الأحد 29 ,ربيع الاول 1429

Sunday  06/04/2008

مجلة الاتصالات والعالم الرقمي العدد 250

Telecom & Digital World Magazine Issue 250

 
موقع الجزيرة بريدنا الإلكتروني الإعلانات أرشيف الصفحة الرئيسية

إضاءة

معوقات أمام تطوير (لاب توب) رخيص الثمن

 

 

* إعداد - محمد الزواوي

كان الحلم كبيرًا: تطوير حاسب محمول رخيص الثمن ليصل إلى أيدي ملايين التلاميذ في دول العالم النامي، ولكن مع مرور الوقت بدا أن تصنيع الحاسب المحمول هو الجزء الأسهل، فقد مر المشروع بعدة عراقيل، أهمها التوزيع والوصول إلى الأطفال في الدول النامية، بعد أن وضعت المؤسسة غير الربحية المسؤولة عن المشروع هدفًا ببيع 150 مليون وحدة للأطفال بنهاية هذا العام.

وقد نشر تقرير بجريدة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أبعاد هذا المشروع والعراقيل التي تقف أمامه..

فقد قدمت شركة (وان لاب توب) في مؤتمر (إليكترونيات المستهلك) بمدينة لاس فيجاس الأمريكية عرضًا لهذا الحاسب الجديد الذي قدمه نيكولاس نيجروبونتي مؤسس الشركة، والذي ظهر فيه الجهاز بشاشته المضيئة المقروءة حتى في ضوء الشمس وببطارية عالية الكفاءة يعاد شحنها عن طريق الملء اليدوي، ويباع هذا الحاسب المحمول بمائتي دولار.

ولكن هذا المشروع صادف العديد من العراقيل؛ فقد انسحب أحد الشركاء والمسؤول عن التقنية في الشركة، مما جعل الخبراء يستشرفون المشكلات التي طالما واجهت المشروعات غير الربحية التي تقدم حلولاً لمشكلات اجتماعية. فيشير التقرير إلى أن المشروعات التي تهدف إلى حل المشكلات الاجتماعية عادة ما تواجهها مشكلات تجارية، مثل توسيع دائرة الائتمان الخاصة بتمويل الأفراد وعمليات تسويق البضائع في المناطق المختلفة، ولكن يشير الخبراء إلى أن شركة (وان لاب توب) تواجه مشكلات أخرى، فحتى عندما تنجح الشركات في فتح أسواق جديدة في المناطق الفقيرة في العالم، فإنها تعاني من أجل الوصول إلى العدد المستهدف من الوحدات الذي تريد بيعه في النهاية.

يقول جيمس كوش الأستاذ بجامعة سانتا كلارا بكاليفورنيا: (تعتبر مثل تلك المشروعات الاجتماعية بمثابة مشروعات استكشافية في العديد من الحالات، لأن مشروعاتهم لم يسبقهم إليها أحد ولم يقم أحد بدراسة لتلك السوق، فهم يعملون بمثابة قسم الأبحاث والتطوير في الشركات الكبرى التي دائمًا ما تتجاهل القطاعات العريضة في قاعدة الهرم والتي تكون عادة الأكثر فقرًا).

ويشير التقرير إلى أن الحاسب الجديد لمؤسسة (وان لاب توب) والمسمى (xo) قد أثبت نجاحًا من حيث المبدأ في مجال الحاسبات المحمولة الرخيصة، فقد بدأت شركات مثل لينوفو وإنتل بابتكار موديلاتها الخاصة عندما استشعروا وجود أسواق كامنة لذلك المنتج الجديد، وهذا ليس بالضرورة شيئاً سيئاً بالنسبة لشركة (وان لابتوب) التي تهدف في النهاية إلى وصول الحاسبات الرخيصة إلى الفقراء.

منافسة وليس احتكاراً

ويقول والتر بيندر رئيس البرمجيات والمحتوى بشركة (وان لاب توب): (جزء من نموذجنا للنجاح هو وجود منافسة ووجود شركات أخرى في ذلك المجال، فنحن لسنا بحاجة إلى احتكار أو أن نكون اللاعب الأكبر في السوق). ولكن منتجات المنافسين لن تساعد في تحقيق أهداف شركة (وان لاب توب) ببيع أعداد كبيرة من ذلك الحاسوب، فحتى الآن لم تحقق الشركة سوى بيع 500 ألف قطعة، إضافة إلى 100 ألف قطعة أخرى في طريقها حاليًا إلى أفغانستان وهاييتي، ولكن هذا الرقم يعد صغيرًا للغاية مقارنة بهدف الشركة، وهو بيع 150 مليون وحدة بنهاية عام 2008 .

وتقول شركة (وان لاب توب) إنه من إحدى أسباب الخلل هو أن الشريك السابق لها - شركة إنتل - انتقدت جهاز (ox) ثم قامت بتطوير جهازها الأرخص في السوق، والمسمى (كلاس ميت) أو رفيق الفصل. ويضيف السيد بيندر: (إن مسؤولي المبيعات في شركتهم كانوا يقولون لأننا في مجلس الإدارة، فإن لدينا معلومات داخلية ونعلم أن كل شيء معطوب وأنه لا يعمل).

في حين تقول شركة إنتل إن السيد نيجروبونتي طلب منها شيئًا غير معقول، وهو أن توقف الشركة تسويق جهاز (كلاس ميت) في المناطق التي تستهدفها شركة (وان لاب توب)، وقد رفضت شركة إنتل التعليق على هذا الكلام أو إجراء حوار معها.

وتقول الدكتورة نورا سيلفر مديرة مركز الشركات غير الربحية والقيادة العامة بجامعة كاليفورنيا ببيركلي إن الشراكة مع المؤسسات متعددة الجنسيات يمكن أن تكون بمثابة السيف ذي حدين بالنسبة للمشاريع التي لا تهدف إلى الربح، فمن ناحية تعد تلك الشراكة من أسرع الطرق بالنسبة للشركات التي تريد أن تبدأ بالإنتاج والتسليم السريع، ولكن من ناحية أخرى فإن الطريق مختلف لكل من المشاريع غير الربحية والمؤسسات الكبرى، مما يعني أن مثل تلك الشراكة بحاجة إلى أن تتطور ببطء وبعناية.

وتضيف الدكتورة سيلفر أن الشراكة الناجحة بين شركة تصنيع الملابس (تيمبرلاند) و(سيتي يير)، وهي مؤسسة تطوعية تعمل في كل أنحاء الولايات المتحدة، استغرقت عدة سنوات لتنجح بالصورة المطلوبة، أما الشراكة مع شركة إنتل فتبدو أنها جاءت سريعة ولم يتم اعتبار مسألة المبيعات في تلك الشراكة، وتتساءل: (هل كان لدى هؤلاء الناس عقد واضح؟ فيجب أن تكون واضحًا للغاية في مثل تلك الاتفاقات المبدئية). وتضيف أن شركة (وان لابتوب) كانت تتصرف وكأن لديها عقدًا بفقرات حصرية وغير تنافسية، في حين يقول السيد بيندر إنه لم يكن هناك سوى اتفاقية عدم انتقاص بين الطرفين.

ويشير التقرير إلى أن صعوبة توسيع الأعمال التجارية لا يقتصر على المشروعات الاجتماعية، فالشركات الربحية تعاني من ذلك أيضًا، ولكن التحدي الأكبر هو عندما تستهدف تلك الشركات شريحة الفقراء، وبخاصة أولئك الذين لم يحظوا بتعليم ويعيشون في المناطق النائية، فهؤلاء الفقراء ربما لا تصلهم الحملات الإعلانية التي تدار على شاشات التلفاز أو على اللوحات في الميادين العامة بالمدن الكبرى، ووجود المنتج على أرفف المحلات أيضاً ليس حلاً؛ لذا يجب أن يقوم المستثمرون بالبحث عن طرق لتوصيل القروض الصغيرة إلى مستحقيها، كما يجب العثور على جمعيات أهلية غير ربحية لفتح الأسواق الجديدة؛ حيث إن المؤسسات الكبرى لن تكرس وقتها لذلك العمل، كما لا تمتلك المصداقية مثل الجمعيات الأهلية الإقليمية.

وقد قررت شركة (وان لابتوب) استهداف وزارات التعليم لضمان وجود طلبيات كبيرة للمدارس، ولكن يقول الدكتور جون كويلش الأستاذ بكلية التجارة بجامعة هارفارد إن العمل مع تلك المؤسسات الحكومية حتى في العالم المتقدم يتطلب مجهودًا وصبرًا. ويضيف الدكتور ويلش: (من إحدى السلبيات التي وقعت فيها شركة وان لابتوب أنهم ركزوا بقدر كبير على تخفيض السعر، ولكنهم لم يركزوا بالقدر الكافي على تطوير الحلول التسويقية للوزارات في البلدان)، وهذا يمكن أن يكون فخاً كبيراً وقعت فيه تلك الشركة.

ويقول السيد بيندر: مبدئيًا، نحن لدينا ثلاثة أو أربعة أفراد يقومون بذلك حول العالم، وهو بالطبع مجهود مضني على أربعة أفراد، ولكننا نعمل الآن مع شركة (برايتستار) وهي من أكبر شركات توزيع الهواتف المحمولة في العالم، من أجل المساعدة في التسويق حول العالم.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 

صفحات العدد

اتصالات

أخبارهم

ألعاب

تكنولوجيا

مواهب

بانوراما

إضاءة

ريبورتاج

إصدارات

حكومة الكترونية

إبحار

سوفت وير

رؤى

بصمة الخروج

 

خدمات الجزيرة

الإعلانات

الإشتراكات

الأرشيف

البحث

الجزيرة في موقعك

جوال الجزيرة

كتاب وأقلام

الطقس

للاتصال بنا

 

اصدارات الجزيرة