نفروا مسرعين.. بشباكهم وسلالهم ومجاديف على الأكتاف، باعة بعرباتهم الخشبية، وحطابون بفؤوسهم وحبالهم، وآخرون يهرولون خفافاً، جباه سمراء صباحية.. الحلوق منعشة بالقهوة المرة.. بكاء أطفال وثغاء مواش.. أحاديث رجال وقهقهات، وثرثرة النسوة أخذت تزيل الغبش عن جفون منتفخة.. بقايا من العجين تلطخ أياديهن.. ما زال الصباح في طراوته.. تفوح من
...>>>...
صورة عائلية قديمة.. تجمع الإخوة والأخوات، إخوة وأخوات ليس لهم فروع ولا امتدادات.. وجوه بريئة.. خالية من الهموم.. مقبلة.. ليس لديها نوايا مسبقة!! هي بالزي الأصفر تجلس متقرفصة في الطرف، وعلي يجلس خلفها بوجهه الطويل، ناصر يجلس قربها راكزاً ركبته، موضي والعنود يحيطان بعلي، موضي ترتدي التايور الأخضر الذي أحضره أبي من لبنان والعنود ترتدي ثوبها الأحمر الطبقات الذي فصلته أمي لها!!