Al Jazirah Magazine Tuesday  27/03/2007 G Issue 212
روابط اجتماعية
الثلاثاء 8 ,ربيع الاول 1428   العدد  212
 
الإساءات الزوجية في كتاب

 

 

إعداد: وفاء الناصر

العنف اللفظي في الزواج.. كيف نضع أيدينا عليه وكيف نواجهه؟ هذا هو العنوان الذي اختارته الكاتبة باتريشيا إيفانز لكتاب أصدرته حول ما تقول إنه يمثل معاناة شريحة صامتة وحائرة من النساء.

إن كان ثمة فرق بين العنف اليدوي والعنف اللفظي فهو أن الأول يكون إثباته أمام القضاء بخلاف الاعتداء بالكلمات البذيئة والإهانات.. وانطلاقاً من ذلك ترى إيفانز أن ضحايا الإهانات اللفظية من النساء هن الأكثر حاجة إلى التعاطف، بالنظر إلى أنهن يعانين بصمت ولا يجدن من ينصفهن.

صحيح أن الإساءة اللفظية لا تسيل دماً ولا تسبب ورماً في الرأس، لكنها تحتاج أضعاف ما يحتاج إليه الاعتداء البدني من وقت لكي تشفى، وضحية هذا النوع من الاعتداء غالبا ما تعيش في حيرة متنامية؛ إذ إنها تعيش مع رجل بوجهين، فهو أمام الناس شخص حلو اللسان يتقطر لطفا وأدبا، وفي مواقف أخرى يصب كل بذاءاته على رأسها.

تسلط الكاتبة الضوء على شريحة من النساء اللاتي يتوصلن إلى قرار لا رجعة فيه بالانفصال عن الزوج المسيء من دون أن يفضحن أنفسهن بالإفصاح عن سبب القرار، وأحياناً تفضل المرأة أن تلتزم الصمت لأن في قلبها بقية عاطفة صادقة تجاه الرجل الذي ألحق بها الأذى النفسي على الرغم من كل فظاظته.

وبالتالي فإن ذلك الرجل الذي أصبح يحمل لقب (الزوج السابق) سيظل في نظر الناس ذلك الرجل اللطيف العطوف المحب، وسيظل السؤال عن سبب الطلاق مائلاً على شفاه الجميع من دون أن تتجرأ المرأة على الإفصاح عن التناقض الذي يعتمل في داخلها.

تتطرف إيفانز في جانب من كتابها إلى التحليل النفسي العام للزوج المسيء ذي اللسان السليط، وتقول: إن ذلك السلوك ينم عن شخصية متسلطة غير مستقرة ولا تشعر بالأمان، وغير متسقة مع الكيفية التي تظهر أمام الناس، كما يتصف صاحب هذه السمة برغبته الدفينة في السيطرة على الآخرين وتسييرهم وفق هواه حتى في أدق الشؤون، ولما كان عاجزاً عن تنفيذ ذلك في علاقته مع الناس، فإنه يجد في زوجته الشخصية المثالية لتحقيق ذلك.

في الجزء الأخير من الكتاب تعمد الكاتبة إلى تعداد أنواع السلوكيات التي يمكن تصنيفها في خانة العنف والإساءة.. حتى وإن لم تتضمن اعتداء بدنياً ظاهراً، ومن ذلك السلوكات ما يأتي:

الصمت المتعمد:

حين يعتاد الرجل الرد على كلام الزوجة بالنظرة الصامتة التي تنم عن احتقار.

المناكفة المتعمدة:

حين يترصد الرجل كل ما تقوله الزوجة ليقف منه موقف المعارض بحدة، حتى وإن كان ما تقوله الزوجة هو نفسه ما كان الرجل يدافع عنه بنفسه.

الاستهزاء المقصود:

حين يتعمد الرجل أن ينتقص من قدر زوجته ويحط من شأن ما تقوله.

الإشاحة المتعمدة:

في بعض المواقف يشيح الرجل بوجهه عن زوجته بطريقة استعلائية وقبل أن تكمل الجملة التي في فمها، وكأنه يقول لها إن ما تقوله لا يساوي شيئاً.

الاتهام واللوم المستمران:

عادة ما يتضمن هذا الأمر قيام الزوج بوضع فرضيات وهمية حول نيات الزوجة، ومن ثم بناء استنتاجات فجة وخاطئة عن تلك الفرضيات.

اللقب المهين:

من الناحية الأخلاقية ليس من حق أحد أن يناديك بلقب غير مستحب أو مسيء، ومع ذلك قد يصر الزوج على اختيار اللقب الذي يترك في نفس الزوجة أسوأ أثر ممكن.

الأوامر الفجة:

من الإساءة بحق المرأة أن يتم أعطاؤها أوامر بالطريقة العسكرية الفجة التي تنم عن فوقية متغطرسة.

الغضب الدائم:

قد يغضب المرء في مواقف معينة، ولكن عندما يصبح الغضب سلاحاً دائماً من جانب الرجل، ويتم خلال نوبات الغضب الصياح بأعلى صوت وأحياناً تكسير الأشياء فإنه يدخل في باب الإساءة النفسية البالغة للطرف الآخر الذي قد يصاب بالذعر ويشعر بعدم الأمان.

السب والشتائم:

لا يختلف اثنان على أن الشتائم تعد إساءة بالغة تحفر عميقاً في النفس وتولج الأسى في القلب، وتظل تشكل مرارة على مدى شهور وسنوات.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة