Al Jazirah Magazine Tuesday  10/07/2007 G Issue 226
منتدى الهاتف
الثلاثاء 25 ,جمادى الثانية 1428   العدد  226
 

خلافات العائلة .. الأطفال يسترقون السمع

 

 

* إعداد - عصام عبد الحميد

المشاكل العائلية هل هي حتمية؟ وهل يمكن أن تكون هناك بيوت بلا مشاكل؟ تختلف الآراء بين مؤيد ومعارض في هذا الموضوع الذي أشبع بحثا من علماء الاجتماع وخبراء التربية حيث يدافع الطرف المنادي بوجود مشاكل بالاعتراف بذلك تمهيدا للتعامل معها بصراحة والعمل على حلها بحيث لا تتفاقم ولا تتطور الى ما لا يحمد عقباه بين أفراد العائلة. وبالمقابل نجد الطرف الآخر ينكر وجود هذه الخلافات بالصورة التي تسوق اعلاميا وخاصة في الاعمال التلفزيونية التي يرون انها تبالغ وتضخم الخلافات العائلية وتظهرها وكأنها امر حتمي لا يمكن تجاوزه أو القفز على آثاره التي تقدم بشكل صارخ يصل لحد القتل والإساءة للأرحام في مشاهد لم تتعودها البيئة المحلية وحتى العربية.

(خلافات العائلة.. الأطفال يسترقون السمع) كان محور نقاشنا لمنتدى الهاتف هذا الاسبوع وقد طرحناه على المنتدين لمعرفة آراء الناس حوله، فكان التجاوب جيدا والحضور مناسبا، فاستقصينا آراءهم هاتفيا، ومقترحاتهم ومرئياتهم وصغناها لكم عبر الاسطر التالية، علها تحوز على رضاكم وتجدون فيها الجديد من الآراء والأفكار.

ليس أمامهم!

( د. فاطمة منصور: لا يوجد بيت من البيوت خال من المشكلات لكن يجب على الوالدين ان يحذرا ألا يقع الخلاف أمام الأطفال لأنه ينعكس سلبا عليهم وعلى تعليمهم وقد تتأثر شخصيتهم بهذه الخلافات وقد تؤدي الى وجود عقد نفسية وفي هذا الاطار اعتقد ان الخلافات مهما كانت صغيرة لا بد ان تكون بعيدة عن انظار الاطفال ويجب ان لاتلفت انتباههم اليها وحبذا لو يفكر كل أب وأم ارادا النقاش حول اي قضية اشكالية ان يتجنبا فعل ذلك امام اطفالهم حفاظا عليهم وصونا لهم من أي آثار سلبية ستظهر عاجلا أم آجلا.

مشاكل للأولاد والبنات

( أم أنس: الخلافات العائلية حاصلة ولا بد، إذا المشكلة ليس في ذاتها وإنما حدوثها أمام الأبناء فالأبناء عندما يسترقون السمع للخلافات العائلية والأمر ليس بالهين سواء كانوا صغارا او كبارا لا بد ذلك سيؤثر على شخصياتهم فيصبحون عديمي الثقة بأنفسهم ويزيد عند الكبار ان كانوا أولادا حيث يتركون البيت ولا يأتون إلا في آخر الليل هربا مما يحصل وان كانوا بناتا يشعرون بالألم النفسي ولا يملكون حيلة إلا البكاء والدعاء وربما يؤدي في الحالات الشديدة الى ان يفوتهم قطار الزواج ويبقين عانسات لأنهم للأسف لم يروا إلا الجانب السيئ من الزواج ويتعلق ذلك بنفسياتهم ورأينا من ذلك الكثير، فليحاول الاباء والأمهات عندما تحدث الخلافات أن يحلوها بعيدا عن مرأى الأبناء وبذلك تحترمون مشاعرهم وتساعدونهم، فلنحاول ألا يرى أبناؤنا إلا الجانب الممتاز للحياة ولا نريهم الجانب السلبي.

الوقاية قبل العلاج

( حصة الزيد: لا تخلو الحياة من المشاكل التي تطرأ عليها بين الفينة والأخرى لذا يجب التعامل معها بكل تأنٍ وعقل وحكمة ولكن ماذا عن الاطفال الذين قد يتربون في تلك البيئة المملوءة بالخلافات العائلية وما ذنبهم حتى يتحملوا هذه المشاكل مما قد يؤدي إلى إصابتهم بعقد نفسية تستمر معهم طوال حياتهم فيبدأ الابن يتأثر بذلك وقد يغيب عن المنزل لفترات طويلة بسبب تلك المشاكل، أما البنت فقد تكره الزواج وتعتقد أنه بدل أن يكون مودة ورحمة ينقلب الى حياة مليئة بالخوف والكدر ومسسلسل من المشكلات التي لا تنتهي ويجب على الآباء والأمهات أن لا يدعوا تلك المشاكل تؤثر على تربية فلذات أكبادهم، ويناقشوها في محيطهم الخاص وينقضوا على هذه المشاكل في مهدها حتى لا تكبر فالوقاية في هذه الأمور هي خير من العلاج ويجب أن لا ندع الامور تصل الى حدود المشكلة طالما ان الوقاية بأيدينا.

طفل مستمع

( عمر عبدالله السيار: أعتقد أنه من الضروري أن يسترق الأطفال السمع للمشاكل الحاصلة، وعلى الوالدين ان يتركونهم يسترقون السمع لكن بحذر ويكونوا منتبهين لما يسمعه الطفل بحيث تشكل في النهاية رسالة تربوية له يستفيد منها ويتعلم اشياء تفيده في حياته ومستقبله، وبالنسبة لي انا طفلي يستمع الحديث دائما ولا أقدر أرده ولا أرى أنه في مصلحتي أن أرده لانه عليه ان يعرف الواجب وأهم شيء أنه أثناء حديثي أوصل له رسالة تربوية أو دينية او علمية او صحية و أي شيء من خلال الحديث على أساس يبني نفسه ويستفيد مما يسمعه فهذه مهمة خاصة وأنه يرى أن أفضل شيء متابعة أبوه لأنه هو المصدر الرئيسي الذي يبنيه ويقومه واكرر ثانية وثالثة أهم شيء ان يلتقط الطفل رسائل بشكل غير مباشر وتكون مفيدة في دنياه وآخرته. وجزاكم الله خيرا واسأل الله ان يوفق الجميع.

بعيدا عنهم!

( عمرو بن إبراهيم العمرو: الخلافات العائلية نار محرقة مؤذية فهي اذا دخلت في العائلة فيجب علينا ان ندرك مخاطرها ونحاول ان لا نشعل فتيلها فهذه الخلافات هي ملح لكن اذا كانت بقدر معقول وبنسبة معقولة فلا يخلو بيت ولا عائلة من مشاكل وخلافات وقضايا ومناوشات لكن الاهم في هذه المسألة هو كيف يعي كل فرد في العائلة مسؤوليته وأعني هنا الزوج والزوجة في عدم أحراق هذا المنزل وقصدي اركان البيت خصوصا واننا يجب الا ننسى ان الامر في كثير من الاحيان لم يعد محصورا في الزوجين فقط بل هناك اطراف أخرى تشاركهم هذا العش الهانئ والبيت السعيد وهم اهم محور في الموضوع انهم الأبناء أولاد وبنات فيجب على الآباء والامهات ان يعوا خطورة اشراك ابنائهم في هذه المشكلات او ايصال هذه الخلافات الى اذهانهم ومسامعهم فاذا حدث أي اختلاف بين الطرفين فيجب ان يكون الاحتواء والمعالجة في مكان بعيد عن الابناء وبعيد اعن التدخلات الخارجية ولهذا يقولون غرفة النوم هي صالة اجتماعات حل المشاكل وفعلا يجب ان يتم حل المشاكل في غرفة النوم وقبل ان يفتح بابها على كل طرف ان يعرف ما لديه ثم يوجد الحل دون محاسبة او لوم المتحدث فما يهمنا هو حقيقة المعالجة فاذا كثر اللوم وحصل ارتفاع الصوت والصراخ فإن هذا لن يحل المشاكل بل يعقدها خصوصا أن أبنائنا هم اساس الحياة والمشكلات النفسية والآثار الاجتماعية ستؤثر حتما على مسيرتهم وعلى تربيتهم مما سيوجههم لا سمح الله في حالات كثيرة الى البعد عن البيت واللجوء الى امور اخرى تؤثر حتما في سلوكهم وفي اخلاقهم لذلك نقول ايها الاخوة دائما لنجعل انفسنا ونتخيلها كركاب سفينة واننا جميعا يهمنا مصلحة هذه السفينة حتى نصل الى شاطئ الأمان والطمأنينية ولا يتم هذا الامر الا عبر المحبة الصادقة، اشكر لكم اخوتي منتدى الجزيرة لإتاحة هذه الفرصة متمنيا لكم جميعا التوفيق.

لا ذنب لهم

( عمار العلي: قرأت في مجلة أجنبية أن الأب والأم في الدول الغربية إذا أرادا أن يتناقشا في أمر ما يطلبان من اولادهما الخروج من الغرفة حيث يقومان بالحديث بصراحة عن الموضوع. ولكن ما نشاهده في المسلسلات الأجنبية أن المشاكل الأسرية بين الوالدين تطرح أمام الأبناء مهما كان نوعها دون اعتبار لوجودهم وأحيانا بإصرار على وجودهم ليعرفوا من يتحمل المسؤولية وعلى من يقع اللوم في المشكلة. ولكن بعيدا عن الآخرين وما يتم ترويجه من قيم غربية قد لا تناسبنا أرى أن لكل خلاف عائلي طبيعته الخاصة بمعنى أن هذا الخلاف قد يحتاج لوجود الاطفال كلهم، وخلاف ثاني قد يتطلب وجود طفل، وخلاف ثالث لاينبغي ان يناقش بحضور احد من الأطفال نظرا لطبيعته وحساسيته وطالما سمعنا ان نقاشات بسيطة تطورت وتحولت لخلافات مزمنة بين الوالدين وكانت نتيجتها النهائية الطلاق أو الضرب فكيف إن حصل هذا أمام الأبناء. إن الخلافات يجب أن لا تكون امام الصغار لأن هؤلاء لا ذنب لهم وعليهم ان لا يدفعوا ثمن أخطاء الكبار.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة