Al Jazirah Magazine Tuesday  27/03/2007 G Issue 212
أنت وطفلك
الثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1428   العدد  212
 
الحماية الزائدة تجعل طفلك اتكالياً

 

 

تمارس بعض الأمهات حمايةً زائدةً على أبنائهن، فتخاف عليهم من كل كبيرة وصغيرة، وتمنعهم من متعة التجربة التي يمكن أن يستفيدوا منها مستقبلاً. وهذه الطريقة، وإن كانت تعتبرها الأم ضرورية لحماية ابنها من أي أذى قد يلحق به، لكنها وسيلة هدامة لشخصيته.

اطلعت من الاستشارية الأسرية في (دار الإبداع) نورة الصفيري على سلبيات الحماية الزائدة لأولادنا؛ إذ ذكرت الآتي:

تمارس الأمهات أحياناً سلوكاً سلبياً في تربية الأبناء، وذلك تبعاً لخلفياتهن الاجتماعية والثقافية، فيميل البعض منهن إلى استخدام النقد والمقارنة بين الأبناء أو الأقارب والأصدقاء، فيما يتبع البعض الآخر أسلوب السخرية، فيتحول الطفل إلى شخص فاقد للثقة. وتستخدم بعض الأمهات أسلوب العقاب الجسدي الذي يتسم أحياناً بالقسوة والعنف؛ مما يدمر شخصية الطفل ونفسيته.

وفي مقابل هذه الأنماط السلوكية الخاطئة في التربية ثمة مَن يتبع أسلوب الدلال والحماية الزائدة؛ مما يعيق تحقيق شعور الطفل بالاستقلالية والثقة في قدراته، وهذا يشجعه على الاعتماد المفرط على والديه والاتكال عليهما.

وفي هذا الإطار ترى الاستشارية الأسرية نورة الصفيري أن بعض الأمهات يبالغن في الاهتمام بأبنائهن وصولاً إلى الدلال المفرط والضار، مشيرةً إلى أن هذا السلوك يحرم الطفل من بناء الثقة بنفسه واستقلاليته؛ فهؤلاء الأهل يبالغون في تحمُّل المسؤولية عن أولادهم؛ مما يحرم أبناءهم من التعلم عن طريق التجربة والخطأ. وينعكس أيضاً هذا السلوك على نظرة الطفل لذاته، فيشعر بعدم قدرته على التعلم من خلال الخوض في التجارب اليومية التي تواجهه سواء في البيت أو مع أقرانه في المدرسة.

خطوات مفيدة

وعن كيفية تعامل الأم مع أبنائها ومنحهم المشاعر والحب باتزان ودون إفراط تدعو الصفيري إلى اتباع الخطوات التالية:

* منح الأطفال الفرصة لاتخاذ القرارات وتحمل نتيجتها (ما عدا الأمور الخطرة).

* الثقة في قدرة الطفل على التعلم من خوض التجربة.

* استخدام أسلوب في التربية يهتم ببناء مشاعر المسؤولية والثقة في النفس لدى الأطفال أكثر من الصورة المرسومة والمتوقعة منهم في المجتمع.

انعكاس لصورة الأهل

وتشرح الصفيري أهم الأسباب التي تدعو أحد الوالدين أو كليهما إلى فرض طوق من الحماية الزائدة على الأبناء بالقول:

* إذا تربّى الأب أو الأم في ظلّ محيط يعتمد أسلوب الحماية المفرطة والدلال فسيتبعان الأسلوب ذاته مع أطفالهما.

* بعض الأمهات يعتقدن أن من واجبهن أن يقمن بكل شيء بدلاً عن أطفالهن.

* بعض الأمهات، وخصوصاً غير العاملات، يفضّلن أن يبقى أطفالهن معتمدين عليهن ليشعرن بأهميتهن في حياتهم.

* بعض الأمهات يرين أطفالهن امتداداً وانعكاساً لصورتهن في المجتمع؛ فنراهن يبالغن في تحمل مسؤولية أطفالهن ويفعلن كل شيء لأبنائهن حتى يتأكدن من أن أطفالهن يظهرون بالشكل الملائم في المجتمع.

علاقة متوازنة

وتعرّف الصفيري الشخصية المستقلة للطفل بأنها نتاج التربية التي تسمح له بالاختيار، وتشجعه وتعترف بحقوقه وتحترمها، وتضع له معايير واقعية تركز على نقاط القوة لديه وتشجعها بعيداً عن المبالغة في الحرص على مظهره وصورته أمام المجتمع.

وتضيف الصفيري: إن اتباع الأهل هذا الأسلوب يجعل الطفل قادراً على الاعتراف بأخطائه، فيحاول التعلم منها وعدم تكرارها في المستقبل؛ مما يشجعه في الاعتماد على ذاته واحترام نفسه والآخرين، ويحفز لديه القدرة على التركيز وإتمام واجباته.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة