الاحتفاظ بالأطعمة. وإذا كنت لا تعرف ماذا سوف تطهو، ضع المكونات على المنضدة وسوف تقوم جريس بتصفح كتاب الطهي وتختار لك الوجبات. كما يمكنك أيضا مشاهدة شريط فيديو لاشهر طاهٍ وهو يقوم بإعداد الوجبة. ترى هل ستجذبنا هذه التكنولوجيا نحو المطبخ؟ من يعرف؟ كما أن لوحة المعلومات المغطاة بالنسيج الذكي تقدم لكم العون. ضع عليها بطاقة الدعوة وسوف يقوم نظام تعريف تذبذب الراديو بنقل المعلومات إلى رزنامتك وقائمة الأشياء التي يتعين عليك القيام بها، مثل القيام بتوظيف جليسة أطفال لليلة السبت حيث يتم عرض صور لجلساء الإطفاء في شاشة المطبخ مع جداول عملهم.
والجدير بالذكر أنه تم الانتهاء من تنفيذ أحدث مشاريع إعادة تصميم منزل مايكروسوفت القديم الصيف الماضي، وجاء التصميم ليؤكد على رؤية مايكروسوفت للاستخدام المستمر للحاسبات والاعتماد عليها بشكل كلي، إضافة إلى استخدام التكنولوجيا التي تدعمها والقيام بجميع المهام آليا وتوصيل الأجهزة المختلفة معا.
التفاعل مع التكنولوجيا
هناك طرق متعددة لتفاعل علاقتنا مع التكنولوجيا، فنحن حتماً نريدها في حياتنا. ولكن إلى أي مدى تمتد هذه الرغبة؟. من منا أرسل رسالة بالبريد الإلكتروني وكان يتمنى إنه لم يفعل ذلك؟ من أمضى خمس ساعات على الهاتف للتحدث مع مساعد فني لكي يساعده على مسح القرص الصلب؟ تخيل بيتك بالكامل مرتبط تكنولوجيا بدون عناء.
كما يقول كلوتس: (تم إدخال التكنولوجيا في أشياء قد لا تفكر أنها أدوات وليس من المهم أن تكون أداة، ما نبحث عنه هو طريقة تقوم بها هذه التكنولوجيا بحل نقطة ضغط في حياتك، شيء يجعل حياتك أسهل) . فعلى سبيل المثال نجد أن لوحة المعلومات في المطبخ تعرض ساعة إلكترونية ومعلومات عن حالة الطقس تم الحصول عليها من الإنترنت. وعند وضع مغناطيس من محل البيتزا على اللوحة، تقوم بالفحص لتجد إذا كانت هناك معلومات جديدة من محل البيتزا والعروض الخاصة.
وهنا مرة أخرى، تقوم مايكروسوفت باستعمال المنزل لمعالجة كل من التحديات الفنية ومسائل السياسة ذات العلاقة حول السرية والمعلومات الشخصية.
ففي منزل مايكروسوفت نجد موقع أطفال على الشبكة وراء البحار في الأرجنتين مرتبط بشبكتك ويتحدث مع الطفل عن تقريره المدرسي ويتم ترجمة ذلك فورا إلى أي لغة أخرى تريدها. كما يمكن للعائلة بكاملها أن تشاهد طفلك في غرفة تناول الطعام. المرأة في غرفة الأطفال مزودة بتقنية للتعرف على الإشارات والقميص الذي ترتديه يحتوي على RFID بحيث ينقل المعلومات التي تتعلق بمكان شراء الملابس وتعليمات غسلها وما هي الملابس الموجودة لدى المغسلة وقد يؤدي ذلك إلى توفير الوقت الذي يقضيه البعض منا في البحث عن ملابسه ومتعلقاته الخاصة. كما أنه قد يلغي الشجار بين الزوجين عن الملابس المفقودة والتي لا تعرف الزوجة أين وضعتها يداها أو أين أطلقتها يد الرجل بعد أن خلعها.
ووفقا لنص مايكروسوفت، فإن ذلك لا بأس به وذلك لأن من أهداف المنزل التكنولوجي التقارب بين أفراد العائلة. وهذا الأمر يتضح بصورة أكبر في آخر غرفة من غرف المنزل وهي غرفة الترفيه، التي تحتوي على شاشة ضخمة والعاب إنترنت يمكن أن تلعبها مع العائلة والجيران والأصدقاء من مختلف أنحاء العالم.
بعد ذلك يتحول الضوء من اللون الوردي إلى الرمادي ثم إلى الزهري. فهذه أضواء LED الموضوعة في السقف والمرتبطة بالصوت. وتظهر صور من كتاب الأطفال (طاب مساؤك أيها القمر) على الشاشة، ويتم قراءة النص بصوت عالٍ من خلال صوت الأم المسجل مسبقا، وتتحول غرفة الجلوس إلى غرفة للنوم. وبالرغم من أن هذه التكنولوجيا استمرت منذ الإصدار الأول للمنزل، لكنها تسمح للوالدين بالغياب عن الساحة.
كما أن هناك صوراً فوتوغرافية للأقارب، صور لطفل يجري على الشاطئ، حفل لعيد ميلاد...إلخ. وما عليك عزيزي المالك لهذا المنزل إلا أن تلمس صورة طفلة من عائلتك انتقلت إلى استنبول مثلاً وسوف تشاهد خريطة لتركيا وأن الطفلة قد تحولت إلى سيدة وبعد ذلك إلى سيدة عجوز (أي أنه يحكي لك تاريخ حياتها عبر الصور) . ويقوم المنزل باختيار هذه الصور بشكل عشوائي من الذاكرة الرقمية المخزنة في أجهزة شبكة المنزل. ولا تشابه هذه التجربة التصفح في ألبوم صور العائلة، ولكنها تشبه التصفح في ألبوم صور لم تشاهده من قبل ولن تشاهده مرة أخرى بنفس الشكل. ويبدو هذا الشيء وحده مثل السحر في منزل مايكروسوفت. فأنت تتحكم في الجهاز ويتم تقديم شيء مثل الحياة الحقيقية إليك.
بعض التقنيات يرفضها الناس ماسح قزحية
العين قد تكون قزحية العين أكثر تميزا عن بصمة الإصبع 1000 مرة. ويقول جوناثان كلوتس إن هناك شيئين أديا إلى التخلص من هذه التكنولوجيا، الشيء الأول هو أن الناس يشعرون بالقلق تجاه استخدام عيونهم ومسحها ضوئيا والشيء الثاني هو جمالي حيث إنه أمر غير مريح.
كاميرات المراقبة
تقول فلورا جولدسويت، وهي مصممة تم تكليفها بتقديم مفاهيم جديدة لتطوير المنزل (إننا كنا نستخدم مشاهد الكاميرا في كل ركن من المنزل وبعد ذلك بدأنا في التفكير إذا كنا نريد هذه الكاميرات في كافة تلك المساحات الموجودة في المنزل بالنسبة لكاميرات الأطفال فهي تعتبر شيئا منطقيا) ، أما بالنسبة لفتح وإغلاق الأضواء في جميع أنحاء المنزل عند التحرك أو الانتقال من مكان إلى آخر فإنه يسبب القلق النفسي.
ثلاجة بشاشة اللمس
يقول كلوتس: (لقد اعتقدنا أن الثلاجة هي نقطة الاتصال المركزية بالنسبة للجميع في المنزل، وأننا يجب أن نضع شاشة تعمل باللمس على مقدمتها لوضع الرسائل، ولذلك قمنا بتصميمها، ولكننا أدركنا انه من الغباء ابتكار تكنولوجيا تصبح قديمة خلال ثلاث سنوات ووضعها على جهاز تمتلكه لمدة 15 سنة) .
حيوان إلكتروني أليف
تقول جولدسويت إنها كانت تريد أن تتبنى العائلة حيوانا إلكترونيا أليفا عبر الإنترنت كطريقة جيدة لتعليم الأطفال المسؤولية وذلك لأنه في حالة وجود حيوان حقيقي سوف تقوم بالاهتمام به. ولكننا أدركنا أن هذه الفكرة ليست ذكية.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اخبار تقنية
جديد التقنية
دكتور .كوم
معارض
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved