الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Tuesday 21st March,2006 العدد : 165

الثلاثاء 21 ,صفر 1427

مرور الرياض:
من أجل حملة ناجحة!
يبذل مرور الرياض جهداً كبيراً للحد من استهتار قائدي المركبات، بمعاقبتهم على السرعة الجنونية التي أصبحت سمة في هذه المدينة المكتظة بالناس والسيارات.
***
كل مداخل الرياض ومخارجها وطرقها السريعة زرع فيها رجال المرور، وأقيمت حولها نقاط تفتيش لإيقاف من تتجاوز سرعته من السائقين على ما هو محدد ومسموح به في هذه الشوارع.
***
وهي نقاط تفتيش متحركة من حيث المكان والزمان بقصد مفاجأة السائقين المستهترين بِمَا لم يتوقعوه، فيما لو أنهم تجاوزوا السرعة المحدّدة المسموح بها لهم، إذ سيكون رجال المرور بانتظارهم مع قسيمة المخالفة.
***
لكن وبعد عدة شهور من هذا الجهد الكبير لم أرَ إقلاعاً عن السرعة أو تهدئة لها من لدن السائقين، ربما لأن مبلغ الغرامة لا يساوي شيئاً أمام رغبة هؤلاء في قيادة مركباتهم بتهوّر وجنون.
***
ولهذا، فقد يكون من الأفضل أن تكون الغرامة المالية تصاعدية تتناسب مع تكرار المخالفة، وقد يكون ضرورياً أن تنتهي الغرامات المالية وتتوقف عند عدد محدد من المخالفات، بحيث يستعاض عنها بأخذ قائد المركبة إلى غرف الإيقاف، مع سحب رخصة القيادة منه إذا لم يرتدع بعد ذلك، وبالتالي منعه لبعض الوقت من حقه في قيادة سيارته.
***
هناك مخالفات مرورية كثيرة ومتنوِّعة، والتركيز على المحاسبة عن السرعة - مع أهميتها - لا يكفي، إذ لا بد من النظر أيضاً وبجدية للمخالفات الأخرى، وبينها تجاوز إشارات المرور وهي حمراء، وهذه في نمو وازدياد كما هو ملحوظ، وتحتاج هي الأخرى إلى عقوبات صارمة، وقبل ذلك إلى متابعات دقيقة.
***
ولا ننسى أولئك الذين يقودون سياراتهم في اتجاه معاكس، أو يخترقون انسياب حركة السيارات في الطرق السريعة بالانتقال من اليسار إلى اليمين ثم العودة من اليمين إلى اليسار في مشهد يتكرَّر أكثر من مرة ومن أكثر من سائق في شارع واحد وزمن واحد.
***
إنها مسؤولية كبيرة، أعرف أن رجل المرور وحده دون مساعدة السائقين لا يمكن أن يضبط حركة السير، وليس بمقدوره أن يحد أو يلغي الحوادث المرورية الدامية، وإنه بحاجة إلى تعاون الناس معه ومساعدته على أداء واجبه ومهمته.
***
لكني أعرف أيضاً أن الاستهتار بالتعليمات والأنظمة من قبل السائقين ربما كان مرده إلى المرونة والتسامح من أجهزة المرور مع مَنْ يخالف النظام، بسبب بعض الشفاعات التي قد يكون مقبولاً الاستجابة لها حين لا تكون لأشخاص هم دائماً ضيوف لدى أمكنة الإيقاف في مرور الرياض.
***
لهذا، رأيت أن أطلع مدير مرور الرياض العقيد عبد الرحمن المقبل على بعض ما اعتقدت أهميته من ملاحظات وانطباعات عن حالة المرور في الرياض، وأن أذكِّره بأن الحملة التي يقوم بها مرور الرياض يجب أن تستمر.
***
ولعله يفكر في تفعيل دور رجالات المرور الذين يتولون ضبط المخالفات بسيارات مدنية تجوب شوارع الرياض بزيادة عددهم، وزيادة المساحة التي يتحركون فيها مع زيادة ساعات التغطية المرورية من أجل هذا الغرض، وذلك للتعرّف أكثر على المخالفين الأكثر خطورة؛ وأعني بهم مَنْ يتجاوزون إشارات المرور وهي حمراء، أو يأخذون خط سير معاكساً، أو مَنْ يضايقون سيارات الغير التي تسير أمامهم ملتزمين بحدود السرعة المسموح بها، بينما هم يريدون منها أن تتجاوز ذلك أو تفتح الطريق لهم ليمارسوا استهتارهم، وإن لم تفعل ذلك فقد يتعرض هذا السائق الملتزم بالنظام من سائق متهور وضع صدام سيارته بمحاذاة سيارة الملتزم بنظام المرور وربما الاحتكاك بها، وتعريض نفسه وغيره للخطر.


خالد المالك

محاولات مبكرة لغرس القيم
كيف ننشئ أطفالاً مسؤولين؟!
الطفل ليس عنصراً هامشياً كما يعتقد البعض، بل فردا له مكانته بين أفراد الأسرة، وله كينونته الخاصة، يحب المسؤولية ويتحملها حين نعطيه الثقة في نفسه، ونوكل إليه مهاماً ونساعده على إنجازها، فإذا أردنا أن ننشئ أطفالاً يحملون المسؤولية ويتحلون بروحها، ولديهم القدرة والاستعداد على إتمام واجباتهم المنوطة بهم، لا بد أن نبصرهم بكيفية ذلك، ونمد لهم يد العون، ونشعرهم باهتمامنا بهم وبأهميتهم في الكيان الأسري؛ لأن ذلك يحفز لديهم كل الطاقات الذهنية، والبدنية، والعقلية لاحترام العمل وحمل المسؤولية وإن كانوا صغاراً.
ولا يختلف الأطفال الذكور عن الإناث في هذه الخاصية - خاصية حمل المسؤولية وإنجاز المهام الموكلة اليهم - خاصة حينما يدركون وسائل الإنجاز، ويعرفون المخاطر المترتبة على إتمام العمل الموكل إليهم.. وهناك خطوات وتوجيهات سهلة لو اتبعناها لأمكن لنا صناعة جيل من الأطفال المسؤولين الذين يمكن أن نركن إليهم ونعتمد عليهم في بعض المهام المتعلقة بهم، والاهتمامات التي نخصهم وتحظى باهتمامهم، لا سيما ذات الفائدة المباشرة لهم، هذا فضلا عن ان تلك الخطوات تساعدنا في تربية جيل يستطيع الاعتماد على نفسه في المستقبل تحت أي ظروف قد تواجهه.
ويبدأ تدريب الأطفال على هذه الصفات الجيدة من خلال تكليفهم ببعض الأعمال المنزلية، حيث ان هذا يعدهم الى مجتمع يرتكز على أفراد ناضجين ونابهين، وكل منهم يعرف دوره وواجبه في الحياة.. في بداية الأمر يتوقع الطفل ان نوكل اليه مهاماً سهلة ومقدوراً عليها، وان نراعي قدراته الجسدية والعقلية، وظروفه الصحية، ومراعاة أوقات راحته، وأوقات الترفيه لديه حتى لا نخلق لديه كراهية تجاه ما يوكل إليه من أعمال، ويكون ذلك من خلال لائحة وجدول يلتزم به ضمن مهام الأخوة بالبيت إن كانوا مجموعة.
مسؤولية مبكرة
ليست العبرة في حجم المسؤولية التي نود تدريب الأطفال عليها بقدر ما هي في الحرص على غرس هذه القيم لدى الأطفال وهم في سن مبكرة حتى لا يعتاد على الاتكالية واللامبالاة، والاعتماد على غيره حتى إذا جاء وقت تكليفه نجده يستنكر ذلك ويراه ضرباً من العيب او الاستصغار.. وقد حدد علماء النفس، وخبراء التربية، واختصاصيو علم النفس الأسري السنة الثالثة كبداية لتعويد الطفل على أن يتلقى تعليمات ويقوم بتنفيذها بشكل صارم، والأهم من ذلك ألا تكون العادة متقطعة أو موسمية، بل ان يكون ذلك النشاط يومياً؛ لأن المسؤولية لا تعرف التراخي، وتحتاج إلى الجدية والاستمرارية، وذلك من خلال الحفاظ على ألعابه ومقتنياته الخاصة أو إعدادها في خانة محددة داخل الدولاب أو يخصص لها مكان في غرفته، بحيث تكون مرتبة، وكذلك كل الأشياء المتعلقة به خصوصاً إعداد ملابسه التي تحتاج الى تنظيف، وعلى الأم أو الأب التنبه الى عدم اعطاء الطفل فرصة لكي يقول (لا أعرف.. ماذا أفعل؟!) بل نبصره بكل شيء قبل أن يسأل عنه حتى لا ندع له مبرراً للتقاعس او عدم إتمام العمل أو ادعاء عدم المعرفة بما هو مطلوب منه، او نسيان ما هو مكلف به في بعض الأحيان؛ لذا يلزم تبسيط الأعمال المنوطة بالطفل، وتذكيره بها من خلال وضع جدول للأعمال يستضيء به الأطفال في المنزل حتى يعرف كل منهم مهامه.
الهدف والغاية
الهدف من ذلك ليس أننا بحاجة إلى جهود هؤلاء الصغار، بل من أجل تحفيزهم على المشاركة في الأعمال المنزلية، بغرض تطوير العادات الجيدة لديهم، وتنمية روح المسؤولية، ومن هنا يجب ألا نتوقع منهم دوماً ان ينجزوا تلك الأعمال بشكل مثالي، وهذا يتطلب عدم انتقادهم في حال اخفاقهم في إنجاز مهامهم بشكل جيد، بل يجب شكرهم على ذلك وعدم محاولة إتمام العمل او اعادته أمامهم حتى يفقدوا الثقة بأنفسهم، بل يجب ان تتعمد الام مساعدة الصغار دون ان يشعروا بذلك، من خلال تخفيف العمل الموكل إليهم.
ولكي تسير الخطة بنجاح، وتؤتي أكلها يجب مراعاة عامل السن بحيث تزداد المسؤولية مع عمر الطفل، كمّاً ونوعاً، خصوصاً في مجال الأشياء المتعلقة به: سريره، ملابسه، غرفته وهكذا.. وحتى لا يشعر الطفل بالضيق والضجر من هذه المسؤوليات يجب ألا تتعارض مع أوقات الراحة لديه، أو المذاكرة، ففي هذه الحالات يمكن اعفاؤه، وهذا من شأنه ان يجعله يتقبل المسؤوليات بصدر رحب في الأوقات المناسبة.. هذه الطريقة فضلا عن كونها ستساعده في تحمل المسؤولية، فإنها ستعلمه أن العمل الجماعي سلوك مهم وأسلوب فاعل في القيام بالأعمال مهما كانت كثيرة أو صعبة؛ فهي أيضاً تنمي لديه روح العمل الجماعي.
ومن المناسب ان نضع عقوبة كل تأخر أو اهمال عمل معين بحيث يدرك الطفل انه اذا ترك هذا الواجب فسيطوله عقاب محدد، مثلما أنه حينما ينجزه سيجد الشكر والتقدير والاشادة امام اخوته، فقانون الثواب والعقاب فيه انصاف وعدل بحق من تكون عليه واجبات، والاطفال اكثر تأثراً بالمدح وأكثر خوفاً من العقاب.
بهذه الطريقة تستطيع الأم أن تنجز كل الأعمال في المنزل بمساعدة الأطفال، كما يمكنها أن تربي جيلا قادرا على تحمل المسؤولية منذ نعومة أظافرهم وتغرس فيهم قيم تقدير العمل والاهتمام به ومحاولة تحسينه.. وهذه أشياء مهمة في حياة الإنسان.

..... الرجوع .....

الطب البديل
الفن السابع
فن العربي
عالم الاسرة
المنزل الانيق
نادي العلوم
أنت وطفلك
خارج الحدود
الملف السياسي
استراحة
اقتصاد
حياتنا الفطرية
منتدى الهاتف
تحقيق
مجتمعات
روابط اجتماعية
شاشات عالمية
تميز بلا حدود
تقارير
سوق الانترنت
الحديقة الخلفية
دراسات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved