الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 14th June,2005 العدد : 131

الثلاثاء 7 ,جمادى الاولى 1426

أي عراق نريد..؟!
ما زال العراق يسبح في حمام من الدم..
ويئن كثيراً وطويلاً من آلام جروحه المثخنة..
بما يفقده يومياً الكثير من القتلى الأبرياء وغير الأبرياء..
فيما لا تزال أمريكا تبشر الشعب بالحرية وحقوقه الإنسانية والديموقراطية..
***
عراق ما بعد الاحتلال فَقَدَ أمنه واستقلاله وتوازنه، ومن غير أن يكون له قرار أو سلطة على أراضيه..
وهو اليوم مثلما كان في الأمس يعيش مأساة كبيرة ودامية، ولا يدري متى ستنتهي وإلى أين المصير..
حيث يغطي السواد هذا البلد الجريح دون أن تلوح بوادر أمل لانتهاء مأساته ومشكلته وضياعه..
***
أكاد لا أصدق ما يجري، لولا مشهد الجثث في الطرقات..
والسيارات المفخخة التي تحصد الأرواح بالعشرات والمئات..
وتلك السجون التي امتلأت بما فيها دون أن يحدَّ المحتلُ وحكومة العراق من حجم المأساة التي يعيشها عراقنا الحبيب..
***
مَنْ يطفئ هذا الحريق المستمر والمتواصل؟..
ومَنْ يعيد إلى العراق عافيته، وإلى شعبه تلك الابتسامة التي اختفت منذ زمن طويل؟..
ومَنْ يعوضه خيراً مما لم يحصل عليه في حكم صدام بعد أن أقصي وأودع سجن المحتل؟..
مَنْ يعيد إلى شعب العراق كبرياءه وحقه في حياة حرة كريمة وشريفة؟..
***
جنونٌ بكل تأكيد ما نشاهده ونسمعه عن الأوضاع هناك..
ومأساة حقاً أن يُدار هذا البلد نحو مزيد من القتل والسحل وسفك هذا الكم الهائل من الدماء..
فيما يمضي شعب العراق حياته مخدراً بالوعود..
وكأن العالم يجهزه لما هو أنكى وأسوأ..
***
أسأل من جديد:
متى يحين زمن الخلاص من هذا الذي نراه؟..
ومتى تستنطق الدماء الزكية ضمير العالم بانتظار مساعدته ودعمه للخروج من هذا النفق المظلم؟..
فقد طال مدى الظلم والقهر والجبروت واستخدام القوة، فيما المشكلة تكبر وتتفاقم نحو مزيد من الضياع..
***
إنَّ العراق الذي لم يبقَ في جسده كما يبدو مكانٌ لطلقة من سلاح، قد عانى بما فيه الكفاية، وهو اليوم أحق بأن يكون دولة حرة يعيش فيها المواطنون سواسية وآمنين وبحقوق متساوية..
وهذا لا يتحقق إلا بالتفاهم بين المواطنين، بعيداً عن التأثير الأمريكي أو التدخل الخارجي، أو الإغراءات المشكوك في نواياها، أو الرغبة من هذا الطرف العراقي أو ذاك في الاستحواذ على ما ليس له به حق.


خالد المالك

width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
حزينة لرحيل زوجها وتجاهل..زهرة العلا
اصطدامي بعزيز أمير جعلني نجمة!

* لقاء خالد فؤاد
في مثل هذه الأيام من عام 1955 أي قبل نصف قرن بالتمام والكمال، بدأت الفنانة الكبيرة زهرة العلا مشوارها الفني، آنذاك كانت (زهرة) حقيقية تتفتح على الحياة والفن وتعيش كالزهور البرية متنقلة من مكان إلى مكان مع أسرتها، وانتهى بها المطاف إلى كواليس مسرح (رمسيس) حيث التقت لأول مرة مع الفنان القدير الراحل يوسف وهبي الذي كان صديقاً لوالدها، ولكن عميد المسرح العربي جعلها تبكي بشدة من أول لقاء!
وشقت زهرة العلا طريقها بصعوبة في دنيا الفن، لكنها أثبتت أنها صاحبة موهبة من نوع خاص، فلم تبتذل نفسها يوماً في أدوار رخيصة، بل قدمت أعمالاً أصبحت في عداد الكلاسيكيات ومنها (رد قلبي) و(دعاء الكروان) و(المرأة المجهولة) وسواها من الأفلام السينمائية التي وصلت إلى 120 فيلماً و50 مسلسلاً تليفزيونياً على مدى هذا التاريخ الطويل.
زهرة العلا تعيش هذه الأيام حالة إحباط بسبب تجاهل المخرجين والمنتجين لها، بدعوى أنها لم تعد قادرة على حفظ أدوارها جراء أعراض الشيخوخة، غير أننا فوجئنا أنها تتمتع بذاكرة حديدية فهي تحفظ كل شيء عن أفلامها وأعوام إنتاجها وأهم المواقف التي مرت بها، إلا أن كل هذا كان مصحوباً بصوت يملؤه الحزن الشديد حيث جاء لقاؤنا بها في ذكرى مرور 40 يوماً على رحيل رفيق رحلة مشوارها المخرج الكبير حسن الصيفي الذي عاشت معه 42 عاماً من عمرها، وأنجبت منه ابنتيها (أمل) المتزوجة من شقيق الفنانة إلهام شاهين و(منال) التي اتجهت للإخراج، وتقوم هذه الأيام بتصوير أول أفلامها بطولة حنان ترك ومنة شلبي بعد أن ظلت تعمل مساعدة إخراج مع عدد كبير من المخرجين في مقدمتهم المخرج الكبير يوسف شاهين. وفيما يلي نص الحوار مع الفنانة زهرة العلا:
* ماذا كان يمثل حسن الصيفي بالنسبة لك، وما هو شعورك بعد رحيله؟
مؤكد أن رحيل زوجي حسن الصيفي شيء صعب جداً بالنسبة لي فقد كان يمثل أشياء عديدة بل كل شيء فهو الرجل الذي عشت معه أجمل وأحلى سنوات عمري ولم ألق منه سوى كل معاملة حسنة تبحث عنها أي امرأة في الرجل الذي ترتبط به، فقد عشت معه أكثر مما عشت مع أبي وأمي وأخواتي، وأنا والحمد لله مؤمنة بقضاء الله وأعلم أن مصيرنا جميعاً هو لقاء المولى عز وجل، ولكن اعذروني فرحلتي معه كانت طويلة ورائعة وبصماتها تجدونها في كل شيء في حياتي. وما أحزنني أكثر هو هذا التجاهل الذي تعرض له رغم عطائه الكبير وأعماله المؤثرة فقد قدم للسينما أكثر من 100 فيلم قام بإخراجهم جميعاً، والكثير منها من أهم العلامات في تاريخ السينما المصرية والعربية واكتشف عشرات النجوم والنجمات فكيف إذاً يرحل هكذا في صمت ولا يهتمون به وكأنه لم يقدم أي شيء؟
* حدثينا إذاً عن أهم الأفلام التي قدمها الصيفي والنجوم الذين اكتشفهم؟
بعد أن عمل كمساعد مخرج مع مجموعة كبيرة من المخرجين الرواد مثل أنور وجدي وكمال الشيخ وولي الدين سامح وساعد في إخراج أفلام هامة وكبيرة مثل (لعبة الست) لنجيب الريحاني و(ليلى بنت الفقراء) لليلى مراد وأنور وجدي انطلق كمخرج مستقل وأخرج أول أفلامه عام 1953 (اشهدوا يا ناس) لشادية ومحسن سرحان وقدم بعدها وعلى مدار مشواره أفلاماً مهمة وكبيرة مثل (نشالة هانم) لسامية جمال و(خطف مراتي) لأنور وجدي وصباح و(الحبيب المجهول) لليلى مراد و(سمارة) لتحية كارويكا و(توحة) لهند رستم و(حبيبي الأسمر) لكاريوكا وشكري سرحان و(المليونير الفقير) لإسماعيل ياسين وفايزة أحمد وغيرها من الأفلام الجميلة والرائعة حتى آخر أفلامه (لولا كي) لمعالي زايد. كما أنه تنبأ بنجومية نور الشريف وحسين فهمي ومحمود ياسين ووقف إلى جانبهم حتى وصلوا للنجومية وحصل على تكريمات وجوائز عديدة لدوره البارز في صناعة السينما فيكف بعد كل هذا العطاء يتجاهلونه بهذا الشكل وما ضاعف من أحزاني أن معظم زملائه وتلاميذه لم يبادروا بتقديم العزاء فيه، رغم كل ما قدمه من أجلهم؟ ولكن هذه هي الدنيا!
* في رأيك ما هو السبب في مثل هذا التجاهل؟
الغريب أنهم برروا هذا بأن رحيله جاء وسط غمرة انشغال الوسط الفني والقنوات الفضائية بل والمجلات برحيل الفنان أحمد زكي وأنا لا أعرف سر العلاقة بين رحيل هذا النجم الأسمر الذي حزنت من أجله كثيراً وأعتبره أحد أبنائي وتنبأت له بكل ما وصل له منذ عملي معه في العديد من الأعمال كان من أبرزها (أنا لا أكذب ولكني أتجمل) هذا الفيلم الرائع والجميل . . أقول لا أعرف العلاقة بين رحيله الذي أحزننا وتجاهل حسن الصيفي.
الزوج الأول
* حالة الحزن التي تسيطر عليك تدفعنا لسؤالك . . هل كان حسن الصيفي هو الرجل الوحيد الذي دخل حياتك؟
لا لقد تزوجت قبله مرة واحدة من الفنان الكبير الراحل صلاح ذو الفقار، إلا أن زواجنا لم يستمر سوى عام واحد وانفصلنا وظللنا أصدقاء وزملاء فقط.
* وهل تتذكرين المواقف التي جمعتك به وأدت لاتفاقكما على الزواج؟
(صلاح) كان فناناً كبيراً وجمعتنا مواقف عديدة وأفلام كثيرة وكان هناك شيء ما يجذب كل منا تجاه الآخر وتضاعفت العاطفة بيننا أثناء عملنا في الفيلم الشهير (رد قلبي) فقد جمعتني به ضمن أحداث الفيلم عاطفة جميلة انتهت بالزواج. والطريف أنه في اليوم الذي أعلنت فيه في الفيلم زواجه مني في الفيلم، قال لي: (ما تيجي نخليها جد) وهكذا تحول التمثيل لحقيقة، وذهبنا إلى المأذون فتزوجنا وحضر حفل زفافنا كل زملائنا في الفيلم والوسط الفني بأكمله.
* فيلم ( رد قلبي ) من إنتاج عام 1958 بينما بدأت مشوارك الفني قبل هذا بسبعة أعوام فهل لم يدخل أي رجل آخر حياتك طيلة هذه الأعوام؟
خلال هذه السنوات لم يحدث أن ارتبطت بعلاقة لكوني قررت التفرغ فقط لمشواري الفني, بينما كنت مررت بتجربة ( خطوبة ) واجهها الفشل وسببت لي صدمة نفسية في حينها رغم أنني كنت صغيرة وفي مرحلة المراهقة وقررت بعدها التفرغ لعملي فقط.
* وما هي الأسباب التي أدت لفشل هذه الخطوبة؟
أذكر أن أول دور عرض عليّ كان أثناء دراستي بالسنة الأولى في المعهد, ووقتها طلب مني المخرج ضرورة قص شعري لكي أساير الموضة فقمت بقصه بالفعل فاعترض خطيبي وغضب بشدة, وخيرني بين استمرار الخطوبة أو ترك الفن فاخترت الفن وتم الانفصال. والغريب حقاً أن هذا الفيلم الذي أدى لفسخ خطبتي وقصصت شعري من اجل دوري فيه لم يكتمل لظروف الحرب العالمية الثانية في هذا الوقت وهكذا انتهت علاقتي مع هذا الشاب.
* وهل دخل آخرون غيره حياتك؟
كانت تجارب بسيطة وعادية ربما لم تكن تتجاوز حدود الإعجاب من جانبي ببعض الأشخاص ولكني كنت أفيق بسرعة وأعود لرشدي لكوني لم أكن مستعدة للتضحية بعملي ونجاحي الفني والحق يقال إنني سببت صدمات عديدة لرجال من داخل الوسط وخارجه أحبوني بصدق وسعوا للارتباط بي إلا أنني رفضتهم.
* نعرف أنك مررت بطفولة قاسية وأيام عصيبة. حدثينا عن نشأتك وطفولتك؟
اسمي بالكامل زهرة العلا محمد بكير رسمي من مواليد 1061934 بمدينة الإسكندرية وتحديداً حي محرم بك لعائلة بسيطة وكان لي عدد كبير من الأشقاء عددهم ستة وكان سر الشقاء والمعاناة يكمن ليس في الدخل المحدود لأبي مما كان يحرمنا من أشياء عديدة أنا وأشقائي فحسب بل في كثرة التنقل وعدم الاستقرار بحكم طبيعة عمل والدي الغير مستقرة، فأذكر أننا تركنا بيتنا وأنا في سن الطفولة بعد أن صارت لي صداقات مع أطفال مثلي كنت أحبهم وانتقلنا مجبرين للمحلة الكبرى وبعد أن اندمجت في الحياة هناك بعد فترة من الصعوبة والمعاناة انتقلنا للقاهرة وهكذا عشت طفولتي على سفر!
* ومتى بدأ عشقك للتمثيل؟
منذ طفولتي المبكرة. فقد كان أبي رغم الظروف الصعبة عاشقاً للفن وساعدني هذا فيما بعد لكونه لم يعترض على عملي ورغبتي بل ساعدني في هذا فكان يصطحبني معه لمشاهدة الأفلام الجديدة، بل كان ضيفاً دائماً على مسرح عميد المسرح العربي يوسف وهبي بعد استقرارنا في القاهرة لدرجة أن يوسف وهبي حفظ وجهه من كثرة تردده على مسرحه وصارت بينهما صداقة جميلة مهدت لصداقة أخرى وطيدة بين والدي والفنانة أمينة رزق التي كانت تعجب بآرائه وثقافته رغم بساطته فكان يتكلم بلا تكلف أو مبالغة فيقتنع الجميع به ويتسبب أبي في حبي للتمثيل فكنت أمارسه بين أفراد الأسرة وفي المدرسة قمت بتكوين فريق للتمثيل وأشرفت عليه ودربت التلاميذ وأخرجت الأعمال بنفسي، ونال الفريق إعجاب الجميع ودخلت في منافسات شرسة مع المدارس الأخرى وحصلت المدرسة على المركز الأول وحصلت على جائزة عن هذا النشاط الكبير وكانت هذه هي أول جائزة في حياتي.
يوسف وهبي أبكاني!
* ومتى بدأ مشوارك مع الاحتراف؟
حينما بلغ عمري 13 عاماً أخذني والدي وقدمني ليوسف بك وهبي ليقوم بضمي لفرقة (رمسيس) وقد ظللت أحلم أسابيع وشهوراً بهذا اليوم ولا تتخيلون حالة الارتباك والخوف التي سيطرت علي وأنا متوجهة للقاء عملاق المسرح وبعد اللقاء انزويت وظللت أبكي بشدة.
* لماذا ؟
لأن يوسف وهبي رفض انضمامي للفرقة ليس اعتراضاً منه على موهبتي ولكن لصغر سني فوجدته يقول لأبي (دعها تستمتع بطفولتها) وبعد هذه الصدمة وأثناء بكائي وجدت أمينة رزق تقترب مني وتربت على كتفي وتطيب خاطري، وحينما وجدت إصراراً كبيراً مني قامت بإعطائي خطاباً للفنان زكي طليمات ليقوم بضمي لفرقته وكان الأمر صعباً للغاية بسبب صغر سني وهو ما يتنافى مع قانون المعهد، ثم وافق من أجل أمينة رزق وتوصيتها.
وقام بضمي لفرقته المسرحية التي قام بتكوينها عام 1951 وضم فيها خريجي المعهد وشاركت في عروض هامة وكبيرة لصالح الفرقة أثقلتني جداً أذكر منها (البخيل) و(المتزحلقات) وغيرها و(بجماليون) وبعد فترة انضممت لفرقة إسماعيل ياسين عندما كنت أشاركه بعض بطولات أفلامه وبعد حل الفرقة قدمت مع فؤاد المهندس وشويكار مسرحية (حواء الساعة 12) وهكذا توالى المشوار المسرحي.
* هذا عن المسرح . . ماذا عن مشوارك السينمائي؟
عملي بالسينما جاء عن طريق الصدفة وكانت بحق صدفة جميلة ورائعة فقد كنت لا أزال طالبة بفرقة زكي طليمات، وكنا نقدم عرضاً بعنوان (البخيل) وعند خروجي من غرفتي مسرعة في أحد أيام العرض لكي ألحق بدوري اصدمت بإحدى السيدات اصطداماً عنيفاً جعلها تصرخ فرحت أعتذر لها ثم أسرعت للمسرح، وفي الاستراحة وجدت إحدى زميلاتي تخبرني أن السيدة التي اصطدمت بها هي الرائدة السينمائية العظيمة عزيزة أمير فخفق قلبي بقوة لأنني كنت أتمنى رؤيتها وزعلت جداً من نفسي أن أول لقاء يجمعني بها يأتي بهذا الشكل المحرج وتوقعت أنها ستشكوني لزكي طليمات.
* وهل صدق توقعك؟
لا بل وجدت عزيزة أمير بعد انتهاء العرض تقترب مني وتقبلني وتهنئني على أدائي وموهبتي وأخبرتني أنها تبحث عن ممثلة تؤدي دور فتاة تعاني من مرض عقلي في فيلمها الذي كانت تجهز له بعنوان (خدعني أبي) ورشحتني لأداء دور الابنة المعاقة في الفيلم، وهكذا بدأت مشواري وفي نفس العام شاركت في فيلم (أنا بنت ناس) فتعرف جمهور السينما على وجهي جيداً وشملتني عزيزة أمير برعايتها وقدمتني في عدد كبير من الأفلام التي أنتجتها مثل (أمنت بالله) و(جميلة بوحريد) وأثنى النقاد بشدة على أدائي في أفلام (رد قلبي) و(طريق الأمل) معها أيضاً وهناك بالطبع عدد كبير من الأفلام شاركت فيها مع منتجين ومخرجين آخرين، فكان من الصفات الجميلة التي يتمتع بها منتجو زمان ومنهم عزيزة أمير بالطبع عدم سعيهم لاحتكار الوجوه التي اكتشفوها أو الحجر عليهم كما يحدث حالياً.
* وما هي أبرز وأهم الأفلام التي قمت بتقديمها لصالح منتجين آخرين؟
أذكر بعد إشادة النقاد بي عام 1951 في فيلمي (خدعني أبي) و(أنا بنت ناس) شاركت عام 1952 في خمسة أفلام دفعة واحدة هي (الإيمان) و(صورة الزفاف) و(حضرة المحترم) و(يسقط الاستعمار) وفي عام 1953 شاركت في ثمانية أفلام هي (جحيم الغيرة) و(طريق السعادة) و(شريك حياتي) و(بعد الوداع) و(عائشة) و(اللقاء الأخير) (غلطة العمر) و(نافذة على الجنة) ووصل عدد الأفلام التي قدمتها عام 1954 لتسعة أفلام هي (المال والبنون) و(أنا الحب) و(بنت الجيران) و(آثار على الرمال) و(الملاك الظالم) و(أسعد الأيام) و(ارحم دموعي) و(ليلة من عمري) و(انتصار الحب) وفي عام 1955 قدمت أفلام (مملكة النساء) و(عاشق الروح) و(كابتن مصر) و(أحلام الربيع) و(أماني العمر) بالإضافة ل (أيامنا الحلوة) مع فاتن حمامة وعمر الشريف وعبد الحليم حافظ.
وفي عام 1956 قدمت (نداء الحب) و(قتلت زوجتي) و(الغريب) وعام 1957 (الجريمة والعقاب) و(سجين أبو زعبل) و(الوسادة الخالية) و(إسماعيل ياسين في الأسطول) والفيلم الوطني العظيم (بور سعيد) بالإضافة لفيلم (طريق الأمل) مع فاتن حمامة وشكري سرحان ورشدي أباظة وفي عام 1958 قدمت أفلاماً كثيرة أيضاً أذكر منها (حتى نلتقي) و(سواق نص الليل) و(توحة) و(بحبوح أفندي) و(حياة امرأة) بالإضافة (لجميلة بوحريد) واختتمت مشوار الخمسينات بستة أفلام هي (بافكر في اللي ناسيني) و(الله أكبر) و(الحب الأخير) و(المرأة المجهولة) بالإضافة للفيلم الكوميدي (سر طاقية الاخفاء) مع عبد المنعم إبراهيم وتوفيق الدقن وفي نفس العام قدمت أحد أهم أفلامي بل أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية وهو(دعاء الكروان) مع فاتن حمامة وأحمد مظهر وقدمت فيه شخصية (هنادي) الخالدة في أذهان الجماهير.
(بنت الحتة)
* رغم نشاطك الفني الضخم في حقبة الخمسينات لاحظنا انخفاض عدد الأفلام التي شاركت فيها خلال الستينات . . لماذا؟
لأنني ابتداء من عام 1960 بدأت مشواري التليفزيوني فكنت أحد رواده الأوائل وأذكر أن مشواري معه بدأ قبل استكمال المبنى الحالي وكان العمل يتم بعابدين فكنا نعمل طوال الأسبوع وحقق مسلسل (بنت الحتة) الذي تعاونت فيه مع العملاقين محمود إسماعيل ويوسف مرزوق نجاحاً كبيراً، ووجدت النقاد والصحفيين والجمهور بعده ينادونني بهذا اللقب فظل ملازماً لي رغم تقديمي لعشرات المسلسلات التليفزيونية والإذاعية الأخرى، إلا أن هذا المسلسل ظل أهم وأكبر علامة في تاريخي.
* وماذا عن أهم أفلامك السينمائية في حقبة الستينات؟
في عام 1960 شاركت في أفلام (رجل بلا قلب) و(ثلاث وريثات) و(الرباط المقدس) و(نهر الحب) وعام 1961 أفلام (زوج بالإيجار) و(في بيتنا رجل) و(أنا وبناتي) و(الترجمان) و(عاشور قلب الأسد) وفي العام التالي 1962 قدمت أفلام (غداً يوم آخر) و(الليالي الدافئة) و(ملك البترول) و(جمعية قتل الزوجات) و(أنا الهارب) وابتداء من عام 1963 بدأت أقلل من أفلامي السينمائية ومشاركاتي فاعتذرت عن عدد كبير من الأفلام ورحت أكتفي بفيلمين أو ثلاثة وأحياناً فيلم واحد سنوياً لانشغالي تليفزيونياً وإذاعياً فلم يكن يمضي عام إلا وأقدم مسلسلاً جديداً للتليفزيون وأكثر من أربعة وخمسة أعمال للإذاعة، فأذكر في عام 1963 لم أقدم سوى فيلم واحد للسينما وهو (المجانين في نعيم) مع إسماعيل ياسين وفي عام 1964 قدمت فيلمين هما (من أجل حبي) بالإضافة ل (بنت الحتة) الذي تم تحويله للسينما بعد نجاحه الضخم في الإذاعة.
وفي عام 1965 اكتفيت بفيلم (الشقيقان) وعام 1966 (مبكى العشاق) و(الزوج العازب) ثم عدت في عام 1967 لتكثيف نشاطي بالسينما فقدمت أربعة أفلام هي (أشجع رجل في العالم) و(الست الناظرة) و(ابن الحتة) الذي تم تنفيذه ليرد على (بنت الحتة) بالإضافة لفيلم (اللقاء الثاني) الذي كان بمثابة النقلة الكبرى في حياتي لأدوار الأمومة بعيداً عن أدوار الشباب.
* بمناسبة الحديث عن فيلم (اللقاء الثاني) . . نعرف أنك جسدت فيه شخصية أم الفنانة الراحلة سعاد حسني وكنت آنذاك شابة كيف اقتنعت بمثل هذه النقلة الخطيرة في مشوارك؟
لقد رفضت بشدة رغم إلحاح وإصرار منتجة الفيلم (آسيا) عليّ إلا أن زوجي المخرج حسن الصيفي راح يلح عليّ ويقنعني مؤكداً لي أن هذا سيحسب لي ويؤكد أنني قادرة على أداء كافة الأنماط والنماذج، فوافقت على أداء شخصية الأم التي تُصاب بالمرض والعمى رغم أن عمري كان 33 عاماً فقط وتقمصت شخصية الأم العجوز ووجدت كل النقاد يثنون على أدائي ولا أنسى ما كتبه الأديب الكبير الراحل يوسف السباعي عني بعد هذا الفيلم، عندما قال إن زهرة العلا تفوقت على . . زهرة العلا!
* ولكنك عدت في الفترة التالية لتقديم أدوار شابة كما شاهدناك في فيلمي (نشال رغم أنفه) و(المجانين الثلاثة)؟
هذان الفيلمان كانا آخر مرحلة الشباب بالنسبة لي وأذكر أنهما كانا آخر فيلمين لي في حقبة الستينات ثم توقفت عن السينما نحو ثلاثة أعوام لانشغالي ببيتي ورعاية أبنائي (أمل ومنال) من جهة، ومن جهة أخرى لإعادة حساباتي الفنية وتجهيز نفسي للخطوة التالية في مشواري، ولهذا حينما عدت عام 1973 كنت مقتنعة تماماً بأن أدوار الشباب لم تعد صالحة لي وألا أكون خادعة لنفسي، فقد ظهر جيل جديد من الفنانات أصبحن الأصلح لهذه الأدوار، فانتقلت بالفعل لأدوار الأمومة أو السيدة المسؤولة قوية الشخصية بما يتناسب مع مرحلتي الجديدة وبالفعل عدت بهذه الأدوار، وضاعفت من نشاطي مرة ثانية فكنت أقدم أربعة وخمسة أفلام سنوياً.
* إذاً حدثينا عن أهم الأفلام التي شاركت فيها في هذه المرحلة؟
أذكر عام 1973 فيلمي (السكرية) و(الحب الذي كان) وعام 1975 (يوم الأحد الدامي) و(الضحايا) و(الرداء الأبيض) وعام 1977 (من أجل الحياة) و(دعاء المظلومين) وعام 1978 (وضاع العمر يا ولدي) و(القضية المشهورة) وأحلى أيام العمر( وعام 1979) سكة العاشقين (وحساب السنين) وغير هذا من الأفلام الكثيرة التي قدمتها خلال هذه الفترة.
* وماذا عن نشاطك السينمائي في حقبة الثمانينات؟
شاركت أيضاً في عدد كبير من الأفلام لعل من أبرزها (الأخوة الغرباء) عام 1980 و(صراع العشاق) 1981 بينما قدمت في عامي 1982 و1983 عدداً كبيراً من الأفلام منها (فتوة الجبل) و(ضاع حبي هناك) و(رجل في سجن النساء) و(سواق الأتوبيس) و(أنا مش حرامية) ثم اكتفيت في عام 1984 بفيلم كوميدي واحد هو (حادي بادي) وفي عام 1985 فيلمي (ملائكة الشوارع) و(شيطان من عسل) وعام 1986 (مشوار عمر) و(سترك يا رب) و(حد السيف) وفي العام التالي 1987 مثلت (العرضحالجي) و(قضية نصب) واختتمت فترة الثمانينات بفيلم (أيام الرعب).
كلام فارغ
* رغم عطائك الفني الكبير فوجئنا باختفائك من شريط السينما في حقبة التسعينات فلا نكاد نذكر لك سوى فيلمين فقط هما (حكاية لها العجب) و(بنت الباشا الوزير) والفيلمان إنتاج عام 1990 و1991 وكان آخر فيلم لك هو (أرض أرض) مع فاروق الفيشاوي وإلهام شاهين وأشرف عبد الباقي . . فأين أنت من السينما طيلة الأعوام الماضية؟
هذا السؤال يمكنكم توجيهه للمخرجين والمنتجين وليس لي، لقد فوجئت بموقف غريب منهم وهو عدم ترشيحي لأي عمل جديد وبالطبع مشواري وخبرتي يمنعاني من دق باب أي منتج أو مخرج طلباً للعمل بعد كل هذا التاريخ الطويل!
* عفواً سيدتي بعض هؤلاء المخرجين أكدوا لنا أن تقدم العمر بك وعدم تركيزك في حفظ الأدوار هو السبب الرئيسي في هذا؟
(غاضبة): إنه كلام فارغ ويحزنني بشدة لأن معناه أنني وصلت للشيخوخة والعجز وهم بهذا يسيئون لي أكثر مما يبررون تصرفاتهم وإذا كان كلامهم هذا صحيحاً فكيف إذاً عملت وشاركت في العديد من المسلسلات التليفزيونية والإذاعية خلال هذه الحقبة ومعروف أن العمل بالتليفزيون أكثر صعوبة وإجهاداً لكثرة عدد الحلقات التي نقوم بتصويرها.
* فوجئنا بك قبل بضعة أعوام تعلنين عن مزاد لبيع مقتنياتك الخاصة وأكد الكثيرون أن السبب في هذا هو إعلان إفلاسك . . فأين الحقيقة؟
هذا كلام غير حقيقي، نعم أنا رغم كل الأفلام التي قدمتها وتجاوز عددها الـ 120 فيلماً بالإضافة لـ 55 مسلسلاً تليفزيونياً و80 مسلسلاً إذاعياً والعديد من المسرحيات، ورغم هذا لم أكسب الكثير مثل غيري مادياً فالمكسب الفني والأدبي كان هو شاغلي الأكبر والأهم، إلا أنني والحمد لله (مستورة) ولم أصل أبداً لمثل هذه الدرجة كما أشاعوا عني.
* تعاونت خلال مشوارك مع عشرات المخرجين بمن منهم تعتزين؟
بالكثيرين بالطبع وفي مقدمتهم صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسن الإمام وهنري بركات وعاطف الطيب.
* ولماذا لم تذكري زوجك حسن الصيفي بين هؤلاء؟
لأنه زوجي أولاً يرحمه الله وثانياً لأن عطاءه وتاريخه ليس في حاجة لشهادة مني.
* في حديث سابق أكدت أن المخرجة أنعام محمد علي هي أفضل من تعاونت معها تليفزيونياً . . لماذا؟
هذا الكلام نشر بعد تعاوني معها في المسلسل الرائع (الحب وأشياء أخرى) فقلت أنها من أفضل من تعاونت معهن ولم اقل إنها أفضلهن على الإطلاق كما نشر وهي بلا شك مخرجة قديرة ورائعة.
* وهل هناك أعمال شاركتي فيها وندمت عليها؟
نعم أفلام كثيرة خاصة مما قدمته في الثمانينات وكدت أتسبب في الإساءة لتاريخي بأكمله بسببها وأحمد الله أنني أفقت بسرعة قبل الاستمرار في الخطأ.
* فنانتنا الكبيرة زهرة العلا مع من تقضين أمتع أوقاتك حالياً؟
أمتع أوقاتي أقضيها في الصلاة وقراءة القرآن الكريم والعبادة بصفة مستمرة كما أن عندي ثلاثة أحفاد هم (محمد) و(محمود) و(يوسف) يملأون عليّ حياتي وأستمتع بوجودهم الدائم معي وحينما يتركونني للذهاب لدراستهم أشعر بفراغ كبير فهم يملأون عليّ البيت.

..... الرجوع .....

تحت الضوء
الطب البديل
الفن السابع
الفن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
أنت وطفلك
الملف السياسي
العمر الثالث
استراحة
تقرير
إقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
مجتمعات
من الذاكرة
روابط اجتماعية
شباب
x7سياسة
الحديقة الخلفية
صحة وغذاء
شاشات عالمية
رياضة
تميز بلا حدود
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved