Car Magazine Wednesday25/07/2007 G Issue 34
استطلاع
الاربعاء 11 ,رجب 1428 العدد34
تزيين السيارات.. صرعة شبابية!

القاهرة - مكتب الجزيرة - أحمد شامخ *:

موضة تزيين السيارات أصبحت ظاهرة جديدة تجتاح الأوساط الشبابية في العالم العربي بشكل يجعلها أقرب الى لعبة طفولية منها الى السيارة فتحت شعار (دلع سيارتك .. اقلبها فله) امتلأت أسواق تزيين السيارات في الدول العربية بكل ما هو جديد من خلال الإكسسوارات التي تلفت انتباه الغير من الموضة ويتسابق الشباب على كل ما هو مميز ويكرسون أوقاتهم وجيوبهم في سبيل إظهار سياراتهم بالمظهر الذي يليق بهم.

وقد تحولت ظاهرة تجميل السيارات إلى هوس يمارسه الشبان الراغبون في التميز من خلال عدة طرق منها نفخ هيكل السيارة وتركيب جنوط عريضة ذات أشكال غريبة و تركيب اسبيلر على شنطة السيارة وتعتيم الزجاج بالفامية الأسود وتحويل السيارة إلى صالة عرض وذلك بوضع ماكينة من الاستريو ذات الجودة العالية Sub woofers ووضع أنوار مضيئة أسفل هيكل السيارة وعلى أبواب السيارة الجانبية واستخدام الكاشفات المتعددة الألوان واستخدام شكمانات التربو واستخدم ميكرفون وسرينة وتدليع الفرش الداخلي للسيارة علاوة على الألوان الزاهية التي تزيد السيارة جمالاً.

ويلجأ الشباب الى وضع عبارات مبتكرة وكتابات ورسومات غريبة على الزجاج الخلفي للتميز ولفت الأنظار إليهم كنوع من الزينة بالإضافة لوضع علم الوطن أو نادي معين نسبة للانتماء لهذا الوطن أو النادي والجديد في هذه الظاهرة هو اختيار عبارات غزلية غالبيتها بلغات أجنبية لجذب الفتيات اللاتي تجذبهن مثل هذه المظاهر ووضع صور لشخصيات كرتونية ورياضية. كما انتشرت في الآونة الأخيرة أيضا ظاهرة استخدام شعارات الماركات التي تحمل أسماء كبار المصممين العالميين.

ويشير صالح المرزوقي، طالب بجامعة 6 أكتوبر إلى أن البعض من الشباب في بداية امتلاكهم للسيارات يحاولون جذب الأنظار إليهم، والاستعراض بها أمام أقرانهم فيبتكرون العبارات والرسومات التي يرون أنها تميز سيارتهم، وتلفت الأنظار إليها مشيرا إلى أنه يحرص على تركيب ملصق صغير يحمل اسم منطقته، كنوع من إظهار الحب لبلده ومسقط رأسه, مؤكدا على أن هذا الملصق لا يتسبب في حجب الرؤية، نظرا لصغر حجمه، وبالتالي لم يتعرض للمنع من قبل المرور.

ويوضح أن الهدف هو تزيين السيارة إلا أن بعض الناس ينتقدون هذه الملصقات ويرون أن بعضها تتضمن عبارات ورسومات تخدش الحياء، وتعطي انطباعا خاطئا عن الشباب فضلا على تغطيتها للزجاج الخلفي، مما يحجب الرؤية، ويتسبب في الحوادث المرورية.

وقال أحمد عبدالوهاب، طالب بجامعة عين شمس: إن التميز هو الذي يدفع الشاب لتزيين سياراتهم لأنهم في هذا الوقت يبحثون دائماً عنه بشكل مختلف ومتجدد خاصة أن الشاب في سنوات الدراسة غير قادر على تغيير سيارته حسبما يشاء، لكنه يمل ويرغب بالتجديد وفي هذه الحالة فإن تغيير المظهر حل وسط مناسب. وأقترح إقامة معارض متخصصة يشارك فيها كل شاب بسيارته وتخصيص جائزة سنوية حتى لو كانت رمزية لأجمل سيارة شبابية على هامش مهرجان جدة.

وأشار محمد حسين، بائع بأحد محلات تزيين السيارات، أن زينة السيارات وتغيير مظهرها يختلف من شاب إلى آخر بحسب ذوقه وثقافته مع مراعاة الحفاظ على عدم مخالفة أنظمة المرور أو الأمن والسلامة، وفيما عدا هذا الاستثناء فكل شيء متاح في سوق تزيين السيارات.

وأضاف أن هناك من يترك لنا الحرية الكاملة في تغيير مظهر سيارته مكتفياً بتسليمنا المفاتيح، وهناك من يأتي وفي ذهنه أفكار جاهزة يطلب تنفيذها، وهناك قسم ثالث يأتي لطلب المشورة ومشاهدة مئات التصاميم الموجودة في أجهزة الكمبيوتر لدينا ليختار منها فالإكسسوارات تختلف فبعضها يمكن إضافته كالصور، والعبارات، والمرايا وتفاصيل أخرى صغيرة، وبعضها يتطلب عملا أكثر كتغيير الأقمشة الداخلية، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت رواجاً لسوق الماركات حيث يطلب الشبان تزيين سياراتهم بعلامات لماركات عالمية معروفة.

ويوضح الدكتور خليل فاضل، مستشار الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن السيارة التي تقودها لا تنقلك من مكان إلى آخر فقط وإنما هي منشور علني يكشف الكثير عن شخصيتك التي ربما ترغب في الاحتفاظ بها كسر من أسرارك الخاصة، وعدم الكشف عنها للآخرين, أما عن الألوان الزاهية التي يستخدمها الشباب فهي تدل على أن تأثير اللون في النفس ليس تأثيراً سهلاً محسوسا ًفكل لون يعبر بطبيعته عن العواطف والمشاعر لمستخدمه ولذا يسخّر رموز تلك الألوان في إرضاء رغباته ونزواته ليقيم التوازن بينه وبين الطبيعة من حوله وليست الألوان مسألة مقتصرة على التأثير في أحاسيس الإنسان والتعبير عن مشاعره، بل إن اللون كثيراً ما يكون له أكبر الأثر في استرجاع الذكريات وإثارة الأخيلة.

كما أوضح فاضل أن طراز السيارة - له دور في الطريقة المستخدمة لتزيين السيارة - يكشف الكثير عن شخصية الإنسان أيضا فالذين يفضلون سيارات نوع ستيشن واجن هم من النوع الحساس الناضج وعادة لا يشعرون بمتعة في القيادة ولا يحبون المضايقات التي قد يتعرضون لها فيما السيارات الغريبة الشكل تستهوى الأشخاص غريبي الأطوار الذين يريدون أن يعرف الناس انهم مختلفون عن باقي البشر أما سيارات السباق السريعة فتستهوي النشيطين الذين يميلون إلى المغامرات ولا يترددون في ارتكاب المخاطر، والعالم بأسره هو مسرح لهؤلاء وطوال العقود الماضية كانت هذه السيارات هي المفضلة لدى الشباب.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة