يسعد كثير من الآباء والأمهات حين يوفرون لأولادهم وسيلة تنقلهم من المدرسة إلى المنزل، ولا يركزون كثيرا على هذه الوسيلة ومدى توفر وسائل الأمن والسلامة فيها كما لا يكلفون أنفسهم عناء السؤال عن سائق الباص وأخلاقه وطريقته في القيادة ومدى إدراكه لعظم الأمانة التي يحملها وهل يفرق بين هؤلاء الأطفال وبين قطع الأثاث.
إن المتأمل لأحوال باصات نقل الطلاب وخاصة تلك التي يديرها العمال دون حسيب أو رقيب يجد المخاطر الكبيرة في أبشع صورها، فحينما لفت انتباه احدهم كيف يمشي بالباص وبعض الأطفال متعلق بالصدام والآخر يطل بنصف جسمه خارج النافذة رد بقوله (أنا ما في مسؤول هذا ولد هو مسؤول) ولم استغرب رده إذا عرفت انه مجرد عامل بسيط لم يأت إلينا ليحافظ على أطفالنا بل ليجمع اكبر قدر ممكن من المال.
والعتب ليس عليه وحده بل العتب كل العتب على الآباء والأمهات لتهاونهم المفرط وعلى المسؤولين عن هذا الوضع المأساوي.
لكن مما يطمئننا ما نسمعه منذ عدة سنوات بان مشروع النقل المدرسي سيبدأ العام القادم وفق أساليب الأمن والسلامة المعروفة وبأسعار رمزية.
وعندما هددت ذلك العامل بقرب موعد المشروع المنتظر رد بابتسامة خبيثة وقال (انتا فيه صدق هذا كلام؟). ودمتم.
سعد بن محسن التركي
saadturki@yahoo.com